كثيرٌ من الناس يربطون الفيزياء بشخصياتٍ مشهورة مثل أينشتاين ونيوتن أو تجارب التكنولوجيا الفائقة المثيرة للإعجاب مثل مصادم الهدرونات العملاق. لكنّ الفيزياء ليست مجرّد شيءٍ يُكتب على السبورة أو عملٍ يُقام به في المختبر، بل هي كلّ شيءٍ من حولنا. فإذا كنت قد تساءلت يومًا عن سبب ظاهرة البرق، أو كيف للعدسات أن تشكّل الصور أو لماذا قطعة المغناطيس تلتصق بثلاجتك، فإنّ الفيزياء هي الوحيدة القادرة على الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها.
الإختراعات:
على مدى القرون القليلة الماضية، جعلت الاكتشافات في الفيزياء تكنولوجياتٍ جديدة ممكنة، والعديد من هذه التقنيات تلعب الآن دورا أساسيًا في حياتك اليومية. فإذا كنت تستخدم اليوم الميكروويف، سيارة، هاتف خلوي، مؤشر الليزر .. فأنت بذلك تستخدم آلاتٍ لم تكن لتوجد لولا اكتشافات الفيزياء. فمن الطائرات النفّاثة إلى المولّدات، ومن المحرّكات إلى التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، كلّها وسائل لا تستغني أبدًا عن علم الفيزياء.
الكهرباء والمغناطيسية:
حاول تسمية جميع الأجهزة في منزلك التي تعتمد على الكهرباء، وستجد أنّها قائمة طويلة جدًّا. لقد جعلت الأبحاث التي قام بها الفيزيائيون في القرن التاسع عشر أمثال مايكل فاراداي وأندريه ماري أمبير من الممكن للبشر توليد الكهرباء واستخدامها لأغراضٍ عملية. فالفيزياء ضرورية لتصميم وفهم الأجهزة الكهربائية من حولك، بما في ذلك الكمبيوتر أو الهاتف الذكي الذي تستعمله الآن.
الإشعاع الكهرومغناطيسي:
المصابيح الكهربائية، فرن الميكروويف والهاتف الخلوي والتلفاز.. جميع هذه الأجهزة المنزلية تعتمد على الإشعاع الكهرومغناطيسي في عملها. لقد أصبحت جميع هذه الأجهزة ممكنة من خلال التقدّم الذي أحرز في القرن التاسع عشر والقرن العشرين في مجال الكهرومغناطيسية الذي يعدّ ماكسويل أحد أبرز رائديه، ماكسويل المعروف بمعادلاته التي جمعت العديد من الملاحظات المختلفة حول الكهرباء والمغناطيسية في نظرية واحدة متماسكة.
كما يسند تفسير كيفية عمل مصباح فلوريسنت الخاص بك وآلة التصوير بالرنين المغناطيسي في المستشفى القريب منك إلى فرعٍ في الفيزياء يسمّى ميكانيكا الكم، وهو الفرع الذي يتعامل مع سلوك المادّة على المستوى الذرّي والجزيئي.
الديناميكا الحرارية:
الثلاجة الخاصة بك، سيارتك و التوربينات الكهربائية في محطة الطاقة الكهربائية المحلية، كلّها محرّكاتٌ حرارية، فهي إمّا تستخدم الحرارة للقيام بالعمل (أو تستخدم العمل لتحويله إلى حرارة، كما في حالة الثلاجة). ويسمّى الفرع الذي يتعامل مع طريقة عمل محرّكات الحرارة بالديناميكا الحرارية. لكنّ الديناميكا الحرارية ليست ذات صلة فقط بمحرّكات الحرارة، إذ يمكن استخدامها أيضًا في فهم لماذا تتدفّق الحرارة دائمًا من الأجسام الساخنة إلى الأجسام الباردة (وليس العكس)، أو لماذا تمتزج الملوّنات الغذائية بالماء لكنّ الماء والزيت لا يمتزجان؟ ولماذا يذوب الملح ولا يذوب الحجر الجيري؟
هذه ليست سوى عددٍ قليل من تطبيقات الفيزياء في حياتك اليومية.
المصدر : sciencing
تدقيق لغوي: بن يمينة هاجر