للإستماع للمقال (بصوت: رندة عجرود) :
الاستنساخ هو عملية إنتاج خلايا أو أنسجة أو كائنات حية لها نفس الجينات، كل جزء من حمضها النووي متطابق.
معظمكم يظن أن الاستنساخ هو عملية تحدث في المخبر فقط، لكن في حقيقة الأمر هناك عمليات استنساخ تحدث طبيعيا. تابع المقال لتتعرف على عمليات الاستنساخ الطبيعية، وكيف يتم الاستنساخ الصناعي وأنواعه، وأيضًا هل تم استنساخ الجنس البشري من قبل؟
يُمكن أن تحدث عملية الاستنساخ طبيعيًا -مثال ذلك التوأم المتطابق- إذ يتم تشكل التوأم في الأيام الأولى من اتحاد النُطفة والبويضة. أي عندما يكون الجنين مكون من عدد قليل من الخلايا الغير متخصصة، يقوم بعملية الانقسام إلى جزئين، وفي نفس الوقت كلا الجزئين يقوم بعملية التطور، إلى أن ينفصلا مُشكلين فردين كاملين متطابقين جينيًا، لأنهما تشكلا من بويضة واحدة.
وعملية استنساخ أخرى تحدث طبيعيًا، ألا وهي التكاثر اللاجنسي، لأنه يتم فيه تشكل كائن جديد مُطابق للمستنسخ مثل البرامسيوم. و لأن البرامسيوم كائن وحيد الخلية، تقوم هذه الخلية في موسم التكاثر بالانشطار إلى خليتين متطابقتين جينيًا.
أما بالنسبة لعملية الاستنساخ الصناعية فهناك طريقتين: الاستنساخ الجيني والاستنساخ الإنجابي.
-الاستنساخ الجيني: يتم بنفس الطريقة التي يتم بها الاستنساخ الطبيعي “التوأم المتطابق”
والفرق هو أن الاستنساخ الجيني الصناعي، يتم في صفيحة بتري عوضًا عن الأم. في وقت مبكر يقوم الجنين بالانفصال إلى خلايا أحادية، وتواصل هذه الخلايا الانقسام والتطور في صفيحة بتري. ثم يتم وضع هذين الجنينين داخل الأم البديلة ليواصلا التطور، وبما أنهما من نفس البويضة المخصبة، فإن هذين الجنينين متطابقين جينيًا.
-الاستنساخ الإنجابي: (مثل النعجة دولي) له نفس نتيجة الاستنساخ الجيني “التطابق الجيني”، لكن بطريقة مختلفة. النعجة دولي هي نسخة جينية مطابقة للنعجة البالغة، التي تبرعت بالخلية الجسمية للقيام بعملية الاستنساخ، و هاته الأخيرة هي أول الثدييات التي تم استنساخها من خلية جسمية لكائن بالغ.
للجنين خلايا ثنائية الصيغة الصبغية، والفرق بين الإخصاب الطبيعي والاستنساخ الإنجابي هو مصدر هاته الصبغيات.
-في الإخصاب الطبيعي: كل من خلايا النطاف والبويضة هي خلايا أحادية الصيغة الصبغية، لذا عند اندماجهما تتكون خلايا ثنائية الصيغة الصبغية، صبغيات من الأب والأخرى من الأم.
-في الاستنساخ الإنجابي: خلايا البويضة أحادية الصيغة الصبغية، يتم نزع نواتها و استبدالها بخلية جسمية ثنائية الصيغة الصبغية، مصدر هاته الصبغيات هو خلية جسمية.
هل تم استنساخ الجنس البشري من قبل ؟
على الرغم من الادعاءات الواسعة، إلا أن استنساخ الجنس البشري لا يزال خيالًا، ولا توجد أدلة واضحة تُثبت وجود أشخاص قاموا باستنساخ أجنة بشرية.
في كوريا الجنوبية عام 1998، مجموعة من العلماء زعموا نجاح عملية استنساخ أجنة بشرية، لكن العملية تمت مقاطعتها مبكرًا من طرف مجموعات دينية.
في 2004 مجموعة من جامعة (سؤول) بكوريا الجنوبية، نشرت مقال في صحيفة (ساينس) بأنهم قاموا باستنساخ أجنة بشرية في أنبوب اختبار، لكن إحدى اللجان العلمية المستقلة، لم تجد أي دلائل لهاته العملية. وفي جانفي/يناير 2006 نشرت صحيفة (ساينس) تراجعها عن المقال.
و من منظور تقني، فإن استنساخ الجنس البشري، أصعب من استنساخ الثدييات الأخرى، والسبب هو أن البروتينات المسؤولة عن انقسام الخلايا، متموضعة بالقرب من الكروموسومات عند البويضة، وبالتالي عند القيام بعملية نزع نواة البويضة، لتعويضها بنواة الخلية الجسمية، فان تلك البروتينات تنزع مع النواة ولا تتم عملية الانقسام.
أما عند الثدييات الأخرى مثل القطط والأرانب والفئران، فإن البروتينات المسؤولة عن انقسام الخلايا مُنتشرة في جميع أنحاء البويضة، لذا عملية نزع النواة لا تسبب فقدان هاته البروتينات.
المصدر: هنا
هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: Mohammed Diab
تدقيق علمي: و.ياسين
صوت: رندة عجرود