Site icon الباحثون الجزائريون – Algerian Researchers

مقدمة قصيرة في شبكات الكمبيوتر (3) : وسائط الاتّصال غير الموجّهة

SPCRC - IIIT Hyderabad

تعتمدُ وسائط الاتّصال غير الموجّهة على الموجات الكهرومغناطيسية (Electromagnetic Waves) في نقل البيانات دون استعمال نواقل فيزيائية. هذا النّوع من الإتّصالات يدعى بالاتإصالات اللاّسلكية، يتمّ إرسال الإشارات عبر الهواء لذلك فهيَ مُتاحة لأيّ شخص يملكُ جهازا مُعدًّا لاستقبال هاته الإشارات.

الصورة في الأسفل توضّح الطّيف الكهرومغناطيسي المُستعمل في الإتّصالات اللاسلكية، من تردُّد 3 كيلوهرتز حتّى 900 تيرا هرتز.

الإشارات غيرُ المُوجّهة تنتقل من المُرسل إلى المُستَقبِل بطُرقٍ عدّة: الانتشار الأرضي (Ground Propagation)، الانتشار في الجو (Sky Propagation)، الانتشار ضمن خطّ الرؤية (Line-of-Sight Propagation)

موجات الرّاديو

الموجاتُ الكهرومغناطيسيّة التي تقع في مجال تردّدٍ بين 3 كيلوهرتز و1 جيجا هرتز تُدعى عادة الموجات الراديويّة. هاته الموجات تنتشرُ في جميع الاتّجاهات في حال إرسالها (Omnidirectional) ، لذلك لا يجبُ أن يكونَ كلُُّ  من المُرسل والمُستقبِل على خطّ واحد.  لكنّ خاصية الانتشار في جميع الاتّجاهات لديهَا بعضُ العيوب، مثلاً يمكنُ أن تتداخل الموجات المُرسلة من طرفِ هوائيَين مختلفين مع بعضهما في حال ما إذا تمّت الإرسالات على نفس التردّد (Frequency) أو النطاق (Band).

موجات الرّاديو ذات التردّدات المنخفضة يمكنُها أن تخترق الجُدران، لكنّ هاته الخاصّية تكونُ ميزةً وعيبًا في نفس الوقت، حيثُ أنّ جهازَ راديو يعمل على تضمين AM يمكنه استقبال الإشارات داخل المبنى، لكن لا يمكنُ عزل الاتّصال سواءً داخل أو خارج المبنى.

تطبيقات الأمواج الراديوية

الموجات الصّغرى

تقعُ في مجال تردّدٍ بين 1 و300 جيجا هرتز، تدعى بالموجات الصغرى أو الموجات الميكروية (Micro waves)، هاته الموجات تكُونُ أحادية الاتّجاه (Unidirectional)، فيُمكن تركيز الموجات المُرسلة من هوائيّ في نطاقٍ ضيّق، لذلك يجبُ أن يكُونَ كلّ من المُرسل والمستقبِل على تقابلٍ في خطّ واحد، الميزة الأساسية لخاصيّة أحادي الاتّجاه هي أنّه لا يمكن أن يحدُث تداخُل إشارات بين عدد من هوائيات الإرسال والاستقبال لأنّ كلّ مرسل ومستقبل يكونان متقابليْن ضمنَ خطّ إرسال واحد.

بعض خصائص الموجات الصّغرى 

استعمالات الموجات الصغرى

بفضلِ خاصيّة أحاديّة الانتشار، الموجات الصّغرى مفيدة جدًّا في الإرسال الأحادي (Unicast) بين مرسلٍ ومُستقبل، تُستعمل أيضًا في اتصالات الهواتف الخلويّة، شبكاتِ الأقمار الصّناعية والشّبكات المحلّية اللاسلكية (WLAN). تُقدّم الموجات الصّغرى أفضلية في الإرسال طويل المدى وتتميّز بسعةٍ عالية لكنّها مُكلّفة جدًّا.

الموجات تحت الحمراء

تقع الموجات تحت الحمراء (Infrared Waves) في مجال تردّد بين 300 جيجا هرتز و 400 تيرا هرتز، تُستعمل في الاتّصالات قصيرة المدَى، لا يُمكنها اختراق الجدران بما أنّ لهَا تردّدات عالية جدّا، هاته الخاصّية تمنحها أفضليّة في تفادي تداخل الإشارات بين أنظمة إرسالٍ مختلفة.

حينَما نستعمل جهازَ التحكمّ (الريموت كونترول) الّذي يَستعمل موجاتٍ تحتَ الحمراء فذلك لا يؤثّر على جهازٍ تحكّم آخر في غرفة أخرى. لكن هاته الخاصّية نفسها تجعل الموجاتِ تحت الحمراء غيرَ فعالة في الاتّصالات طويلة المدَى. بالإضافة إلى أنّه لايمكنُ استعمالها في الخارج لأنّ أشعة الشّمس تحوِي موجات تحت الحمراء يمكنها أن تتداخل مع موجاتِ الجهاز الّذي نستعمله.

استعمالات الموجات تحت الحمراء

عرض النّطاق في الموجات تحت الحمراء حوالي 400 تيرا هرتز ممّا يوفّر سعةً مثالية لنقل البيانات بسرعات فائقة. تُستخدمُ هاته الموجات في الاتّصالات ذات المدى القصير في فضاءات مُغلقة مثل الربط بين وسائط الكمبيوتر ( الماوس، لوحة المفاتيح…الخ).

مصادر : 1، 2

تدقيق لغوي: يوخالفي بشرى

Exit mobile version