المضادات الحيوية، معروفة أيضًا باسم مضادات الجراثيم، هي أنواع من الأدوية التي تدمر أو تُبطئ من نمو البكتيريا.
الكلمة اليونانية ( anti ) تعني ” مضاد “، والكلمة اليونانية ( bios ) فهي تعني ” الحياة ” ( البكتيريا هي نوع من أنواع الحياة.
تستخدم المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات التي تسببها البكتيريا. البكتيريا هي كائنات مجهرية، بعضها يسبب المرض. مثل الزهري والسل والسالمونيلا، وبعض أشكال التهاب السحايا البكتيرية ( يوجد أنواع من التهاب السحايا التي تتسبب فيها الفيروسات). بعض البكتيريا ضارة، في حين أن البعض الآخر جيدًا بالنسبة لنا.
ما هي المضادات الحيوية؟
تُعَرف المكتبة الوطنية الأمريكية للطب أن المضادات الحيوية – الأدوية القوية التي تحارب الالتهابات البكتيرية – يمكن أن تنقذ حياة عند استخدامها بشكل صحيح. المضادات الحيوية إما توقف البكتيريا من التكاثر أو تقتلهم. “دفاعات الجسم الطبيعية عادة ما تقوم بالباقي”.
قبل أن تتمكن البكتيريا من أن تتكاثر وتسبب الأعراض، عادة ما يستطيع النظام المناعي للجسم من تدميرها. ( لدينا خلايا دموية بيضاء خاصة تهاجم البكتيريا الضارة). حتى و إن ظهرت أعراض فإن جسمنا البشري يستطيع التأقلم والدفاع عن نفسه ضد الالتهاب.كما توجد بعض الحالات، حيث يكون التكاثر والهجوم البكتيري أقوى من أن يستطيع النظام المناعي مقاومته؛ ولذلك يتوجب تدخل مضادات البكتيريا.
وكان أول مضاد حيوي البنسلين. وتستخدم هذه المضادات الحيوية ذات الصلة بالبنسلين، كما الأمبيسلين (ampicillin)، أموكسيسيلين (amoxicillin)، بنزيلبنسيلين (benzylpenicilllin)، على نطاق واسع اليوم لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض – وكانت هذه المضادات الحيوية موجودة منذ وقت طويل.
وهناك عدة أنواع مختلفة من المضادات الحيوية الحديثة، والتي يمكن فقط لطبيب وصفها في مغظم البلدان،
وهو إفراط في استعمال المضادات الحيوية. فهناك قلق في جميع أنحاء العالم من المبالغة في استعمال المضادات الحيوية. الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية هو واحد من العوامل التي تسهم في عدد متزايد من الالتهابات البكتيرية، التي أصبحت مقاومة للأدوية المضادة للبكتيريا.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية في الولايات المتحدة الأمريكية، هو مشكلة معتبرة الشدة في الجنوب الشرقي.
يقول ECDC (المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها): “إن المقاومة للمضادات الحيوية لا تزال تشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة في جميع أنحاء العالم. وفي بيان صدر في ال19 نوفمبر 2012، أبلغ التعاون الاقتصادي أن ما يقدر ب 25000 شخص يموتون سنويًا في الاتحاد الأوروبي من الالتهابات البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية.
وقد أظهرت البيانات التعاون الاقتصادي الجديد لل ECDC أن هناك زيادة كبيرة على مدى السنوات الأربع الماضية من المقاومة المتعددة للمضادات الحيوية ل E. coli، و Klebsiella pneumoniae، والتي شكلت في أكثر من ثلث الاتحاد الأوروبي EU، ودول المنطقة الاقتصادية الأوروبية (European Economic Area). واستهلاك الكاربابينيمات ( carbapenems =نوع من المضاد الحيوي ) بالخصوص زاد بنسبة ملحوظة ما بين عامي 2007 و 2010 بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من المضادات الحيوية.
مقاومة المضادات الحيوية: كيف أصبحت تهديدًا عالميا للصحة العامة؟ حيث قال ألكسندر فليمنغ بهذا الخصوص ــ وهو يتحدث في خطابه عند تسلمه جائزة نوبل عام 1945: “ثم هناك خطر الرجل الجاهل الذي قد يعريض الميكروبات في جسمه لكميات غير قاتلة من المخدرات، وجعلها مقاومة لذلك المخدر “. و ذلك كما كان توقع قبل تقريبا 70 سنة الرجل الذي اخترع أول مضاد حيوي (الكسندر فلمنغ اكتشف البنيسيلين، أول مضاد حيوي طبيعي عام 1928).
كيف تعمل المضادات الحيوية ؟
على الرغم من أن هناك عددًا من أنواع مختلفة من المضادات الحيوية، إلا أنها تعمل كلها بطريقتين:
المضادات الحيوية للجراثيم يقتل البكتيريا ( قاتل بكتيريا – bactericidal) . البنسلين هو مبيد للجراثيم، ومبيد للجراثيم عادة إما يتداخل مع تشكيل جدار الخلية البكتيريا أو محتويات خلية لها.
توقف جراثيم البكتيريا من التكاثر ( bacteriostatic).
لماذا يتم استخدام المضادات الحيوية ؟
يتم إعطاء المضادات الحيوية للمرضى ــ بشر أو حيوانات ــ المصابين بالتهابات تتسبب بها البكتيريا. المضادات الحيوية تستهدف العضيات الصغيرة كالبكتيريا، الفطريات، و كذلك الطفيليات. ولكنها غير فعالة في وجه الفيروسات.
من المهم عند الإصابة بالتهاب ما أن نحدد سبب هذا الالتهاب هل هو بكتيري أو فيروسي. معظم الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي والتهابات الحنجرة هي التهابات فيروسية ولا نستطيع التغلب عليها بالمضادات الحيوية.
إذا تم استخدام المضادات الحيوية بإفراط أو بشكل غير صحيح ــ مثلا عدم إكمال الكمية التي وصفها الطبيب ــ هناك خطر يتمثل في أن البكتيريا سوف تصبح أكثر مقاومة، أي أن المضادات الحيوية تصبح أقل فعالية ضد هذا النوع من البكتيريا.
والمضادات الحيوية واسعة الطيف يمكن استخدامها لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض. مضاد حيوي ضيق الطيف فعال فقط ضد بضعة أنواع من البكتيريا. هناك المضادات الحيوية التي تهاجم البكتيريا الهوائية، في حين تعمل أنواع أخرى ضد البكتيريا اللاهوائية.
كما يمكن إعطاء المضادات الحيوية مسبقًا، لمنع العدوى، كما قد يكون الحال قبل الجراحة. وهذا ما يسمى استخدام “وقائي” من المضادات الحيوية. وهي تستخدم عادة قبل جراحة الأمعاء وجراحة العظام.
ما هي الآثار الجانبية للمضادات الحيوية؟
فيما يلي قائمة من الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا من المضادات الحيوية:
– الإسهال : وجد باحثون من جامعة ستانفورد في كلية الطب أن ارتفاع السكريات في الأمعاء بعد العلاج بالمضادات الحيوية يسمح للبكتيريا الضارة، للحصول على موطئ قدم العدوى، والسبب أن البكتيريا الضارة تزدهر على السكر.
– الشعور و الاحساس بالمرض.
– الالتهابات الفطرية في الفم والجهاز الهضمي والمهبل.
فيما يلي قائمة من الآثار الجانبية النادرة من المضادات الحيوية:
– تكوين حصوات الكلى (عند أخذ سلفوناميدات – sulphonamides).
– تخثر الدم غير طبيعي (عند أخذ بعض السيفالوسبورينات – cephalosporins).
– حساسية لأشعة الشمس (عند أخذ التتراسكلين – tetracyclines).
– اضطرابات الدم (عند استعمال ميثوبريم – trimethoprim).
– الصمم (عند أخذ الإريثروميسين وأمينوجليكوزيدات – erythromycin and the aminoglycosides).
– بعض المرضى، وخاصة كبار السن، قد يواجهون مرض الأمعاء الملتهبة (وهو نوع من التهاب القولون)، والتي يمكن أن تؤدي إلى الإسهال الشديد. الكليندامايسين Clindamycin ; مضاد حيوي يستخدم لالتهابات الأكثر خطورة، لديها عادة هذا الأثر الجانبي. على العكس من البنسلين، السيفالوسبورين والاريثروميسين التي تتميز بنسبة أقل لتسبيب هذا الأثر الجانبي.
في أغسطس 2012، وجد العلماء من كلية نيويورك الطبية، أن الأطفال الذين يتعرضون للمضادات الحيوية لديهم مخاطر أكبر من أن يعانوا من زيادة الوزن أو السمنة. وقد نشرت هذه الدراسة في الدورية الدولية للسمنة.
الحساسية للمضادات الحيوية :
بعض المرضى قد تتطور لديهم الحساسية للمضادات الحيوية ــ وخاصة البنسلين. ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية الطفح الجلدي، وتورم في اللسان والوجه، وصعوبة في التنفس.
الحساسية للمضادات الحيوية قد تكون تفاعلات فرط الحساسية الفورية أو المتأخرة.
إذا كان لديك في أي وقت مضى حساسية للمضادات الحيوية، يجب إخبار الطبيب أو الصيدلي. ردود الفعل على المضادات الحيوية يمكن أن تكون خطيرة جدًا، وقاتلة في بعض الأحيان.
استخدم المضادات الحيوية بحذر شديد وتأكد من إبلاغ الطبيب أو الصيدلي إذا:
– لديك خلل في وظائف الكبد أو الكلى.
– حالة حمل.
– كنت في الرضاعة الطبيعية.
المضادات الحيوية قد تصطدم (تتفاعل) مع أدوية أخرى :
إذا كنت تأخذ مضادًا حيويًا لا تأخذ معه أدوية أخرى، أو العلاجات العشبية التقليدية دون إخبار طبيبك أولًا، فقد يحدث تداخل بين المواد الموجودة في العلاج ووصفة الطبيب. كما يجب عليك إخبار طبيبك بخصوص أي حساسيات، أو لأدوية تتناولها، أو أمراض أخرى تعاني منها ( كالسكري و ارتفاع ضغط الدم ).
البنسلين، السيفالوسبورين، وبعض المضادات الحيوية الأخرى قد تقوض فعالية وسائل منع الحمل عن طريق الفم. إذا كانت المضادات الحيوية قد تسبب الإسهال/ التقيؤ، هذا يمكن أن يسبب خلل في امتصاص أدوية منع الحمل؛ ولذلك يجب إخبار الطبيب بذلك حتى يتسنى له تغيير دواء منع الحمل أو الوصفة.
كيفية استخدام المضادات الحيوية :
عادة يتم أخذ المضادات الحيوية عن طريق الفم. ومع ذلك، فإنه بالإمكان أخذها عن طريق الحقن، أو تطبيقها مباشرة على الجزء المصاب من الجسم.
معظم المضادات الحيوية يبدأ تأثيرها في حال وجود عدوى في غضون ساعات قليلة. من المهم جدًا أخذ كامل الكمية التي وصفها الطبيب؛ وذلك لمنع العدوى من العودة بقوة، ولتجنب خلق مقاومة لذلك المضاد.
يجب عدم تناول بعض المضادات الحيوية مع بعض الأطعمة والمشروبات، والبعض الأخر لا يجب أخذها وهناك طعام في معدتك. عادةً تؤخذ هذه المضادات حوالي ساعة قبل وجبات الطعام، أو بعد ساعتين.
ومن الأهمية اتباع التعليمات بشكل صحيح إذا كنت تريد الدواء أن يكون فعال. إذا كنت تأخذ ميترونيدازول لا يمكنك استهلاك الكحول.
لا ينبغي أن تستهلك منتجات الألبان إذا كنت تأخذ التتراسكلين، لأنها قد تؤثر على امتصاص الدواء.
المصدر : إضغط هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التدقيق اللغوي العربي: Mohammed Diab