استيقظت ميشيل مايرز (Michelle Myers) قبل عامين، وتكلمت كأنها عادت من عطلة طويلة جدًا ببريطانيا. السيدة ذات الخامسة والأربعون ربيعًا لم تذهب يومًا إلى لندن، ولكن بعد خلودها للنوم مع صداع كبير استيقظت مع ما يبدو لها وكأنه لهجة بريطانية، وفقًا لوكالة الأنباء أي بي سي (ABC). ما شهدته السيدة مايرز قد تكون حالة من مرض نادر يسمى متلازمة اللكنة الأجنبية، يحدث الاضطراب عادة بعد صدمة عصبية، مثل إصابات الدماغ.
وفقًا لجامعة تكساس في دالاس، تم توثيق مئات الحالات على الصعيد العالمي، بما في ذلك تغيرات اللهجة من اليابانية إلى الكورية، الإنجليزية البريطانية إلى الفرنسية، الإنجليزية الأمريكية إلى البريطانية، والإسبانية إلى المجرية. تواجد بعض التغييرات باستمرار مثلا ابتلاع بعض الحروف، أو الضغط على الشفتين، أو لوي اللسان عند الكلام قد يجعلك فجأة تتكلم لهجة شخص آخر من بلاد أخرى.
النرويجية التي بدت كأنها ألمانية في ذروة الحرب العالمية الثانية
في يوم غير محظوظ في عام 1941، في ذروة الحرب العالمية الثانية اخترقت شظية دماغ امرأة نرويجية تعرف باسم أستريد (Astrid L)، وقعت الإصابة خلال غارة من الجيش الألماني، وعندما استعادت وعيها تحدثت بلهجة العدو.
وقال طبيب الأعصاب جورج هيرمان مونراد-كروهن (Georg Herman Monrad-Krohn) في أول تقرير مفصل عن متلازمة اللكنة الأجنبية:
“لقد اشتكت أستريد بمرارة من اتخاذها الألمانية بشكل دائم في المحلات التجارية، ما أدى لعدم التعامل معها من طرف البائعين”
ومنذ ذلك الحين، نشر الباحثون أكثر من 100 دراسة حالة عن المتلازمة. وعادةً ما تنشئ الحالة في شخص تشبه لغته الأولى إلى حد ما اللغة التي تحاكيها لهجته الجديدة. تظهر هذه المتلازمة بعد ضرر بالدماغ. في معظم الحالات عندما تتضرر مناطق الدماغ المرتبطة بالكلام، وفي حالات أخرى قد تتفاقم هذه المتلازمة بسبب مرض نفسي كانفصام الشخصي، ولكنه غير واضح إذا ما كان هذا مرضًا آخرًا بحد ذاته أم حالةً من حالات متلازمة اللكنة الأجنبية. وقالت مايرز للوكالة أن هذه ليست المرة الأولى التي استيقظت بلهجة مختلفة طوال حياتها، فقد تحدثت مؤقتا باللكنة الأسترالية والإيرلندية لمدة وصلت إلى أسبوعين. أما هذه المرة فقد استمرت اللهجة البريطانية لمدة عامين تقريبًا.
إذن لا تستغرب إذا أفقت يومًا ما بلهجة مصرية أو لبنانية.
المصادر
تدقيق: طارق ناصر