Site icon الباحثون الجزائريون – Algerian Researchers

10 تقنيات فعّالة لتعلم أيّ شيء

Image by Pexels from Pixabay

قد تكون المدرسة والامتحانات مجرد ذكرى عند البعض، لكن تعطّش الإنسان للمعرفة يستمر، سواءً بتعلم مهارات، لغة، العزف على آلة موسيقية جديدة أو اكتشاف شغف ومغامرات تحمسنا، أو ببساطة الاجتهاد في الفوز بلعبة في المقهى أو محاولة إثارة إعجاب شخص ما، فحاجتنا للمعرفة لا تنتهي إذ نحن نحتاج إليها طوال حياتنا. و بالتالي لم يفت الأوان بعد لتعلم شيء جديد، ولكن ماهي أفضل الطرق للقيام بذلك؟

إنّ تقنيات تَعلُمنا الأكثر شيوعا ليست فعالة، لكن الخبر السار هو أنّنا نستطيع مشاركة أسرار التعلم الناجح وذلك بِغضّ النظر عن عمرك أو قدراتك، فحتما ستساعدك وتطورك.

 1) أن تعرف الوقت المناسب للتعلم:

لماذا وقت تعلمنا مهم؟

نحن نعلم أنّ النوم يساعد على تعزيز الذاكرة بعد التعلم و اكتساب معلومات أو مهارات جديدة، لهذا يجب أن نوفّق بين وقت نومنا ووقت دراستنا.

يقول بروفسور طب النفس «كريستوفر نيسن» :” النتائج التجريبية، تقترح علينا أنّه من الأفضل استغلال فترة ما بعد الظهر في تعلم اللغات، والوقت المتأخر من المساء للعزف على الموسيقى”.

– كبار السن لديهم أدمغة صباحية: أجرى معهد روثمان للأبحاث دراسة على مجموعة من المسنين تتراوح أعمارهم بين 60 و 80 سنة، حيث تبين أنهم كانوا قادرين على التركيز بشكل أفضل وتجاهلوا الإلهاء، بين الساعة 8:30 والساعة 10:30 صباحا، وأظهر التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI أنه بعد فترة الظهر كانت أدمغة هؤلاء المسنين “مشوشة”، فقد فعّلت أدمغتهم الوضع الإفتراضي، المتعلق بأحلام اليقظة.

-البالغون الأصغر سنّا أدمغتهم مسائيّة: فعلى عكس المسنين، ظهرت مناطق التحكم المتعمد في الدماغ نشطة في فترة ما بعد الظهر، و لهذا من أجل استغلال أفضل لجهودهم يُفضل أن تكون هذه فترة دراستهم.

– المراهقات: وجدت دراسة أخرى، أنّ الفتيات اللواتي يبلغن من العمر 16 إلى 17 سنة ، أداؤهن أفضل في اختبارات الذاكرة إذا درسن على الساعة 15:00 مساءً بدلاً من الساعة 21:00 مساءً، وأنهن أيضا يكتسبن مهارات حركية بشكل أسرع في المساء، و يقول البرفسور«نيسن» :”هناك أدلة تشير إلى أنّ المراهقون لديهم قدرة أعلى للتعلم ، و ينامون بشكل أفضل”

2) إختبر نفسك:

يعتبر الإختبار الذاتي من أكثر الطرق فعّالية في التعليم، ففي دراسة قام بها بروفسور علم النفس السلوكي«جيفري كاربيكي» في جامعة بورديو، حيث طلب من الطلاب أن يتعلموا 40 كلمة من اللغة السواحلية (لغة افريقية)، وبعد أسبوع أجرى إختبار للطلاب، فالمجموعة الأولى التي راجعت الكلمات في جلسات تدريبية تحصلت على معدل 80 بالمئة، بينما المجموعة الثانية التي درست الكلمات دون القيام باختبارات تدريبية تحصلت على معدل 36 بالمئة فقط.

ووجد بروفسور علم النفس السلوكي «نيت كورنيل» وفريقه، أنه عندما تكون الإجابة الصحيحة عكس توقعاتنا، يكون لنا دافع أكبر لتذكرها لاحقا، لذلك الاستفادة من المعلومات من اجابتنا الخاطئة أهم من النجاح أحيانا.

و إذا كانت الاختبارات التدريبة تبدو كعمل شاق، فما عليك إلاّ العزم والإجتهاد.

3)التعلم بدون دراسة أو التعلم السلبي:

يبدو أنّ هذا الأمر جيد لدرجة يصعب تصديقها، فالتعلم لا يحتاج دائما لعمل شاق، فيمنكنك أن تتعلم عندما تكون منشغل بأشياء أخرى.

أجرت البروفسورة «بيفرلي رايت» المختصة في علم التواصل والاضطرابات من جامعة نورث ويسترن دراسةً، حيث طلبت من المتطوعين التمييز بين أصوات لها ترددات متشابهة جدا، لكن قسمتهم إلى مجموعتين، المجموعة الأولى تقضي نصف الوقت في سماع الصوت فقط ونصف الوقت الآخر يستمعون إلى الصوت في الخلفية أثناء قيامهم بمهمات كتابية، والمجموعة تستمع كامل الوقت إلى الصوت فقط، وسجلت كلتا المجموعتين نفس النتيجة في الإختبار النهائي.

وتفسر البروفسورة«رايت» هذا، بأن التدريب النشط يضع الدوائر العصبية في مهمة معينة أي حالة استقبال معلومات، وهذه الحالة تستمر لبعض الوقت، و يعالج الدماغ كما لو أنها تحدث اثناء التدريب النشط.

التعليم السلبي يكون أكثر فعّالية عندما نقوم بأعمال سهلة نسبيا، كالاستماع لدرس أثناء تحضير العشاء بدلا من كتابة رسالة إلكترونية.

4) إستغلال الملهيات كمساعد:

تجد دائما أنّ ذهنك يتشتت أثناء الدراسة؟ إذن استغل ذلك.

تقول بروفسورة علم النفس والسلوك «جو هيون سونغ» من جامعة براون :” الناس لديهم اعتقاد ضمني أنّ تشتت الإنتباه شيء سيء، لأنهم لم لا يعرفون عن الإنتباه المنقسم للذاكرة ودوره في استعادة الذكريات لاحقا، فالتعلم له جزء يأتي متأخر عن وقت دراستنا “.

فصحيح لو أنك انقطعت الكثير من المرات عن الدراسة، تارة ترسل رسائل إلكترونية وتارة تستمع لأغنية، فلن تتعلم كما لو تنقطع تماما عن الدراسة، لكن الإلهاء أثناء الدراسة يمكن أن يكون مفيد، بفضل آلية الانتباه المنقسم، فمن المعروف انّ السياقات تعزز الذاكرة، فمثلا إذا كنت تدرس كلمات وتشم رائحة الفانيليا، ستتذكر كلمات أكثر إذا كانت رائحة الفانيليا منتشرة في الهواء أثناء استذكارك. لهذا ينصح عند الدراسة أو التدريب تذكر المحيط الذي سنكسب ونستخدم فيه مهارتنا.

5) العمل الجماعي:

في حين أنّ الدراسة المنفردة مهممة، إلا أنه أثناء دراسة المواد الصعبة ينصح بالاستعانة بالعمل الجماعي.

فالبروفسورة «ساندرا ماقوير» و الحاصل على نوبل في الكيمياء «رولد هوفمان» ينصحان بعمل تناوب بين الدراسة المنفردة والعمل الجماعي، خاصة إذا أردنا التطور في مادة ما، فمن المستحسن أن نأخذ رأي المجموعة الدراسية التي يجب أن تتكون من 3 إلى 6 أفراد.

وهناك عنصران مفتاحان لنجاح المجموعة الدراسية وهما النقاش وحل المشكلات التي نواجههم، وذلك بالتناوب على الأراء وإنشاء اختبارات فيما بينهم.وبعد العمل الجماعي، يجب مراجعة المادة على انفراد.

6) العب ألعاب الفيديو:

الألعاب هي النشاط المثالي للإستراحة، إذا كنت تدرس أو تتعلم آلة موسيقية جديدة أو تتدرب على مهارة رياضية، فهي تعزز التنسيق بين المعلومات الحسية والحركات الجسدية.

ففريق من جامعة تورنتو يترأسه «جاي برات»، وجدوا أنّ الأشخاص الذي يلعبون ألعاب الفيديو لمدة لا تقل من 6 إلى 8 ساعات في الأسبوع، تطورت لديهم القدرة على التعلم، خاصة في الأشياء التي تنطوي على التنسيق بين العين و اليد، فقد تحسن أداؤهم بشكل ملحوظ.

ويعتقد البروفيسور «برات» أنّ سبب ذلك هو أنّ الألعاب تزيد من قدرة الدماغ على تكوين قوالب عصبية دماغية دقيقة تعمل على التنسيق بين العين واليد.

ويضيف:” ألعاب الحركة، التي تصعب مستوياتها مع تقدم اللعبة، لها الكثير من المتطلبات البصرية والمعرفية والحسية، وتعمل على تحسين كفاءة هاته الأنظمة باستمارار”.

ومع ذلك يُعترف أنّ هناك الكثير من المتغيرات بين العالم الافتراضي لألعاب الفيديو والواقع، لكن حتما هي تطور قدراتنا.

7) خذ قسطا من الراحة:

إذا كان النوم يساعد على تعزيز الذكيات، فهل للراحة تأثير مماثل؟

لمعرفة ذلك قامت بروفيسورة علم النفس «ليلا ديفاتشي» بمسح أدمغة متطوعين أثناء عرض عليهم سلسلة من الصور، ثم حثّتهم على الراحة والتفكير في أيّ شيء يريدونه، لكن المفاجئ أنّ في فترة الراحة هذه، كان هناك نشاط متزايد في منطقة «قرن آمون-Hippocampus» (لها دور في الذاكرة) ومناطق التفكير في القشرة الدماغية، بل والأكثر من ذلك كان نشاطهما أكبر من فترة عرض الصور.

تعتقد البروفيسورة «ديفاتشي» أنّ دراستها تؤكد أنّ أجزاءً من الدماغ تعمل بالتنسيق لتعزيز الذكريات ودمجها أثناء فترة الراحة. لهذا إذا درست للتوّ قائمة من المفردات اللغوية أو حفظت بعض التواريخ، فإنّ أخد استراحة بعدها يساعدك على على تذكر هذه المعلومات.

8) حاول أن تُدرس ما تعلمته:

في الغالب أنت تتذكر أفضل درسًا ما، إذا كان يتعين عليك تدريسه لاحقا.

اكتشف البروفيسور «كورنيل» هذا عندما أعطى لطلابه من كلية ويليامز 10 دقائق لحفظ 1500 كلمة من مقطع لقصيدة «هجوم اللواء الخفيف» ،حيث المجموعة التي قيلت لها مسبقا أنّ عليهم أن يُدّرسوا ما تعلموه لشخص آخر تذكروا الكثير من الكلمات من النص وذاكرتهم كانت أكثر تنظيما من المجموعة الثانية التي ظنت أنها ستختبر فقط على النص.

ويقول البروفيسور«كورنيل» :”يظهر بحثنا أنّ التظاهر بأنّك ستُدرّس ما تعلمته يساعدك على التعلم، أمّا إذا كنت تُدرّس بالفعل فذلك أفضل، فهناك العديد من الفوائد، منها أنك تدرب نفسك على إعادة صياغة ما تعلمته بكلماتك الخاصة”.

9) القيام بفترات فاصلة تدريبية:

حيث يقول البروفيسور «كورنيل» :”كلما طالت الفاصلة بين الدراسة والمراجعة كان ذلك أفضل، صحيح أنّ طول الفاصلة يجعل من الصعب تذكر المعلومات عند استعادتها واختبار نفسك، لكن كلما كان الأمر أصعب كلما تعلمت أكثر.”

وأوضح البروفيسور «هال باشلر» وفريقه من جامعة كاليفورنيا هذه الفكرة أكثر،حيث قاموا بتقسيم النسب الوقتية بين التعلم الأوّلي و متى تريد تذكر المعلومات التي تعلمتها، وحددوا نسبة 10 بالمئة كأفضل نسبة بينهما، فإذا كنت تريد أن تتذكر درس لعام، فقم بمراجعته بعد شهر من تعلمه، وإذا كنت تريد تذكره ل10 سنوات قم بمراجعته بعد سنة، ولا أحد يعلم آلية عمل هذا النظام في الدماغ. كما طوروا أيضا خوارزميات تستطيع توليد خطط لفترات الفواصل الدراسية.

10) افعلها ببساطة:

لا تستسلم للمشاعر السلبية وتضيع كل شيء، إذا قمت بأداء سيّء في أي اختبار أو وجدت صعوبة في الجلوس والدراسة ، فلا تضغط على نفسك.

وجد البروفيسور «مايكل فول» في جامعة كارتون، أنّ الطلاب الذين غفروا لأنفسهم التكاسل عن مراجعة الاختبارات الأولى، تحسّن أداؤهم في الاختبارات الثانية وشعروا بمزيد من الإيجابية، عكس الطلاب الذين ضغطوا على أنفسهم، ويعتقد «فول» أنّ الغفران الذاتي يُجنّبنا المشاعر السلبية وبالتالي تحسينَ أدائنا، لكن يؤكد أن هذا لا ينجح مع التماطل والتكاسل المتكرر فهذا سلوك مزمن غير صحي، الغفران الذاتي هنا يساهم في استمرار الحالة السيئة .

ويقول البروفيسور «روي باوميستر» من جامعة فلوريدا عن الإرادة :”الإرادة كالعضلة، كلما زاد استخدامها، كلما زادت قوتها”.

ماذا تنتظر ؟ لماذا لا تبدأ الآن في تطبيق هذا؟

المصدر:هنا

تدقيق لغوي: زهير خساني

تصميم: رامي نزلي

Exit mobile version