توصل الباحثون من معهد العلوم العصبية والطب فى يوليش، ألمانيا، إلى أن التوابل الآسيوية تعزز وقف تكاثر الخلايا والتمايز في الدماغ، وإعطاء الأمل للمرضى الذين يعانون من السكتة الدماغية ومرض الزهايمر.
فما هو الكركم؟
يسمّى الكركم بالزعفران الهنديّ، أو كركم اللونغا (بالإنجليزيّة Curcuma Longa) وينتمي إلى عائلة الزنجبيل، وهو الذي يُكسب الكاري اللون الأصفر والمذاق المر، ونبتة الكركم هي من النباتات المعمرّة، حيث تُزرع في جميع أنحاء آسيا الاستوائيّة، كما تُزرَع في الهند، والصين، وتنمو نبتة الكركم على ارتفاع يتراوح ما بين 0.9 – 1.5 متر، وتتميّز بأوراقها الكبيرة والمستطيلة، وأزهارها القمعيّة الشكل، ولونها الأصفر الباهت. من الجدير بالذكر أنّ نبتة الكركم تمتلك جذوراً سميكةً، ولون الجذور الخارجية أصفر، بينما الجذور الداخليّة لونها بنيّ مائل إلى الأحمر أو البرتقاليّ الغامق، أما الجذور الجانبيّة فلونها أصفر غامق.
العناصر والمعادن الأساسيّة في الكركم:
يوجد للكركم العديد من الفوائد التي تحافظ على سلامة وقوّة الجسم، فملعقة كبيرة من الكركم (7 غرامات) تحتوي على العديد من العناصر، ومنها: 24 سعراً حراريّاً. 6 سعرات حراريّة دهنيّة. غرامٌ واحدٌ من الدهون. دهون غير مشبعة. الكركم خالٍ تماماً من الكوليسترول والسكر. 3 مليغرامات من الصوديوم. 4 غرامات من الكربوهيدرات. غرامٌ واحدٌ من الألياف الغذائيّة. فيتامين. 16% من الحديد. غرامٌ واحدٌ من البروتين. ومن فوائد الكركم أنّه يحتوي على العديد من المعادن، ومنها: الفوسفور، والمنغنيزيوم، والبوتاسيوم
يعمل الكركم على منع تطور مرض الزهايمر عن طريق إزالة تراكم الترسبات (المواد الدهنية) في الدماغ لذلك الاستهلاك اليومي للكركم قد يكون وسيلة فعالة لتحسين تدفق الأكسجين ممّا يساعد على تحسين صحة الدماغ والذاكرة.
وأظهرت الدراسة، التي نشرت فى دورية أبحاث الخلايا الجذعية والعلاج، أن المركب النشط بيولوجيا ويسمى “turmerone”، يمكن أن يمنع الالتهابات، التي ترتبط ببعض الاضطرابات العصبية.
وعن طريق مسح الدماغ لدراسة تأثير المركب على الفئران المختبريّة، وجد الباحثون أن الذين تم حقنهم بتلك المادة “turmerone”، كان التحسن لديهم ملحوظًا في الوظائف العصبية، مقارنة مع هؤلاء الذين لم يتلقوا العلاج.
وقال الباحث أديل روجيه إن العديد من المواد قد وصفت لتشجيع تكاثر الخلايا الجذعية فى الدماغ، بالإضافة إلى تعزيز تمايز الخلايا الجذعية إلى خلايا عصبية، الذي يشكل هدفًا رئيسيًا فى الطب التجديدي، لكن مركب “turmerone” قد يأخذنا في خطوة واحدة لتحقيق هذا الهدف.
وذكر أن الكركم يحتوي على مركب آخر يسمى الكركمين، وهو مركب يوجد في كركم الكاري الهندي وقد استخدم لعدة قرون في الطب الشعبي لعلاج الجروح والالتهابات ومشكلات صحية أخرى. والمعروف بمكوناته المضادة لالتهابات الأعصاب.
وفق الدراسة التي نشرت نتيجتها في مجلة الكيمياء البيولوجية، وجد باحثون من جامعة ولاية ميشيغان أن هذا المركب الطبيعي قادر على منع تشكيل بروتينات alpha-synuclein المدمرة في درجة حرارة الجسم والتي هي السمة المميزة في أمراض عصبية كثيرة مثل الشلل الرعاش ومرض الزهايمر.
ويتمكن الكركمين من عبور حاجز الدم الحساس في الدماغ ليؤثر على الأنشطة الحيوية والكهربائية في الدماغ. وقد أثبت قدرة فريدة لمنع تكتل أو تجمع يؤدي إلى تطور المرض.
كذلك علق رئيس البحث الدكتور أحمد بصير والعلماء الذين أجروا الدراسة بالقول: “أبحاثنا تشير إلى أن الكركمين يمكنه إنقاذ البروتينات من التجمع، وهي الخطوة الأولى في كثير من الأمراض المنهكة.
وقد استخدم الفريق ليزر “دقيق” لدراسة تشكيل البروتينات المعروفة باسم “طي البروتين” خلال جزء من الثانية. عادة، يتم طي البروتينات بسرعة البرق في اتجاه الجينات وتسلسل الحمض النووي. وتنتج الأضرار التي تلحق الحمض النووي والناجمة عن سوء التغذية وعوامل نمط الحياة في سوء طوي البروتينات والأمراض العصبية التنكسية.
ووجد الباحثون أنّه عندما يتعلق الكركمين بـalpha synuclein فإنّه لا يوقف تراكمها فقط، لكنّه يزيد طي البروتين. عن طريق إبطاء سرعة تشكل البروتينات، حيث يحول الكركمين دون تكتل البروتين غير الطبيعي لمنع التشابك والأضرار التي تلحق بنهايات الأعصاب في حين يتم الاحتفاظ بالاتصالات الكيميائية والكهربائية والتي تساعد على منع ظهور مرض الشلل الرعاشي في وقت مبكر.
مجهودات جبارة تقوم بها مخابر صيدلانية لإضافة مادة الكركمين في الأدوية والعقاقير مع هذا لايمكن تَسجيل براءة التصنيع فمن المرجح أنّ مخابر تصنيع الأدوية لَا تزال تسعى بأن الجزيئات الاصطناعية أكثر فعالية لعلاج مثل هذه الأمراض. لكننا نعلم أن الجزيئات الكيميائية أو الاصطناعية لا يتم التعرف عليها أو استيعابها من قبل الجسم، وأنّ لديهم العديد من الآثار الجانبية وغير المرغوب فيها، كما حرص دكتور الطب الطبيعي كريس كيلهام على إدراج الكركم ضمن نظامنا الغدائي أو أخذه في شكل مكمّلات غذائية، من أجل الوقاية من هذه المشاكل الصحية.
تدقيق: لمونس جمانة.