لا يزال الذكاء الاصطناعيّ يبهرنا. ففي خطوة صغيرة لكنّها عظيمة، يحاول الذكاء الاصطناعيّ قراءة عقولنا، ممّا يجعل إمكانية وجود آلاتِ قراءة العقل من قصص الخيال العلميّ حقيقة قريبًا. طوّر الباحثون خوارزميات” التعلم العميق “، المصمّمة على نموذج الدّماغ البشريّ، كي تحلّ شفرة العقل البشريّ. في البداية، قاموا ببناء نموذجٍ لكيفية ترميز الدّماغ للمعلومات.
حينما قضت ثلاث نساءٍ ساعاتٍ في مشاهدة مئاتٍ من أشرطة الفيديو القصيرة، قامت آلة التصوير بقياس إشارات النّشاط في القشرة البصريّة وغيرها بالرنين المغناطيسيّ. هناك نوعٌ شائع من الشبكة العصبية الاصطناعية المستخدمة لمعالجة الصور تُدرّب على ربط صور الفيديو مع نشاط الدّماغ. عند مشاهدة النّساء للقطاتٍ إضافية، ارتبط النشاط المتوقّع من الخوارزمية مع النّشاط الفعليّ لاثنتي عشرة منطقة من الدّماغ. كما ساعدت الخوارزمية العلماء على تخيّل الميزات التي كانت تعالجها كلّ منطقة من قشرة الدّماغ. وقامت شبكة أخرى بفكّ رموز الإشارات العصبية. بناءً على نشاط مخّ المشاركين، تمكّن الذّكاء الاصطناعيّ من التنبّؤ بما كانوا يشاهدونه بدقّة 50٪ (باختيار فئة من بين 15 أخرى بما فيها طير، وطائرة، ونشاط بدني). وفي تقريرٍ للعلماء شهر أكتوبر الفائت، في جريدة Cerebral Cortex، توضّح أنّه إذا دُرّبت الشبكة على بياناتٍ من دماغ امرأةٍ أخرى، فقد تتمكن من تمييز الصورة بدقة 25٪. واستطاعت الشبكة جزئيًا إعادة بناء ما رأى أحد المشاركين بتحويل نشاط الدّماغ إلى وحدات بكسل، لكنّ الصور الناتجة غلبت عليها نقاطٌ بيضاء. يأمل الباحثون أن يؤدّي عملهم إلى إعادة بناء الصور الذهنية التي تستخدم البعض من نفس دارات الدّماغ(الوصلات العصبية الدماغية)، كالمعالجة البصرية.
إنّ الترجمة من عين العقل إلى أجزاء يمكن أن تسمح للنّاس بالتعبير عن أفكار واضحة وأحلامهم لأجهزة الحاسوب أو لغيرهم من النّاس دون كلماتٍ أو نقراتٍ على فأرة الحاسوب، كما يمكن أن تساعد أولئك الذين أصيبوا بالسكتات الدماغية وليس لديهم وسيلة أخرى للتواصل.
المصدر: هنا