Site icon الباحثون الجزائريون – Algerian Researchers

نيكولا تسلا: حياته وإنجازاته

قدم تسلا أكثر من 300 اختراع خلال 86 سنة من حياته، وساعدت اختراعاته في تمهيد الطريق للتيار الكهربائي المتردد (AC)، المحركات الكهربائية، أجهزة الراديو، أضواء الفلورسنت، آشعة الليزر وأجهزة التحكم عن بعد، من بين أشياء أخرى كثيرة قدمها خلال مسيرته.

بعض أفكاره الأخيرة، كانت تبدو غربية نوعًا ما، على سبيل المثال: وصفه ذات مرة خططًا لأشعة الموت، وأشار إلى فكرة أخرى عن “جدار القوة”، الذي لا يمكن اختراقه لمنع وتدمير الغزوات الأجنبية.

وهنا لمحة عن الحياة الرائعة لواحد من أهم العباقرة وغريبي الأطوار نيكولا تسلا:

ولد نيكولا تسلا في 10 يوليو 1856، في سميلجان في الإمبراطورية النمساوية المجرية (كرواتيا الحديثة). وكان والده (ميلوتين تسلا) كاهنًا أرثوذكسيًا صربيًا، وكانت والدته (ديوكامانديك) مخترعة للأجهزة المنزلية.

في الجامعة، كان تسلا مهتمًا في البداية بدراسة الفيزياء والرياضيات، ولكن سرعان ما أصبح مهتمًا بالكهرباء. التحق بريالشول كارلستادت في عام 1873، ومعهد متعدد التقنيات في غراتس، النمسا وجامعة براغ. عمل كمهندس كهربائي فى شركة تليفون فى بودابست فى عام 1881. وقد طور مفهوم المحرك التعريفي أثناء نزهة في الحديقة مع صديق له.

في وقتٍ لاحقٍ، بينما كان في ستراسبورغ، فرنسا، في عام 1883، قام ببناء نموذج أولي للمحرك التعريفي (محرك يعمل على الحث الكهرومغناطيسي) واختبره بنجاح. وبما أنه لم يحصل على اهتمام الأوروبيين، ذهب تسلا إلى الولايات المتحدة للعمل لدى (توماس إديسون) في نيويورك.

كان حلم تسلا منذ الطفولة تنظيم قوة شلالات نياجرا. لذا في عام 1895، حقق انتصارًا كبيرًا في التيار المتردد (AC)؛ حيث صمم أول محطة للطاقة الكهرومائية عند الشلالات. تم في وقتٍ لاحق بناء تمثال على “جزيرة الماعز” تكريمًا له.

رغم ذكائه، إلا أن تسلا كان غريب الأطوار حقًا، حتى أنه قرر التوقف عن تناول الأطعمة الصلبة. كان يعتمد في غذائه على تناول العسل، شرب الحليب ، وجرعة من الخضار مثل الخرشوف والكرفس. وادعى أنه لا ينام لأكثر من ساعتين في دفعة واحدة. ومع ذلك، اعترف تيسلا بالغفو في بعض الأحيان من أجل “إعادة شحن طاقته”. ووفقًا لتقرير ما، كان تسلا يعمل مرة واحدة لمدة 84 ساعة دون نوم.

في عام 1882، اكتشف تسلا الحقل المغناطيسي الدوار، وهو مبدأ الفيزياء الأساسي لجميع الأجهزة تقريبًا، التي تستخدم التيار المتردد. وقد استخدم هذا المبدأ لبناء المحرك التعريفي “أس” ونظام متعدد الأطوار لتوليد ونقل وتوزيع واستخدام الطاقة الكهربائية.

في حين كان تسلا يعمل في مختبر توماس إديسون في نيو جيرسي، خاض الاثنان حربًا للوصول إلى أفضل هيئة للتيار الكهربائي. حيث كان إديسون يفضل التيار المباشر (الذي يتدفق في اتجاه واحد)، في حين كان يفضل تسلا التيار المتردد (الذي يغير اتجاهه بشكل دوري). وأدى ذلك إلى “حرب التيارات”، والتي فاز بها تسلا في نهاية المطاف؛ بسبب كفاءة المحرك التعريفي “أس”.

عمل تسلا أيضًا بشكل وثيق مع المخترع جورج وستنغهاوس، وشراكتهم ساعدت على إنشاء الكهرباء في جميع أنحاء أمريكا.

كتب تسلا ورقة كلاسيكية تسمى “نظام جديد من محركات التيارات المترددة “، في عام 1888، الذي قدم مفهوم محركاته والأنظمة الكهربائية. وقد أثارت أعماله اهتمام وستنغهاوس، وانتهى بهم المطاف إلى عقد شراكة للعمل، كان الهدف منها جلب الكهرباء إلى بقية البلاد. لا يزال نظام تسلا -الذي يحركه التيار المتردد المعيار العالمي- هو المسؤول عن توصيل الكهرباء اليوم.

كما اخترع لفائف تسلا، وهو الجهاز الذي يُستخدم على نطاق واسع اليوم في أجهزة الراديو،أجهزة التلفزيون، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية. في عام 1891، طور تسلا اللفائف التعريفية، التي تنتج ترددات عالية التيارات المتناوبة، والمعروفة الآن باسم لفائف تسلا. فقد استخدمها في تجاربه لإنتاج الإضاءة الكهربائية، الآشعة السينية، الطاقة اللاسلكية، والتي أصبحت الأساس للإذاعة والتلفزيون. اليوم و في الغالب، نستخدم لفائف تسلا في العروض التعليمية والترفية.

اخترع تسلا النظام الأساسي للراديو في عام 1896. وكثيرًا ما يُنسب هذا الاختراع لإذاعة غولييلمو ماركوني، التي قامت بإرسال أول إذاعة عبر الأطلسي في عام 1901. ولكن تسلا طور اختراعه للعناصر الأساسية لجهاز الإرسال اللاسلكي، حيث استخدمه فيما بعد ماركوني، وهي النقطة التي قادت الاثنين إلى معركة المحكمة.

حَلم تسلا أيضًا بمفهومين، بقيا مُبهمين وهما: “شعاع الموت”، و”جدار لا يمكن اختراقه من القوة” من شأنه أن يخلق الغزوات الأجنبية.

وظل مكتب التحقيقات الفدرالي محتفظًا بملف تسلا طوال حياته في الولايات المتحدة، لكنه بقي سرًا حتى عام 2011، عندما أصدر التحقيقات الفدرالية علنًا 250 صفحة.

في عام 1943، عندما توفي تسلا، قام باحث الهندسة والتكنولوجيا العسكرية (جون ج. ترامب) -الذي أَطلق مقال في صحيفة نيويوركر في أبريل 2016 عليه اسم عم الرئيس ترامب “النووي”- بفحص تأثير تسلا على مكتب التحقيقات الفدرالية، والنتائج التي توصل إليها.
وقد أفادت التقارير أن جون ترامب قال للمكتب: “إن أفكار تسلا وجهودها خلال السنوات ال 15 الماضية على الأقل كانت في المقام الأول ذات طابع نادر، فلسفي وجرئ نوعًا ما، ولكنها لم تتضمن مبادئ أو أساليب جديدة وسليمة قابلة للتطبيق لتحقيق تلك النتائج”.

من خلال حياته، تسلا لم يتزوج أبدًا، لكنه اعترف بأنه وقع في حب الحمام. حيث كان تسلا يذهب للمشي في الحديقة لإطعام الحمام. طور علاقة غير عادية مع “حمامة بيضاء” كانت تأتي لزيارته كل يوم. يقول تسلا: “أحببت تلك الحمامة كرجل أحب امرأة، وقالت إنها تحبني، وطالما كانت معي، كان لي هدف في حياتي”.

المصدر: هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: Mohammed Diab

 

Exit mobile version