في عالمنا الحالي، سريع التطور، تعتمد فعاليات البشر بالأكثر على بنية تحتية كهربائية، أي التكنولوجيا. إذا حصل وأن انطفأت شبكات الطاقة، فإن أنظمتنا المخصصة للحفاظ على المناخ سوف تتعطل كذلك الأمر، وستموت حواسيبنا، وكل الأجهزة الكهربائية للتواصل والاتصال سوف تنقطع.
ولكن بالإضافة إلى ذلك، أصبحت فعاليات البشر في القرن الواحد والعشرين تعتمد وبشكل أكبر على البنية التحتية المتواجدة في المدار الأرضي المنخفض (LEO)، ناهيك عن وجود العديد من الأقمار الصناعية في الفضاء، كذلك توجد محطة الفضاء العالمية ومجموعة أخرى من أقمار الGPS.
ولهذا السبب تُعتبر التوهجات الشمسية خطرًا جادًا، ولهذا السبب قام فريق من جامعة هارفارد حديثًا بنشر دراسة تفرض حلًا بوضع درع ضخم ومغناطيسي في المدار حول الأرض.
وكما شرح العلماء من جامعة هارفارد، التوهجات الشمسية تضعنا بخَطر كبير خصيصًا في عالمنا هذا، وبالأخص سوف يكون الخطر أكبر كلما ازداد تواجد البشر في المدار نفسه.
بفضل التقدمات التي توصلنا خلال ال200 سنة الماضية، في مجال علم الفضاء، لقد تعلمنا الكثير عن الظاهرة المعروفة باسم “الطقس الفضائي”.
ظاهرة الطقس الفضائي تصف الظاهرة التي تؤثر على التكنولوجيا والأنظمة الموجودة في المدار حول كوكب الأرض. وبإمكانها أن تحدث في أيّ مكان من سطح الشمس امتدادًا لسطح الأرض. وتمامًا ما يحدث هو عند تحرك رياح “الطقس الفضائي” من الشمس، تعبر عبر هالتها، ومن ثم عبر الرياح الشمسية. عند وصولها لسطح الأرض، تقوم بتنشيط الحقل المغناطيسي وتسارع الإلكترونات والبروتونات أسفلًا باتجاه خُطوط الحقل حتى تتصادم بالغلاف الجوي والغلاف الأيوني، وبالأخص بخطوط عرض عالية. كل مركب من “الطقس الفضائي” يُؤثر على تكنولوجيا مُختلفة.
في ذات الوقت، اعتماد البشر المتزايد على الكهرباء والبنى التحتية الفضائية (بمعنى الأقمار الاصطناعية ومحطات الفضاء وغيرها)، جعلنا أكثر ضعفًا أمام ظواهر كهذه.
لم يكن للرياح الشمسية أهمية في الماضي، حيث أنّ أغلب التركيز كان على الأجسام الفضائية التي سببت بفناء الديناصورات، ولكن اليوم، ومع وجود التكنولوجيا، فإنّ الرياح الشمسية أصبحت أوّل ما يهمنا من أحداث الفضاء.
“نتوقع بأنّه بغضون ال150 سنة القادمة، سوف يحدث ما قد يسبب خسائر تساوي ميزانية الولايات المتحدة أي ما يقارب ال20 ترليون دولار، وهذا الضرر سوف يزداد بأضعاف في أوقات لاحقة حتى نشبع من التطور التكنولوجي بل ونتخلى عنه.”
“لم يتم سابقًا الوصول إلى هذه التنبؤات. نحن نقترح فكرة خياليّة لتقليص الضرر القادم من الجُزيئات المشحونة عن طريق درع مغناطيسي واقٍ. هذه كانت فكرتي ولم يتم عرضُها سابقًا.” صرح لينغهام (Lingham) ولويب (Loeb) من مركز الأبحاث الفضائية في جامعة هارفارد.
لمعالجة هذا الخطر الآخذ بالتزايد، أخذ العالمان بعين الاعتبار أيضًا وضع الدرع في مكان ما بين الأرض والشمس.
قد يوضع هذا الدرع في النقطة اللغرانجيّة الشمس-أرضية رقم 1، وهناك سيكون بإمكانه تشتيت وجهة الجزيئات المشحونة وحماية الأرض، وبهذا سوف يعمل الدرع كواقٍ للأرض كما يعمل الحقل المغناطيسي ولكن بتأثير أكبر.
ينوه لويب ولينغهام بأنّ هذا الدرع هو قابل للتنفيذ وليس فقط خيالًا علميًا، إذا اُتخذت الإجراءات اللاّزمة. وقاموا بوضع جدول زمني للتنفيذ والبناء، بالإضافة إلى المصاريف والمواد اللازمة.
“التكاليف المتوقعة لرفع الدرع للفضاء (والذي سيبلغ وزنه 100000 طن)، سوف تكون بحدود 100 مليار دولار، أقل بكثير من الضرر الذي كان سيحدث للاقتصاد قبل مئة عام.”