إن الجهاز العصبي البصري هو بنية معقدة ترسل الإشارات الكهربائية من الدماغ إلى باقي أنحاء الجسم، ما يعطينا القدرة على الحركة والتفكير. ولسوء الحظ، عندما تتضرر الخلايا الدماغية بسبب ضررٍ أو مرضٍ فإنها لا تتجدد تلقائياً، وهذا قد يؤدي إلى إعاقة دائمة. ولكن في الدماغ يبقى هناك عدد قليل من الخلايا الجذعية التي تستمر بعد البلوغ، مايوفر مصدراً ممكناً للخلايا الجديدة لإصلاح الضرر في الدماغ.
يلقي عمل جديد قام به فريق من الباحثين في University of Calgary Faculty of Veterinary Medicine الضوء على الخلايا الدماغية التي تلعب دور الخلايا الجذعية العصبية. أحد الأنواع، الخلايا الجذعية العصبية النجمية، يمكنها أن تتجد ذاتياً وتعيد إنتاج عصبونات جديدة، خصوصاً بعد إصابة الدماغ. والنمط الآخر – ويدعى خلايا البطانة العصبية – والذي يوفر بطانة داعمة بين الدماغ والسائل الذي يتدفق عبر أجوافه.
يقول البروفيسور Jeff Biernaskie مدير مجتمع علاج رجال الإطفاء المصابين بحروق لإعادة ترميم الجلد وشفاء الجروح في مدينة كالغاري – كندا، وأستاذ مساعد في بيولوجيا الخلايا الجذعية في كلية الطب البيطري “الأهم أن خلايا البطانة التي تبطن كهوب الدماغ تصطف بجوار الخلايا الجذعية العصبية، ما يوحي أنها قد تكون من المنظمين المهمين للخلايا الجذعية العصبية” ومع ذلك، فقد إقترحت العديد من الدراسات البارزة أن الخلايا العصبية يمكن أن تصبح في الواقع خلايا جذعية عصبية، عندما يتم تنشيطها بإصابة في الدماغ. يقدم عملنا أدلة على أن هذا ليس هو الحال ويوفر نظرة جديدة حول الكيفية التي يمكن أن تسهم بها في وظيفة المخ.
في هذه الدراسة، قام الباحثون بتطوير عملية تسمح لهم بتسمية خلايا البطانة العصبية داخل الدماغ لدى البالغين، مع تجنب الخلايا الجذعية النجمية. وتقول دراسة Biernaskie إن البحث لا يوضح فقط هوية الخلايا الجذعية العصبية لدى البالغين، بل إنه يوفر أيضًا نموذجًا جديدًا لدراسة وظيفة خلايا البطانة العصبية ودورها في الحفاظ على وظائف الدماغ الطبيعية.”نأمل أن يكون النموذج الذي قمنا بتطويره أداة مهمة لفهم تأثير الخلل الوظيفي لخلايا البطانة العصبية أثناء تطور الدماغ وفي بداية الأمراض العصبية التنكسية.”
تدقيق لغوي: بن طبة فاطمة الزهراء
المصدر: هنا