يعودُ اختراعُ و إطلاق لغةِ “الإسبرانتو” إلى لودفيك زامنهوف، وهو طبيبٌ بولنديّ عاشَ في مدينة تتميّز بتنوّع اللّغات، فكانت المجتمعات اللّغوية فيها تتصارع فيما بينها لأجل فرض لغتها. هذا ما دفعه إلى اختراع لغة “الإسبرانتو” التي كان بامكانهم تعلّمها بسرعة من أجل تسهيل التواصل وبشكل أفضل، وهذا في عام 1887، حين كان هناك عددٌ قليلٌ من الناس يسافرون أو يتحدثون مع أشخاص آخرين في دول أخرى. عُقِدَ أول مؤتمر للُغة “الإسبرانتو” في مدينة بولوني سور مير Boulogne Sur Mer الفرنسيّة عام 1905، أين اجتمع أكثرُ من 600 شخص قادمينَ من أكثرَ من 20 دولة.
تمّ اختراعُ “الإسبرانتو” التي هي مزيجٌ من كلمات من لغاتٍ أوروبيّة مختلفة بهدف أن تكون أداةَ اتّصال عادِلة. إنّها اللّغة الأكثرُ ملاءَمة للقضاء على الحواجز اللّغوية والسّماح بالتّواصل الدّولي للجميع على أساسٍ من الاحترام والتّفاهم المتبادلَين. لا تهدف “الإسبرانتو” إلى استبدال اللغات الأخرى أو أن تحل محل اللغة الأصلية لأي شخص، بل أن تكون “جسرًا” بين المجتمعات اللغوية المختلفة.
تعتبر لغة الإسبرانتو من أسهل اللغات عند تعلّمها لأنّها مبنيّة على أساساتٍ منطقيّة:
التهجئة: تهجئة الإسبرانتو صوتيٌّ بالكامل. كلُّ حرفٍ يمكن نُطقه بطريقة واحدة فقط، وكلّ صوتٍ يمكن كتابتُه بطريقة واحدة فقط.
القواعد: هناك قواعدُ قليلةٌ ولا توجد استثناءات. على سبيل المثال لا توجد أفعال غير منتظمة irregular verbs.
المفردات: تتعلم مصادرَ 500 كلمةٍ فقط، وستكون لديك مفرداتٌ لأكثر من 5000 كلمة، بما في ذلك المفاهيم التي لا يمكن التعبير عنها بلغات أخرى.
يمكننا أن نتعلم بسرعة الإسبرانتو بسبب سُهولتها، وسهولة استخدامها، وحتى تعليمِها. وعلى عكس معظم اللغاتِ، لا تنتمي لغة الإسبرانتو إلى بلدٍ معيّن أو مجموعة عرقيّة محدّدة: إنّها مُحايِدة سياسيّاً واجتماعيّاً، إنّها تنتمي إلى البشريّة جمعاء. كلّ شخص يستخدم الإسبرانتو هو على قَدَمِ المساواة اللّغوية مع جميع المستخدمين الآخرين للّغة. والنتيجة هي روحُ صداقةٍ رائعةٍ وزمالةٌ بين المتحدّثين بالإسبرانتو.
نظرًا لسهولةِ السفر الدّولي في الوقت الحاضر واختراع الإنترنت، فإن لغةَ الإسبرانتو تشهدُ الآن نجاحًا كبيرًا. يتحدث بها مليونَي شخص في جميع أنحاء العالم. في العام الماضي ، بدأ أكثر من 400.000 شخص في تعلّمِها من جديد.
يمكنكم تعلم الإسبرانتو من موقع duolingo
تدقيق لغوي: زهير خساني