وجد فريق من الباحثين من العديد من المعاهد في اليابان، أن تطّور عصبونات القشرة المخية الحديثة في الثديّات، يخضع إلى تغيير شكلي (مورفولوجي)، من الشكل متعدد الأقطاب إلى ثنائي القطب، ويعود ذلك جزئياً إلى الإشارات العصبيّة الصّادرة أثناء هجرة العصبونات خلال تشكّل الدّماغ. يشرح أعضاء الفريق ماوجدوه في ورقتهم البحثية التي نُشرت في مجلة Science ، بالإضافة إلى التقنيات التي استخدموها لدراسة العملية التي يتم من خلالها تطوّر القشرة المخيّة الحديثة في الثديات.
قام كل من Alejandro Schinder و Guillermo Lanuza بالتعاون مع معهد Leloir ومعهد البحوث البيوكيميائية في بيونس آيرس بعرض نموذج عن العمل الـمُتوقَّع في العدد نفسه من المجلة. وكما كتب الباحثون، فإن القشرة المخيّة الحديثة لدى الثديات هي واحدة من أكثر التجمعات تعقيداً في كل الطبيعة – فهي جزء من القشرة الدماغية ، وتلعب دوراً رئيسياً في الإدراك و معالجة المعلومات من الحواس.
تطور القشرة المخية الحديثة معقد بنفس القدر ، لأنه يتطور في طبقات عصبية. وقد أظهرت الأبحاث السّابقة أنه خلال التطور المبكر للقشرة المخية الحديثة، تهاجر الخلايا العصبيّة المُثارة في منطقة البطين نحو اللوح القشري (طبقة من المادة الرمادية تغطي الدّماغ، مصنوعة من الألياف والخلايا العصبية).
كما أظهرت أبحاث أخرى أن الشَكل العصبي يتغير بالفعل أثناء الهجرة، من الخلايا متعددة الأقطاب إلى الخلايا ثنائية القطب. لكن كيفية حدوث هذه العملية كان لغزاً. في هذا الجهد الجديد ، استخدم الباحثون التحاليل النسيجية والتصويريَة، والتحاليل الميكروية لدراسة تطور القشرة الدماغية الحديثة في الفئران. وأفاد أعضاء الفريق بأنهم وجدوا أن العصبونات في اللوحة الفرعية تمد في الواقع إمتدادات عصبية تجاه المشابك المعتمدة على الغلوتامات في الخلايا العصبية متعددة الأقطاب، محرضةً الإشارات ومؤديةً إلى خضوع الخلايا العصبية متعددة الأقطاب إلى تغيير مورفولوجي ، ما ينتج إلى شكل ثنائي القطب. ويدوّن الفريق أن ذلك لوحظ في العصبونات التي كانت موجهة أكثر، والتي يمكن أن تهاجر بشكل أسرع.
لكن وكما كتب Schinder و Lanuza، فإنه لايزال من غير الواضح إذا ماكان الإمتداد العصبي والإشارات، العوامل الوحيدة التي تلعب دوراً في التغيرات المورفولوجية، سيتعين إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان هناك لاعبون آخرون متورطون.
تدقيق لغوي: جيلالي زروخي
المصدر: هنا