في اجتماع في وقت سابق من هذا العام، خاض بعض الخبراء نقاشا مثيرا -ماذا لو تبادل كل من كوكبي الزهرة و المريخ مكانهما؟- و قد طرح هذا السؤال في المؤتمر الثالث لعلم المناخ المقارن للكواكب الصخرية في معهد الأقمار والكواكب في هيوستن تكساس في أغسطس / آب.
كان الباحثون يناقشون بيئات العوالم الصخرية في نظامنا الشمسي. و وفقا لوكالة ناسا، فقد نوقشت أيضا تجربة فكرية حول تحويل أماكن الكواكب المجاورة لنا. بالطبع، كان الأمر مزحة فحسب -فكما نعرف لم نخترع آلة لتحريك الكواكب بعد- ولكن هناك بعض العلم الممتع الكامن وراء هذه التجربة.
كتلة المريخ تقدر ب 1/10 من كتلة الأرض، في حين أن كوكب الزهرة له كتلة مساوية تقريبا لكتلة كوكبنا. مدارات المريخ تقع داخل النطاق الصالح للحياة للشمس، بينما يدور كوكب الزهرة -تقريبا- داخل الحافة الداخلية لهذا النطاق.
بالطبع، لا يبدو أي منهما صالحا للسكن الآن. فالمريخ لديه متوسط درجة حرارة سطح 60 درجة مئوية (80 درجة فهرنهايت)، مع درجات حرارة تصل إلى 460 درجة مئوية (860 درجة فهرنهايت) على كوكب الزهرة بسبب الغلاف الجوي السميك.
إذن، ماذا لو قمنا باستبدال مكانيهما؟
كتبت إليزابيث تاسكر لناسا: و قال كريس كولوز عالم المناخ في معهد ناسا للدراسات الفضائية: ” إن كوكب المريخ الحالي إذا تم وضعه في مدار الزهرة سيكون خاضعا إلى حد ما لمقاييس الأرض”.
يتمتع المريخ اليوم بغلاف جوي رقيق دمرته الشمس حين فقد مجاله المغناطيسي لأسباب غير معروفة. لو كنا سنقوم بتحريك المريخ إلى مدار كوكب الزهرة الحالي، فمن غير المحتمل أن تكون درجات الحرارة عالية بما فيه الكفاية لتحرير ما يكفي من ثاني أكسيد الكربون المحبوس على الكوكب لتكثيف الغلاف الجوي.
حتى لو كان من الممكن أن يكون أكثف، لا يستطيع المريخ الاحتفاظ بغلافه الجوي من دون وجود مجال مغناطيسي، مما يعني أن فرص وجود مياه سائلة ضئيلة. و كما قال كولوز: ” أظن أنه سيكون مجرد صخرة أكثر دفئا”.
أما بالنسبة إلى كوكب الزهرة، فمن المثير للاهتمام أن درجة حرارته لا تعتمد على الشمس كثيرًا. لن يتغير كثيرا بنقله إلى مدار المريخ حيث يبقى غلافه الجوي في حالة اتزان. و لكن، مع مرور الوقت ستبدأ درجة حرارته بالانخفاض، حيث أن الحل الوحيد سيكون نقله خارج مدار المريخ.
وكتب تاسكر يقول” يبدو أن تحويل مداري كوكبي الزهرة والمريخ الحاليين لن يؤدي إلى إنتاج عالم ثان صالح للسكن، و لكن، لو أن الزهرة تشكل في الأصل في موقع المريخ، فقد يكون ذلك أفضل للحفاظ على غلافه الجوي”.
المصدر: هنا
تدقيق لغوي: بولحية يحيى