ماهو قصور القلب؟
هو حالة مرضية تحدث نتيجة أي خللٍ وظيفي أو عضوي في وظيفة القلب الأساسية؛ وهي استقبال الدم وضخّه إلى مختلف أنحاء الجسم من أجل امداده بالمغذيات والأكسجين.
حوالي 26 مليون شخصٍ من مختلف أنحاء العالم مصابون بقصور القلب، حيث يصيب في الغالب السكّان البالغين وخاصةً الذين تجاوزت أعمارهم الـ 65 سنة. وما يزيد الطين بلةً هو عدم وجود علاجٍ دائم لهذه الحالة، إذ أنّ حالةً واحدة ومن أصل 4 حالاتٍ تضطرّ إلى العودة إلى المستشفى من أجل العلاج.
اكتشاف طريقة جديدة لعلاج قصور القلب
قام علماء من معاهد جلادستون Gladstone Institutes بتطوير طريقةٍ تُستعمل في علاج هذه الحالة المرضية. الطريقة الجديدة تتمّ بتحويل خلايا النسيج الضّام في القلب إلى خلايا عضلية قلبية. حيث أنّه بعد حدوث النوبة القلبية تصاب بعض أنسجة القلب بالتّلف -خاصة النسيج الضّام (Connective tissue)-، ممّا يؤثّر على عمل القلب كمضخّة بنقصان كمية الدم التي تصل إلى باقي الجسم. والطريقة الجديدة التي تستخدم “إعادة البرمجة الخلوية ” Cellular reprogramming ” كوسيلة من أجل تحويل خلايا النّسيج الضام إلى نسيج قلبي، وذلك باعادة برمجة 3 عوامل نسخ (Transcription factors) وبذلك تحويل خلايا النسيج الضّام إلى المراد الحصول عليها.
كُّللت العملية بالنجاح عند اجرائها على فأر، لكن للأسف، 10% فقط من النسيج المتضرّر تحوّل إلى نسيج قلبٍ سليم، لذلك كان على علماء غلادستون اختبار 5٫500 مادّة كيميائية للعثور على تلك التي من شأنها رفع معدّل النجاح. وقد اكتشفوا أنّ اثنين من هذه المواد الكيميائية -واحد يمنع عامل النمو الذي يحفّز الخلايا على الانقسام والنمو، والآخر يثبّط المسار الذي ينظم تطوّر القلب- أنّها أدّت إلى جيلٍ يضمّ عدد خلايا أكثر بـ 8 مرات في غضون مدّة زمنية استغرقت أسبوعًا واحدًا فقط بالمقارنة مع 6 إلى 8 أسابيع في السابق.
لن يتمّ تطبيق الطريقة الآن
بالرّغم من النتائج الإيجابية للتجارب المطبّقة على الفئران، وتحسّن وظيفة القلب لدى هذه الفئران التي عانت سابقًا من أضرار النوبة القلبية، فإنّ العلماء لم يقطعوا إلّا خطوةً في طريق تحسين وتعميم العلاج على الإنسان، كما هو الحال مع أيّ علاجٍ جديد، فهو يحتاج إلى الكثير من التجارب قبل أن يصبح في متناول أيدي الإنسان.
ومع ذلك، فإنّ هذا العلاج المكتشَف حديثا قد يكون الأكثر فعالية من نظيراته في المستقبل القريب. يقول تامر محمد، الحاصل على دكتوراه في الفلسفة :”باستخدام أسلوبنا المعزّز لاعادة برمجة القلب مباشرةً، إنّنا أن ندمج العلاج الجيني مع العلاج بالعقاقير لجعله أفضل وفي متناول جميع المرضى الذين يعانون من هذا المرض”.
وإذا استطاعت هذه الطريقة الجديدة الوصول إلى مرحلة التطبيق على الإنسان، فإنّه حتمًا سيساهم في انقاذ حياة الملايين من المرضى واعادة صياغة كيفية علاج أحد أهمّ الأعضاء في جسم الإنسان.
المصدر: هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: هاجر.ب