هناك العديد من الأفكار الشّائعة والخاطئة عن الاضطّرابات النفسية، من بين هذه الاضطّرابات: اضطّراب الفصام.
خلافًا للفكرة الشّائعة، ليس الفصام انفصامًا في الشخصية، بل هو اضطرابٌ نفسيّ مصنّف ضمن خانة الذهانات Psychose. فما هو اضطّراب الفصام؟ وما هي أهمّ التقنيات العلاجية الحديثة لعلاجه؟
ما هو الفصام أو (السكتزوفرينيا Schizophrenia) :
هو اضطّرابٌ نفسيّ يتّسم بسلوكٍ اجتماعيّ غير طبيعيّ وفشلٍ في تمييز الواقع، ومن أعراضه الشّائعة الأوهام واضطّراب الفكر والهلاوس السمعية، بالاضافة إلى انخفاض المشاركة الاجتماعية والتعبير العاطفيّ وانعدام الارادة. غالبًا ما يكون لدى المصابين بالفصام مشاكل نفسيّة أُخرى مثل اضطراب القلق والاكتئاب وتعاطي المخدّرات، وعادةً ما تظهر الأعراض تدريجيًا حيث تبدأ في مرحلة البلوغ وتستمرّ لفترة طويلة.(1)
تقنية التحفيز المغناطيسيّ لتقليل “الأصوات” لدى المرضى الذين يعانون من الفصام:
تمكّن الباحثون الفرنسيون من تحديد واستهداف الهلوسات السمعية المتمثّلة في سماع “أصوات” باستخدام التّحفيز المغناطيسيّ عبر الجمجمة، عن طريق منطقةٍ من الدّماغ ساهمت في التعرّف على “أصوات” سُمعت من قبل لدى كثيرٍ من الأفراد الذين يعانون من مرض انفصام الشخصية.
وقد تمّ عرض عملهم في الكلية الأوروبية لعلم النّفس العصبيّ (ECNP) في المؤتمر، وسيتمّ نشرها في مجلّة الفصام Schizophrenia.
يعاني الأشخاص المصابون بالفصام من أعراضٍ كثيرة، يمكن أن تشمل الأوهام، الأفكار المضطّربة، والهلاوس. حيث أنّ حوالي 70٪ من المصابين بالفصام يعانون من “الهلاوس اللفظية السمعية” خلال حياتهم، هذه الأصوات يمكن سماعها داخليًا أو خارجيًا، وقد تكون موجودة بشكلٍ دائم أو في معظم الأحيان.
أظهر التحفيز المغناطيسيّ عبر الجمجمة (SMT) فعاليةً عجيبة في علاج العديد من الحالات النفسية، وفي دراسة أجرتها “سونيا دولفوس Sonia Dollfus” وزملاؤها بجامعة Caen لـ 26 شخصًا يعانون من الفصام Schizophrenia، تلقّوا العلاج ولـ 33 مريضًا تلقوا العلاج بالمحاكاة.
تلقّى المشاركون المعالجَون سلسلة من نبضاتٍ مغناطيسية عالية التردّد من 20 هرتز خلال دورتين يوميًا لمدّة يومين، باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسيّ (IRM)، استهدفت النبضات منطقة محدّدة من الدّماغ بالفصّ الصدغيّ Lobe Temporal المرتبطة باللغة.
بعد أسبوعين من ذلك، لوحظ أنّه: ما يقارب 1 من 3 مشاركين أيّ بنسبة (34.6٪) من المشاركين الذين تلقّوا العلاج انخفضت نسبة الهلوسات السمعية لديهم إلى 30٪ على الأقل (وفقًا لمقياس تقييم الهلوسة السمعية) مقارنةً مع 9.1٪ من المشاركين في المجموعة الثانية.
تقول الباحثة:”يبدو أنّنا نستطيع أن نقول مع بعض اليقين بأنّنا وجدنا منطقة تشريحية خاصّة بالدّماغ مرتبطة بالهلوسة السمعية اللفظية في الفصام”.
اتّضح من خلال ما سبق، وجود فروقٍ لدى بعض المرضى، بعد استخدام التقنية العلاجية SMT عالية التردّد، ورغم هذا، لا يزال هناك طريقٌ طويلة لنقطعها قبل التأكّد ممّا إذا كانت التقنية العلاجية SMT هي أنجع وسيلةٍ لعلاج هؤلاء المرضى على المدى الطويل.(2)
المصدر : هنا
تدقيق لغوي: هاجر بن يمينة