يقول علماء يابانيون بأنهم ربما وجدوا مكانًا مثاليًا لقاعدة قمرية مستقبلية، الأمر الذي قد أثار اهتمام الولايات المتحدة بشكل خاص، وأعاد التركيز على القمر مؤخرًا.
- تتمثّل هذه المنطقة في حفرة تقع في القباب البركانية Marius Hills على سطح القمر، والتي اعتقد من قبل أنّها تُخبِّىء أنابيب الحمم البركانية. وأنابيب الحمم البركانية هي كهوف ضخمة تحت سطح القمر توفرّ حماية طبيعية من الإشعاعات والشمس، تكوّنت من الحمم الأولى وتشكّلت كقنوات وتبردت على سطحها.
وفي آخر دراسة نشرت على جريدة Geophysical Research Letters، تفحّص فريق من وكالة الفضاء اليابانية (JAXA) البيانات التي جمعتها المركبة الفضائية SELENE، هذه الأخيرة دارت حول القمر في الفترة الممتدة من 2007 و 2009. وجد الفريق أنبوب الحمم البركانية سليمًا ممّا يوفر المأوى الأمثل.
صورة من طرف: Purdue University/David Blair
وقال الفريق في ورقته:” إنّ أنابيب الحمم القمرية مهمة من مختلف وجهات النظر العلمية وتوفر مواقع محتملة لبناء قاعدة قمرية في المستقبل “.” وبما أن ما بداخل أنابيب الحمم محمي من قصف النيازك، الأشعة الكونية، أو غرس الجسيمات، فمن المتوقع أن تكون في أفضل حال، في بيئة محافظة على تركيبة حممها البركانية وقوامها، وحتى المواد المتطايرة “.
وباستخدام بيانات الرادار من SELENE، تمكّن الفريق من العثور على أنبوب الحمم هذا في جوف القمر. كما رأوا شكلًا يحاكي الكهوف التي تحت الأرض في منطقة Marius Hills بالقرب من خط الاستواء للقمر. حيث تبدو حفرة Marius Crater من الأعلى كنافذة سقفية للكهف الذي تحتها.
ولمعرفة مدى عمق الكهف، استشار الفريق الياباني علماء من بعثة وكالة NASA’s Gravity Recovery and Interior Laboratory-GRAIL. وباستخدام بيانات الجاذبية، تبيّن أنّ هذا الكهف هو جزء من سلسلة أكبر تمتدّ لمسافة 60 كيلومترًا (37 ميلًا)، ويبلغ عرضها وارتفاعها كيلومترًا واحدًا (0.6 ميل) على الأقل، كما يبلغ عمقها من عشرات إلى مئات الأمتار تحت السطح.
وصرّح Jay Melosh، وهو أستاذ في Purdue University وباحث مشارك في بعثة GRAIL، قائلًًا:” كانوا يعلمون بوجود الكَوَّة في Marius Hills لكن لم تكن لهم أيّة فكرة عن مدى تجويفها تحت سطح القمر “.
هذه هي المرّة الأولى التي يكون لدينا فيها نظرة واضحة حقًا عن أنابيب الحمم البركانيّة ، والتي تبدو واقعية، خاصة أنّ الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت مؤخرًا أنّ هذا الاكتشاف سوف يحوّل التركيز بعيدًا عن المريخ والعودة إلى استكشاف القمر. كما ل SpaceX خطط لبناء قاعدة قمرية أيضًا.
لذا، إذا أردنا بناء قاعدة على سطح القمر، فأنابيب الحمم البركانية قد تكون رهانًا جيدًا جدًا. فبالإضافة إلى الحماية التي توفرها، يمكن لهذه القاعدة أن تسمح لنا باستكشاف سطح القمر على نحو لم يسبق له مثيل. من يدري؟ لربما سيكون Marius Hills الوجهة الرئيسية مستقبلًًا.
المصدر: iflscience
تدقيق لغوي: سهام جريدي