لقد قضيت العديد من الليالي الطويلة خلال الكلية والدراسات العليا، ساعات طويلة، وتحول نمط حياتي إلى: القليل من النوم وصولًا إلى عدمه أحيانًا، كنت أستيقظ باكرًا كل صباح، أبذل قصارى جهدي لأبدو أنيقة، مكررة ذلك مرارًا ومرارًا.لقد كنت شريكًا أكاديميًا مفضلًا، فقد كنت أفضل خسارة النوم على خسارة ماء الوجه عندما يتعلق الأمر بدرجاتي.قدمت كل مايمكنني لأجعل الأمر يبدو سهلًا، فأظهر في الندوات مرتدية ثوبًا صيفيًا ثم أنسحب بهدوء كما لو أنني لم أقضي الأيام الثلاث الماضية أتوجس بنية الجُمل والبحث. لقد تخرجت برتبة شرف، وكنت فخورةً جدًا بما حققت. لكن دراسةً جديدةً سلطت الضوء على حقيقة قبيحة بما يتعلق بالأداء الأكاديمي للمرأة.
طبقًا لدراسة قُدمت في الجمعية الإقتصادية الأمريكية، فالنساء الجذابات يحصلن على درجاتٍ أعلى ذلك ليس بسبب معدل الذكاء العالي، بل بسبب تحييز الأساتذة. فإذا كان الرجال لا يواعدوننا بسبب ذكائنا، إذن فنحن نحصل على العلامات بخبرة وضع الماسكارا.
استخدم الباحثون عينة من 5000 طالب وأكثر من 100000 علامة، ووجدوا أنّ الجاذبية الجسدية تؤثر على الدرجات وذلك في النساء وليس في الرجال. فقد جمع الباحثون في Metropolitan State University of Denver صور البطاقات الشخصيّة للطلّاب، ودرسوا معدل الجاذبية لدى الطلاب المشاركين على سلم من 1 إلى 10 ثم فحص الفريق قياسات الإنجازات الأكاديميّة مثل درجات آخر إمتحان، ودرجات الـACT. ولتحديد الجاذبية، رسم الفريق الخطوط الأساسية لكل تقييم بتحييز قبل عرض الصور، والتي طرحت لاحقًا من التقييم الموضوع لكل مشترك.
وكما ظهر، فقد وجد زيادة واحدة من الإنحراف المعياري للجاذبيّة أي ما يوافق زيادة قدرها 0.024 على مقياس من 4.0 درجة. من ثم قسم الباحثون الطالبات إلى ثلاث مجموعات -حسب معدل الجاذبية– ووجدوا أن النساء في المجموعة الأقل جاذبية حصلن على درجات أقل بـ0.067 من اللواتي كنَ في المجموعات الأٌخرى. يقول Rey Hernandez-Julian وهو أحد الباحثين الأساسيين “يستثمر الأساتذة وقتًا وجهدًا أكبر في الطلاب ذوي المظهر الأفضل، مساعدين إياهم للتعلم أكثر والحصول على درجات أكثر”ويضيف أنّه” ربما المعلمون ببساطة يكافئون المظهر الأفضل بعلامات بما يطابق أدائهم”.
وجدت الدراسة أنّ جنس المُقيِم أو المعلم لايهم، فكلا النساء والرجال يميلون لإعطاء الإناث الجذابات درجاتٍ أكثر. ولا يوجد تفاوتُ بين الرجال، ولا بين الطلاب الذين يتعلمون عبر الإنترنت. إنه لمن المحبط التحدث عن هذا، لدي صديقات جذابات علمن بقدر الجهد (أو أكثر) الذي بذلته في الدراسة واللواتي كن فخورات بنفس القدر بإنجازاتهن الأكاديمية.
صديقتي كريستين مثلاً، وهي قنبلة شقراء تشل القلب -حرفيًا- تدرس العلوم القلبية الوعائية في جامعة أوكسفورد، أجريت معها العديد من النقاشات حول متابعة درجات متقدمة والتمييز الذي ينبع من كون المرأة في مجالات الدراسة التي يهيمن عليها الذكور عادةً. وفي كثير من الأحيان، تتعرض المرأة للتمييز أولًا لكونها أنثى وثانيًا لكونها جذابة إلى حدٍ ما.
متى سنتوقف عن الحكم على ذكاء المرأة إعتمادًا على مظهرها؟
نتائج الدراسة يمكن أيضًا أن تكون مؤذيةً -بنيتي العظمية لم تساعدني على تعلم اللاّتينية أكثر ممّا ساعدتني أنوثتي في صياغة الجُمل للتخرج من الدراسات العليا-. لم يبدو على أي من أساتذتي أنهم فضلوني أو لم يفعلوا بناءًا على مظهري، ولكن حتى التساؤل يسفه الطريقة التي أقيم فيها حياتي المهنية كباحث.
أيًا كان، في نهاية اليوم أعتقد أن هناك أشياء يمكن أن تكونها إمرأة أسوء من تكون لطيفة أو نائبة رئيس.
المصدر: هنا
تدقيق: لمونس جمانة