منذ صدور تقنية طباعة ثلاثية الأبعاد 3D Printing ، ولجت تقريبًا إلى جميع المجالات: من صناعة الأزياء وحتى بناء المنازل، وهذه المرة المجتمع الطبّي؛ فلا تخفى حاجته لاستخدام هذه التقنية، حيث قدّم المعهد الوطني للصحّة (NIS) منحةً قدرها 211.000$ لمهندس في جامعة تكساس في أرلنغتون لتطويره موادَ تستخدم للطباعة ثلاثية الأبعاد لتطوير أوعية دموية جديدة للأطفال المرضى.
المهندس Yi Hong -بالتعاون مع Guohao Dai من جامعة نورث ايسترن- قد وضع مكافحة عيوب الأوعية الدموية لدى الأطفال نصب عينيه، حيث أنّ الأطفال يصعب معالجتهم مقارنةً بالبالغين، لأنّ أجسامهم تنمو أسرع بكثير ممّا يعني أنّ الطّعوم المستخدمة في العلاج في حاجة لاستبدالٍ مستمر باِجراء عملياتٍ جراحية عدّة مرات.
وفي صدد هذه المعضلة، يحاول تخصّص الهندسة الحيوية اِنشاء مجموعة من المواد المستخدمة في الصناعة ثلاثية الأبعاد والتي يمكن تحويلها إلى أوعية دموية مرنة خاصّة بالمريض. هذه المواد يمكنها الاختلاط مع الخلايا البشرية الحيّة لخلق نسيجٍ يمكنه أن يصل بين مختلف الأوعية الدموية الطبيعية. مرونة هذه الأوعية ستحسّـن بشكلٍ كبير حياة الأطفال الذين يعانون من مشاكل متعلّقة بالأوعية الدموية والذين يحتاجون باستمرار إلى عملياتٍ جراحية للحفاظ على حياتهم، كما أنّه من مزايا الأوعية الدموية المطبوعة التقليل من خطر تجلّط الدم مقارنةً بطعوم الأوعية الدموية الطبيعية.
هناك العديد من التشوّهات التي تصيب الأوعية الدموية والتي تؤثّر على الأطفال، بدءً من تمدّد الأوعية الدموية، والتي هي عبارة عن انتفاخات تشبه البالون، تحدث في شرايين الدماغ. التشوهات الشرايينية الوريدية، والتي هي عبارة عن تشابك الأوعية الرقيقة سهلة التمزّق على مستوى الدماغ أو الحبل الشوكي. داء مياوميا والذي يمنع تدفّق الدم إلى الدماغ بسبب انغلاق الأوعية الدموية. كلّ هذه الأمراض يمكن أن تسبّب أعراضًا مثل الصداع، نوبات الصرع، وحتى الغيبوبة. و مع العلاج المتوفر حاليًا، مازال الأطفال االمرضى يعانون من هذه الأعراض. لكن، إذا استطاع العلماء تحقيق ذلك المشروع على أرض الواقع فبالطبع سيشكّل ذلك فارقًا كبيرًا بالنسبة الأطفال المرضى.
يبدو أنّ Yi Hong واثقٌ تمامًا من نجاح مشروعه، وكذلك تاريخه في جمع 850.000 $ من خلال المنح المقدّمة له لمشاريعه السّابقة تدعم هذا الادّعاء. تقنية Hong الجديدة طموحة للغاية، خاصّة أنّ نجاحه المحتمل سيرسّخ استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في المجال الطبّي، ممّا سيشجع باقي العلماء على التخلّي عن التفكير التقليدي والتفكير بطرق جديدة من أجل تحسين نوعية حياة الناس.
المصدر: هنا
ـــــــــــــــــــــــــــ
اقتراح وتدقيق: Hadjer Benyamina
تعديل الصورة: Banan Shanou