يُعرف أيضًا بالعلاج النّفسي الدّيناميكي، وهو تقنية تفترض أنّ سلوك الشخص، وأفكاره، ومشاعره، تُصبح مُضطربة نتيجة عدم فهمه لدوافه ومُحفّزاته، والفكرة الأساسية وراء هذا العلاج هي مساعدة الشّخص الخاضع له على أن يُصبح أكثر وعيًا بنفسه، وبالتّالي يمكنه أن يعيش حياةً أكثر استقرارًا.
وقام «جوناثان شالدر»، وهو بروفيسور في الطّب النّفسي من كلية كولورادو، ورئيس مصلحة الطّب النّفسي في مستشفى جامعة كولورادو بتجارب ودراساتٍ حول هذا العلاج، وخرج بنتائج مُبهرة حول فعاليّته، وخلص إلى أنّ هذا العلاج لا يُساعد الخاضعين له في علاج الأعراض المحدّدة فقط، بل يساعدهم أيضًا في حياتهم العملية والاجتماعية ويُنمّي تقديرهم لأنفسهم أيضًا.
كما تبيّن أنّ العلاج النّفسي الدّيناميكي يُخفِّف الأعراض المَرضيّة المستهدفة بشكل فّعال، خاصّة الحديثة منها، والأشخاص الذين يتلقّونه يستمرون في التّحسن حتى بعد الانتهاء من الجلسات مع المعالج، ربما يكون ذلك لأنّ الفهم الذي يكتسبونه عن أنفسهم يكون شاملًا، بعبارة أخرى، هذا العلاج يساعدنا على التّعرف على أنفسنا بطريقة أعمق وأوسع، ويمكننا استخدام هذا الفهم في وضعيّات مُختلفة، كما أنه يُساعدنا على إدارة المشاعر القويّة وغير المريحة في الكثير من الأحيان.
وفي واحدةٍ من أهم دراسات «شالدر»، أكّدت أنّ العلاج النّفسي الدّيناميكي فعّالٌ جدًا، حيث بَرهنت الاختبارات التّجريبية أنّ مُتوسِّط «حجم التّأثير»* للعلاج النّفسي الدّيناميكي هو 0.97، أمّا بالنّسبة للعلاج السلوكي المعرفي* فكان 0.68، أمّا «حجم التّأثير» للأدوية المُضادة للإكتئاب فكان 0.31.
ويعمل العلاج على اكتشاف 6 خصائص نفسيَّة وهي:
- استطلاع العواطف
- اختبار مُسايرة التجنُّب*
- تحديد الأنماط المتكرّرة
- مُناقشة تجارب الماضي
- التّركيز على العلاقات
- اختبار العلاقة بين المريض والمعالج.
إنّ العلاج النَّـفسي الدِّيناميكي الذي نُمارسه اليوم ليس هو نفسه التحليل النفسي الكلاسيكي، فلن يضطر مُتلقي العلاج إلى التّمدُّد على الأريكة، مُوجّهةٌ إليه نظرات المعالِج الصامتة والغامضة، وأيضًا لا يجب عليه الالتزام بأربع أو خمس جلسات في الأسبوع لعدة سنوات، ومع ذلك غالبا ما يتجنب النّاس هذا النوع من العلاج، لأنهم يعتقدون أنّ ذلك لن يساعدهم في حلِّ مشاكلهم المباشرة، ويخافون من الالتزام به خشية التّكلفة والوقت الضّائع فيما يبدو لهم مُجرّد استهلاك للطاقة في أمر غير جاد.
و بالطبع ليس كل الأخصائيين في العلاج النفسي الدّيناميكي على قدمٍ سواء، فعند البحث عن أحدهم لمساعدتك في علاج مشاكلك، خُذ بعين الإعتبار ثلاثة أمور:
- توصيات شخصٍ تثق به قد خضع لهذا العلاج ونجح معه بفعاليّة.
- مدى تدريب الأخصائي.
- ثق بغريزتك .
*حجم التأثير: يُمثِّل نسبة تباين المتغير التّابع التي ترجع للمتغير المستقل، مَثلًا (في دراسة عن تأثير طُرق التّدريس الفعّالة على التّحصيل الدّراسي للطلاب، تكون طريقة التّدريس هي المتغير المستقل، والتّحصيل الدِّراسي للطُلاب هو المتغير التابع).
*العلاج السُّلوكي المعرفي(CBT) : يُعتبر تدخُّلاً نفسيًا واجتماعيًا وهو أكثر الممارسات استخدامًا على نطاق واسع لتحسين الصّحة النفسية، مسترشداً بالبحث التجريبي ، يُركز العلاج السلوكي المعرفي على تطوير استراتيجيات مواجهة شخصية، تهدف إلى حل المشكلات الحالية وتغيير الأنماط غير المفيدة في الإدراك (مثل الأفكار والمعتقدات والمواقف) والسلوكيات والتنظيم العاطفي، تم تصميمه في الأصل لعلاج الاكتئاب ، ويستخدم الآن لعدد من حالات الصّحة النفسية ، على سبيل المثال القلق.
*مُسايرة التجنب: هي آلية مسايرة غير صحية تتميز ببذل جهد لتجنب التعامل مع الإجهاد، ويُشير مصطلح المسايرة إلى السلوكيات التي تحاول حماية الذات من الضّرر النفسي، وتشمل بدائل مسايرة التغير كل من تعديل أو إزالة الظروف التي أدّت إلى المشكلة، وتغيير تصوُّر المشكلة بطريقة معينة لتحييد المشكلة.
تدقيق لغوي: جيلالي زروخي