النساء المكتنزات وذوات الوزن الزائد، اللّائي يُعرَفنَ بإمتلاكهنَ لـ (BMI) – مؤشر كتلة الجسم – أكثر من (25)، لديهن عامل خطورة، للتشخيص بسرطان الثدي، مقارنةً مع النساء اللواتي يُحافظن على مستوى وزن صحي، خصوصاً بعد سن اليأس. أن تمتلك وزناً زائداً يعني أيضاً زيادة عامل خطورة عودة سرطان الثدي (معاودة) عند النساء اللاتي شُخصّنَ بهِ مُسبقاً. ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الخلايا الدهنية تنتج الأستروجين؛ وخلايا دهنية إضافية، تعني المزيد من هرمون الأستروجين في الجسم، ويمكن لهرمون الأستروجين أن يجعل مستقبلات الهرمون إيجابية لسرطان الثدي، فتتطوّر وتنمو.
وجد العلماء مؤخراً أن المزيد من الخلايا الدهنية يمكن أن تؤدي – على المدى الطويل – إلى مستويات إلتهاب منخفضة. وقد إرتبط الإلتهاب المزمن بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. يبدو أن البروتينات المُفرَزَة من خلايا الجهاز المناعي تثبط نمو خلايا سرطان الثدي، وخصوصاً مستقبلات الإستروجين الإيجابية لسرطان الثدي وخصوصاً في النساء بعد سن اليأس.
تُظهر الدراسات أن (66%) من النساء في الولايات المتحدة هن مكتنزات أو ذوات وزن زائد، مما يضعهن في خطر أكبر للإصابة بسرطان الثدي. وقد أشارت البحوث إلى أن الدهون الزائدة في منطقة المَعدة، وتسمّى أيضاً الدهون في البطن، تُزيد خطر العديد من الحالات، بما في ذلك أمراض القلب والسكري وسرطان القولون والمستقيم. ولكن لم يتضح ما إذا كانت الدهون في البطن أسوأ من الدهون في أجزاء أخرى من الجسم بالنسبة لخطر الإصابة بسرطان الثدي. وتضيف دراسة صينية رَشةً أخرى من التعقيد للمناقشة. ووجدت الدراسة أن النساء اللواتي يعانين من السُمنة المُفرطة مع المزيد من الدهون في البطن، لديهن قابلية أكبر بالنسبة لمستقبلات الهرمون السلبية لسرطان الثدي، مقارنة بالنساء مع دهونٍ أقل في البطن.
النساء اللواتي لديهن دهون أكثر حول الفخذين والوركين والأرداف لديهن قابلية أكبر بالنسبة لمستقبلات الهرمون الأيجابية لسرطان الثدي، مقارنة مع النساء اللاتي لديهن دهون أقل في هذه المواقع. وقد نشر هذا البحث على الإنترنت في (14 Sep سنة 2017) في (The Oncologist) – الرابط – وشملت الدراسة (1386) امرأة صينية تم تشخيصهن حديثاً بسرطان الثدي. كانت النساء تتراوح أعمارهن بين (25 و 70) عاما. جمع الباحثون معلومات عن النساء: • قياسات الجسم، بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم ونسبة الخُصر إلى الورك • التاريخ الإنجابي • تاريخ طبي، وسجّل الباحثون أيضاً خصائص السرطان التي تم تشخيص كل امرأة منها. ثم قارن الباحثون هذه المعلومات بمعلومات مماثلة من (1،316) من النساء الأصحاء اللواتي زرنَ نفس المستشفيات لإجراء الفحوص البدنية العادية. ووجد الباحثون أن النساء اللواتي لديهن دهون تحت الجلد أكثر – الدهون حول الفخذين والوركين والأرداف – والتي يقيسها مؤشر كتلة الجسم، كانوا أكثر عرضة لتشخيص مستقبلات هرمون الإيجابية لسرطان الثدي، وخاصة إذا كانت قبل انقطاع الطمث.
النساء اللواتي لديهن دهون حشوية أكثر – دهون حول الأعضاء الداخلية – مُقاسة بنسبة الورك إلى الخصر – الدهون في البطن – أكثر عرضة لتشخيص مستقبلات هرمون السلبية لسرطان الثدي، خاصة إذا كانت بعد سن اليأس. وقد لُوحظَ هذا الخطر العالي من الإصابة بسرطان الثدي السلبي، مستقبلات الهرمون في النساء مع ارتفاع نسبة الورك إلى الخصر، حتى لو كان لديهم انخفاض مؤشر كتلة الجسم. وقال “زيغانغ يو” من جامعة “شاندونغ” وأحد مؤلفي الدراسة: “هناك سبب محتمل هو أن الدهون تحت الجلد تشارك في إنتاج هرمون الاستروجين، ممّا قد يؤدي إلى تعزيز مستقبلات الهرمون الإيجابية لسرطان الثدي.” الدهون الحشوية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمقاومة الأنسولين، وربما تكون أكثر عرضة لتعزيز مستقبلات الهرمون السلبية.” وقد كتب الباحث: ” تقترح نتائج هذه الدراسة، أن السمنة العامة والمركزية يمكن أن تلعب أدواراً مختلفة في سرطانات الثدي الفرعية” داعمةً فرضية، أن السمنة تؤثر على سرطان الثدي، عن طريق الترابط الجزيئي المعقّد، وراء تأثير هرمون الاستروجين”.
اقترحَ الباحثون أيضاً أن “تاموكسيفين”، وهو نوع من الأدوية العلاجية الهرمونية المستخدمة للحدّ من خطر الاصابة بسرطان الثدي، لدى النساء اللواتي لم يتم تشخيصهن، ولكن في خطر كبير للإصابة بالمرض، قد لا تكون فعالة في النساء مع المزيد من الدهون في البطن لأن تاموكسيفين لا يعمل في مستقبلات الهرمون السلبية لسرطان الثدي. من المهم أن نعرف أن الدراسة شملت فقط قياسات الجسم التي أخذت عندما تم تشخيص النساء بسرطان الثدي، لذلك لم تتضمن معلومات عن زيادة الوزن مع مرور الوقت، والتي قد تؤثر على خطر الاصابة بسرطان الثدي. كما لم تتضمن الدراسة معلومات عما إذا كانت النساء يستخدمن العلاج بالهرمونات البديلة، والتي يمكن أن تؤثر أيضاً على خطر الإصابة بسرطان الثدي. فقدان الوزن يمكن أن يكون أصعب كلما تقدمنَ في السن، ولكن يمكن أن يتم ذلك بتغييرات دقيقة على النظام الغذائي، الخاص بك وتمارين يوميةَ. أوّل شيء يجب فعله هو التحدّث مع طبيبك حول وزن صحي لك استناداً إلى عمرك، وطولك، ونوع جسمك، ومستوى نشاطك. بعد ذلك، تحدث مع طبيبك حول خطة آمنة ومعقولة لانقاص الوزن مصممة خصيصاً لك واحتياجاتك.
المصدر: هنا
تدقيق: عقيل صكر.