من منّا يريد أن يعيش إلى الأبد؟ حسنًا، لا يمكنك.. على الأقل، ليس بعد. لم يستطع العلم اثبات هذه النقطة لحدّ الآن، فالأبحاث تقول إنّ الإنسان يمكن أن يعيش طويلًا، لكنّنا فقط على وشك بلوغ الحدّ البيولوجي الأقصى لعمر الإنسان.
وفقًا للدراسة الجديدة التي نُشرت على جريدة الطبيعة ” Nature”، استطاع العلماء في كلية اينشتاين للطب التوصّل إلى معرفة الحدّ الأقصى لعمر البشر، والذي من الممكن أنّ أحدًا لن يتجاوزه.
كيف استطاع العلماء التوصّل لهذه النتيجة؟
قد قام العلماء بجمع بياناتٍ عن مختلف أعمار أشخاصٍ تعود إلى سنة 1900 من أزيد من 40 بلدًا، وتوصّلوا إلى أنّ أمد الحياة المتوسّط لن يتجاوز سقف 115 عامًا، في حين أنّ أمد الحياة الأقصى سيكون 125 سنة في أفضل الظروف.
يقول عالم الوراثة Jan Vigj المتخرّج من كلية اينشتاين للطب بنيويورك:”البيانات تؤيّد بقوّة أنّ الإنسان قد بلغ أقصى أمدٍ للحياة بالفعل، وكان هذا في تسعينيات القرن الماضي”.
تشير البيانات إلى أنّ متوسط العمر المتوقّع في ازديادٍ منذ القرن التاسع عشر، ويرجع ذلك إلى عوامل متعدّدة كالتطوّر الذي شهده مجال الصحة العامة، النظام الغدائي، تحسّن البيئة والمحيط، قلّة الحروب في مناطق عديدة بالمقارنة مع الأزمنة الماضية. يقولVigj:”القضاء على الأمراض المعدية والمزمنة ربّما يساهم في زيادة متوسّط العمر المتوقّع، لكنّه حتمًا ليس الحدّ الأقصى للحياة”. كما تشير البيانات إلى أنّ متوسّط العمر عند الوفاة قد ارتفع بشكلٍ سريع ما بين 1970 إلى أوائل سنة 1990 لكنّه استقرّ أواسط التسعينيات، أي أنّه يدلّ على وجود حدٍّ أقصى لأمد الحياة.
هل يمكن الاطالة من أمد الحياة؟
ماذا عن امكانية تجاوز 125 عاما من الحياة؟ فريقٌ آخر من الباحثين أقرّ بامكانية اجراء بعض التدخّلات الطبية لاطالة أعمار الأشخاص، حيث أنّه -ربما- سيتمّ ذلك باستعمال آخر ما توّصل إليه مجالا علم الأحياء التركيبي وهندسة الإلكترونيات الحيوية. بالاضافة إلى أنّ بعض التغييرات على مستوى الحمض النووي سيزيد من امكانية اطالة العمر باعتباره حجر الأساس لحياة أية خلية.
ومع ذلك فإن Vigj لازال يعتقد بأنّ اجراء هذه التغييرات على مستوى الحمض النووي لن يكون كافيًا لتمديد أمد حياة الإنسان، وفي هذا الصدد يقول:”على الرغم من أنّ اِحداث تدخّلاتٍ علاجية قد يزيد من احتمال حياة الإنسان لمدّةٍ أطول، إلّا أنّها تكون كفيلة باحداث هذا التغيير إن لم تتفوّق على الاختلافات الوراثية التي تحدّد عمر الفصائل من قبل”، كما يضيف:”لربّما كان من الأحرى انفاق الموارد في تحسين وتطوير مجال الصحّة بدلًا من استخدامها في محاولة اطالة عمر الانسان”.
نشير إلى أنّ جين كالمنت تعتبر أكبر مُعمِّرة في التاريخ بحسب السجلّات الرسمية، امرأة فرنسية توفيت سنة 1997 عن عمرٍ ناهز 122 سنة. وقد علّق Vigj أنّ هذه حالة نادرة وأنّه من المستحيل أن يتمّ توثيق حالةٍ أخرى مماثلة بعد الآن، ويقول معلّقًا:”أعتقد أنّه من الآن وصاعدًا لن يستطيع أيّ إنسانٍ تجاوز عمر 115 عاما”.
المصدر: هنا
ــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: هاجر.ب