Site icon الباحثون الجزائريون – Algerian Researchers

هل سيصبح البراز البشري الدواء الوحيد لمحاربة بعض الأمراض الفتاكة؟

يحتوي الجسم البشري على 10 خلايا بكتيرية مقابل خلية واحدة فقط من الخلايا البشرية، ولهذا تضطلع البكتيريا بدور هام جداً في الحفاظ على صحة أجسامنا. يتجمع أكبر عدد للبكتيريا في الجهاز الهضمي، وأظهرت مؤخراً أبحاث ودراسات مدى أهميتها ومد تأثيرها ليس في صحة الجهاز الهضمي وعلاقته بصحة القولون فحسب، بل علاقته بأمراض منها السكري، لكن ليس تأثيره مقتصرًا فقط على الجهاز الهضمي بل وعلى كيمياء المخ حيث إنه على صلة مباشرة بأمراض عديدة مثل مرض الباركنسون والتوحد والاكتئاب. ولكن ما علاقة هذا بالعلاج عن طريق البراز؟

تبدأ القصة بأن مريضًا ما يتعرض لعدوى بكتيريا وينصحه الطبيب بمضادات حيوية للقضاء على تلك البكتيريا الضارة ولكن المضادات الحيوية عمياء لا تفرق بين البكتيريا الضارة والنافعة وها هنا تحدث المشكلة حيث يختل ميزان البكتيريا فتموت البكتيريا النافعة وتنمو أخرى ضارة لديها قدرة أكبر وأسرع على النمو وتكتسح باقي الأنواع وتسبب أمراضًا خطيرة مثل مرض كرون والقولون العصبي ومتلازمة القولون التقرحي ومن أصعب أنواع العدوى هي العدوى بالمرض المطثّيّة العسيرة.

بدأت فكرة هذا العلاج في القرن الرابع في الصين، حين وصف جي هونغ (طبيب صيني متخصص في الطب التقليدي) استخدام معلق البراز البشري للمرضى الذين يعانون من التسمم الغذائي أو الإسهال الشديد. أسفر هذا عن نتائج إيجابية واعتبرت معجزة طبية أنقذت المرضى من حافة الموت. حتى عام 2013 تمت الموافقة على استخدام البراز البشري من قبل إدارة الغذاء والدواء كطريقة لعلاج مرض المطثّيّة العسيرة التي تسبب الإسهال الحادّ المرتبط في أغلب الأحيان بالمداواة بالمضادات الحيوي. بكتريا الكلوستريديوم ديفيسل “بكتريا المطثية العسيرة” أثبتت مدى شراستها عن طريق إصابتها لجدار الأمعاء وهي عصية على الكثير من المضادات الحيوية للفتك بها. ورغم ندرة هذا المرض إلا أنه قاتل، فمن بين 800 شخص أصيبوا به في ألمانيا عام 2012 توفي502.

وهنا يظهر العلاج عن طريقة استزراع البراز في أمعاء الشخص المريض، حيث كشفت الأبحاث والدراسات بعد تجارب عديدة أن زراعة البراز له فعالية في علاج هذه الحالة على الخصوص بدرجة كبيرة وتكاد تكون مضاعفة للنتائج المتوقعة، فاستخدام البراز البشري هو أكثر وسيلة فعالة لإعادة زرع البكتريا النافعة التي قضت عليها المضادات الحيوية داخل الأمعاء وبالتالي القضاء على بكتيريا المطثّيّة العسيرة التي استغلت هذا الغياب لتعيث في الأمعاء فساداً.

فعملية العلاج هذه تعتمد على قسمين، أولها تحديد المتبرع والمواصفات المطلوبة لضمان صحته ولعدم تعرض المريض لمشاكل أخرى على المدى البعيد ويتم هذا عن طريق فحوصات مكثفة وباهظة مما يضع حجر عثرة أمام نجاح هذه العملية وانتشارها. أما القسم الآخر فهو خطوات تحويل البراز بمكوناته بدون قتل بكتيريته النافعة إلى شكل دوائي مقبول للمريض، إما عن طريق المنظار أو عن طريق تجميده بتكنولوجيا التجفيف البارد في كبسولات. وهنا تظهر بعض التحديات في المستقبل لتطوير شكله الدوائي، وتجربة تأثيره طويل المدى على أمراض مزمنة مثل متلازمة القولون المتقرح والقولون العصبي، أيضاً كيفية توفير فحوصات أزهد سعراً وأكثر كفاءة.

المصدر :هنا 1 ,و هنا2

فيديو للتبسيط الفكرة

تدقيق لغوي: بكار ح.

Exit mobile version