الجدل الدائر
لازال الخلاف قائمًا بين مؤيدي التعليم التقليدي، ومؤيدي التعليم العصري، كِلا الطرفين لديه حجج مقنعة. يُعتبر الجانب الاقتصادي أحد أهم أسباب الخلاف. وفقًا لأحد الإحصائيات، فإن واحد من بين كل خمسة أشخاص من طلاب الجامعة يجنون مكاسب أقل من خريجي الإعدادية. لكن تبقى للشهادة الجامعية فرصة أكبر للتعيين، فنسبة البطالة بين حاملي الشهادة الجامعية تبلغ فقط 4,5% مقابل 24% لحاملي شهادة الإعدادية. وفقًا لأحد المقالات المنشورة، فإن تكلفة الدراسة الجامعية إزدادت بنسبة تَفُوق 538% منذ العام 1985. بينما أغلب الشهادات الدراسية، توفر زيادة قليلة في القدرة على جني المال بشكل عام. خريج الجامعة يكسب خلال حياته بالمتوسط 1,3 مليون دولار أكثر من الشخص الذي لا يحمل اي شهادة. لكن تبقى هناك نسبة 40% من الخريجين، مديونون بالمتوسط بمبلغ 22 ألف دولار للقروض المدرسية، والفوائد المترتبة عليها.
التعليم العصري عادةً يكلف نصف المبلغ الذي تكلفه الجامعة، وفي الكثير من الحالات يوفر قدرة أكبر على جني المال. المدارس العصرية تميل إلى الاشتراك في مشاريع تجارية، وتركز على تعليم الطلاب الخبرات والمهارات الأكثر طلبًا في السوق. وكما في التعليم التقليدي، يركز التعليم العصري على تعليم الطلاب الخبرات الضرورية للعمل الجماعي.
اعتبارات اجتماعية
التعليم التقليدي وبما يحويه من مواضيع كالفلسفة والسياسة، يعود تاريخه إلى روما القديمة. كل السكان الأحرار في روما كانو يتعلمون القواعد والمنطق والبلاغة، من أجل المشاركة في الشؤون المدنية، كالمناظرات العامة أو الخدمة العسكرية. في البلدان الديموقراطية، يُعتبر تثقيف وتعليم المواطنين هو هدف التعليم العام. بينما تكون المكاسب الاقتصادية هي النقطة الأهم في اختيار التخصص الدراسي.
بينما التعليم العصري، يُركز أكثر على تطوير المهارات المنتجة. أما مؤيدي التعليم التقليدي فإنهم يهتمون بتدريس مواضيع بنفس الأهمية. التعليم التقليدي يُركز على تطوير مهارات التواصل الشفوية والخطية، توضيح القضايا التاريخية، دراسة الفن والأدب والمسؤوليات المدنية. لتحقيق هذه الأهداف، على الطالب أن يقوم بدراسة العلوم والإنسانيات، بالإضافة لدراسة المواضيع التي هي من ضمن اختصاصه.
الوقت
في ما مضى، كان الشخص يختار مجال عمل واحد ويقضي باقي عمره فيه. أما في أيامنا هذه فقد أظهرت الدراسات، أن بمقدور الشخص أن يعمل في سبع وظائف كمعدل خلال حياته. يعود الفضل في ذلك إلى تقدم التكنولوجيا؛ التي مكنت الأشخاص من دراسة أكثر من اختصاص خلال حياتهم.
في مايخص الجدال القائم بين التعليم التقليدي والتعليم العصري، فليست هناك حاجة في اختيار أحدهما على حساب الآخر. السبب في ذلك أن الشخص يستطيع بعد أن يتعلم عن طريق التعليم العصري، ويحصل على عمل أن يكمل دراستة التقليدية بدون تراكم الديون عليه. حتى أن العديد من رؤساء العمل يعرضون قروض دراسية للموظفين الذين يريدون الالتحاق بدورات التعليم العصري، لإيمانهم بأن لهذه الدورات الإمكانية على زيادة خبرة الموظفين، وبالتالي ازدهار العمل، لدرجه أن العديد من رؤساء العمل يعتمدون بشكل أساسي على الموظفين الذين يأخذون دورات التعليم العصري.
المصدر : هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: Mohammed Diab