نحن نعلم أنَّ الوجبة الجيدة يمكن أن تحفز إفراز هرمون الدوبامين (هرمون السعادة)، والآن تشير دراسة أجريت على البشر من معهد ماكس بلانك لأبحاث الإستقلاب في ألمانيا إلى أن إطلاق الدوبامين في الدماغ يحدث في وقتين مختلفين. لأول مرة وقت تناول الطعام ومن ثم عند وصول الطعام إلى المعدة. نُشر العمل في 27 ديسمبر في مجلة Cell Metabolism.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة Marc Tittgemeyer ، وهو رئيس مجموعة الإدارة العصبية التحليلية للمعهد: “بمساعدة تقنية التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) الجديدة التي طورناها ، لم نتمكن فقط من العثور على ذروتين لإطلاق الدوبامين ، ولكن يمكننا أيضًا تحديد مناطق الدماغ المحددة المرتبطة بهذه الإصدارات” ويضيف “في حين أن تحرير الهرمون لأول حدث في مناطق الدماغ المرتبطة بالمفاهيم الحسية والمكافأة ، فإن إصدار ما بعد الاحتشاء شمل مناطق إضافية تتعلق بوظائف إدراكية أعلى.”
في هذه الدراسة، تلقى 12 متطوعًا أصحاءً مخفوق حليب مستساغ أو محلولٍ لا طعم له بينما كان يتم تسجيل بيانات PET. ومن المثير للاهتمام، أن محبة أو رغبة الشخص المعني بمخفوق الحليب ترتبط بشكل متناسب مع كمية الدوبامين المفرزة في مناطق معينة من الدماغ عند أول تذوق. ولكن كلما ارتفعت الرغبة الشديدة، تم إفراز الدوبامين بعد الأكل بتأخيرٍ أقل.”
“من جهة، يعكس تحرير الدوبامين رغبتنا الذاتية في استهلاك عنصرٍ غذائيٍ ما. وعلى الجانب الآخر، يبدو أنَّ رغبتنا تمنع إطلاق الدوبامين الناتج عن القناة الهضمية” ، كما يقول Heiko Backes، قائد المجموعة في التصوير متعدد الوسائط لاستقلاب الدماغ في المعهد، وهو المؤلف المشارك في الدراسة مع Sharmili Edwin Thanarajah.
من الممكن أن يؤدي قمع الإفرازات الناجمة عن الأمعاء إلى إفراط في تناول المواد الغذائية المرغوبة بشدة. “نستمر بالأكل حتى يتم إفراز الدوبامين الكافي”، يقول Backes، لكنه أضاف أن هذه الفرضية لا تزال بحاجة إلى اختبار في مزيد من الدراسات.
أثبتت التجارب السابقة إفراز الدوبامين الناتج عن القناة الهضمية في الفئران، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها لدى البشر.
المصدر: هنا
تدقيق لغوي: بشرى بوخالفي