تجاوز عدد المصابين بداء السكري 422 مليون مريض في إحصائية أجريت عام 2014 نشرتها المنظمة العالمية للصحة، وما يعادل 8.5% من عدد البالغين في العالم، حيث أن هذا المرض قد تسبب بصفة مباشرة بموت أكثر من مليون ونصف المليون شخص (2015)، ما يعكس الخطورة الحقيقية لهذا المرض المزمن الخطير.
هناك عدّة أنواع من مرض السكري، أهمها السكري من النوع 1 المسمى سابقًا بالسكري المتعلق بالأنسولين (Diabète insulino-dépendent)، الذي ينتج عن نقص في إفراز هرمون الأنسولين المسؤول عن تخفيض نسبة السكر في الدم بعد الوجبات خصوصا.
وهناك السكري من النوع الثاني والذي كان يطلق عليه اسم السكري غير المتعلق بالأنسولين(Diabète non insulino-dépendant)، يكون فيه إفراز الأنسولين بشكل عاديّ لكن الخلل في استعمال الجسم له.
في دراسة حديثة نشرت في فيفري 2018 في العدد 42 للمجلة الكندية للسكري (Canadian Journal of Diabetes) هدفت إلى معرفة تأثيرات العوامل المتعلقة بالحمل على ظهور مرض السكري من النوع الثاني عند الأطفال، حيث قام الباحثون بمتابعة 270 طفلًا مصابًا بالسكري من النوع الثاني تتراوح أعمارهم بين 10 و17 سنة، و1341 طفل غير مصاب. وقد خلصت الدراسة إلى نتائج مهمة، خاصةً مع التركيز في الحملات التوعوية على العوامل المتعلقة بالأكل والسمنة وغيرها، ووجهت الدراسة الاهتمام نحو الحمل وظروفه وهي خطوة مهمة في محاربة هذا المرض الخطير.
وقد وجد البروفسور جولي هاليبشوك (Julie Halipchuk) وزملاؤه في هذه الدراسة أن صعود السكر في الدم لدى الأم قبل فترة الحمل يزيد احتمالية إصابة الأطفال بمرض السكري من النوع الثاني 6 مرات أكثر من الأطفال العاديين، أما ارتفاع السكر أثناء الحمل فتسبب بزيادة احتمالية الإصابة 4 مرات أكثر وهي زيادة معتبرة جدًا.
ومن النتائج المهمة التي خرجت بها الدراسة، هي أن الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من السكري، حيث أن الأطفال الذين كان غذاؤهم الأساسي حليب أمهاتهم أظهروا احتمالية أقل للإصابة بالسكري من النوع الثاني؛ كما ظهر من تحليل نتائج الدراسة أن المستوى المعيشي له علاقة معتبرة علميًا وإحصائيًا بالتعرض للسكري، حيث أن النساء الذين كان دخلهم العائلي منخفضًا قد يصاب أطفالهم بالسكري من النوع الثاني أكثر من ذوات الدخل المرتفع.
بهذا تكون الدراسة قد أزالت الغطاء عن عوامل أساسية غير العوامل المشهورة في الوسط العلمي، لذا يجب الحرص على دراستها أكثر لصياغة برنامج وقائي متكامل ضد مرض يهدد حياة الملايين ويفسد طفولة الكثير من الأطفال.
__________________________
تدقيق لغوي: ناصر طارق.
المصادر:
1. JulieHalipchukRN, MN et al. Prenatal, Obstetric and Perinatal Factors Associated With the Development of Childhood-Onset Type 2 Diabetes. Can J D, 42,1, Feb 2018 :71-77
2. Organisation mondiale de la santé. Diabète. Aide-mémoire N°312 Novembre 2017