إن أبحاث علم الأعصاب مثيرةُ للدّهشة في وحشيّتها، فالكثير مما تعلمناه عن الدماغ قد أتى من فتح العضو ووخزه. وهذا العمل بالقطع ليس للأشخاص سريعي الغثيان.
ما هي أفضل أداةٍ لإجراء هذا العمل؟ في الغالب إنها الأقطاب الكهربائية وهي عبارةٌ عن إبرةٍ تشبه المسبار يمكن إدخالها في الدماغ. يستخدم العلماء الأقطاب لقياس سلوك خلايا الدماغ المنفردة لتمكين الناس من التحكم في الأطراف الصناعية، أو لتطوير التقنيات الأخرى التي تتفاعل مباشرة مع الدماغ. ووفقًا لمقال نُشر في يوم 6 أبريل/ نيسان في مجلة “العلوم الهندسية العصبية ” الكثير من الأسئلة تطرح نفسها حول ما يمكن أن نتعلمه من هذه المسابير وحتى بشأن أمانها”
يشير علماء الأعصاب بالمقال أن دراسة الدماغ باستخدام الأقطاب العصبية قد يسبب بعض المشاكل، قد يكون بعضها بسيطا ويمكن حلها باستخدام العلوم الهندسية. على سبيل المثال، يمكن لأسطح تلك الأقطاب التي تلامس الدماغ وتحفزه وتسجل أنشطته أن تقع في الخطأ أو عدم الدقة، وبخاصة عند التعامل مع المشاركين في حالة الوعي.
قد يفضي هذا إلى تسجيلات خاطئة، فالأقطاب الفاسدة ستجعل الخلية التي تقوم بقياسها تبدو وكأنها تصدر إشارة أضعف مما هي عليه حقًا. ولأننا لا نستطيع دومًا معرفة لماذا تحدث هذا الأمور (أو حتى إن كانت تحدث حقًا)، قد يكون من الصعب على العلماء أن يثبتوا استنتاجاتهم.
لكن المشكلة الأعظم التي اكتشفها العلماء ترجع إلى حقيقة أننا نعرف القليل جدًا عن الدماغ. وبالتحديد، نحن لا نعرف كيف تستجيب أنسجة الدماغ للوخز بالأقطاب. ويشير المقال أن كل ما نعلمه أن علماء الأعصاب قد أجروا تجارب لا تعد ولا تحصى في محاولة دراسة خلايا الدماغ التي قتلوها أو أفسدوها خلال إدخال الأقطاب.
هناك بعض الحلول لذلك، فالمقال يركز على مناطق القشرة البصرية للدماغ. على سبيل المثال، يستطيع العلماء التفريق فيما إذا كانت الخلايا التي يدرسونها مازالت على قيد الحياة أم لا بمجرد جعل المشارك في الدراسة ينظر إلى صورة بصرية وانتظار استجابة الخلايا.
لكن على الرغم من ذلك، خلص العلماء إلى أن تقنيتنا قد وصلت إلى حدود ما نعرفه عن الدماغ. وحتى يتسنى للعلماء استعادة الثقة في النتائج التجريبية، سنحتاج أن نستثمر في الاهتمام بتلك الأسئلة الجوهرية المتعلقة بكيفية استجابة الدماغ للأقطاب وبعض التدخلات الإلكترونية الأخرى.
تدقيق: بكار. ح
تعديل الصورة: رامي نزلي.