Site icon الباحثون الجزائريون – Algerian Researchers

كيف يعرف دماغك مكان الحكة!

https://www.pexels.com/photo/person-touching-hand-1242349/

إنها دورة من الجنون أثرت علينا جميعاً، إذ تبدأ بشعور يحفّز الرغبة بحك مكان ما، لكن كل مايفعله الحك هو جعل الأمور أسوأ.

حالياً، وضح الباحثون آلية الدماغ التي تقود هذه الحلقة الراجعة غير القابلة للتحكم لحك موضع ما. وذلك في دراسةٍ نُشرت في 13 ديسمبر في مجلة Neuron، بيَّن الباحثون أن نشاط مجموعة فرعية من العصبونات متموضعة في منطقة عميقة من الدماغ، تدعى المادة الرمادية المحيطة بالمسال المخي (periaqueductal gray)، هي المسؤولة عن نشاط الحك عند الفئران.

يقول كبير مؤلفي الدراسة Yan-Gang Sun من الأكاديمية الصينية للعلوم:”إن العلاج الفعال للحكة المزمنة مايزال غير موجودٍ لدينا، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى معلوماتنا المحدودة عن الآلية العصبية للحكة”، ويضيف قائلا:”إن دراستنا تحدد نقطة البداية للذهاب بعيداً في حل شيفرات كيفية معالجة وتشكل الحكة في الدماغ، وأخيراً قد يقود هذا كله إلى أهدافٍ علاجيةٍ أخرى”.

قد تنتج الحكة بفعل العديد من الأسباب، من بينها الحساسية، وحالة الجلد، والكيماويات المخرشة، والطفيليات، والأمراض، والحمل، فضلاً عن العلاج السرطاني، وإن الحكة قد تُضعِف بشكلٍ ملحوظٍ جَودة الحَياة وتؤدي إلى تلفٍ خطير في الجلد والأنسجة.

لقد عرَّفت بعض الدراسات الحديثة أنواعاً فرعية مُحددة من العصبونات في دائرة الحكة في النخاع الشوكي. بما فيها الخلايا التي تعبِّر عن مستقبل الببتيد المحرر للغاسترين (GRPR).

ولكن نسبياً، لايُعرف إلّا القليل عن مناطق الدماغ المَعنية بعَملية مُعالجة الحكة، وقد اشتبه السيد Sun  وفريقه بأن للمادة الرمادية المحيطة بالمُسال المخي علاقة بذلك جزئياً، بسبب دورها الحساس والمعروف في معالجة المعلومات الحسية المتعلقة بحسِ الألم.

في هذه الدراسة الحديثة، قام الباحثون لأول مرة بتسجيل إشارات من المادة الرمادية المحيطة بالمسال المخي لدى الفئران التي تتحرك بحرية والتي كانت تُحرَّض على الحك عبر حقنها بالهيسامين أو بعقار مضاد للملاريا يدعى بالكلوروكين.

إن سلوك الحك الناتج، سَبب تنشيط مجموعة معينة من العصبونات والتي تنتج ناقلاً عصبياً يدعى بالغلوتامات وببتيداً عصبياً يدعى tachykinin 1 (Tac1). وعندما ألغى الباحثون العصبونات المحررة للـ Tac1 قلَّ سلوك الحك، وعلى العكس، أدى تحفيز هذه الخلايا إلى سلوك حكٍ تلقائي، حتى من دون الهيستامين أو الكلوروكين، عبر تنشيط الخلايا (GRPR) في دائر الحكة في النخاع الشوكي.

يقول السيد Sun :” لا أعرَف الكثير حول كيفية تطور دائرة الحكة، على الرغم من أهميتها لبقاء الحيوانات، ويلعب حِس الحكة دوراً رئيسياً في كشف الأجسام المؤذية، خصوصاً تلك التي تعلق بالجلد”.ويضيف:”كما تؤدي الحكة إلى الخدش، وهذا يسمح للحيوان بالتخلص من المواد الضارة، وفي بعض الحالات، يمكن للآفة الناجمة عن الخدش أن تثير استجابات مناعية قوية، والتي قد تساعد في مكافحة المواد الغازيْة”.

يخطط Sun وفريقه في دراساتٍ مستقبلية للتحقق من الجزيئات الموجودة في الخلايا العصبية الرمادية التي تستخدم عن Tac1 ،ويمكن استهدافها بواسطة الأدوية.

سيبحثون أيضاً عن أي عُقدٍ أخرى في شبكة الحكة في الدماغ، يقول Sun :”ستساعدنا هذه الدراسات في تصميم طرق جديدة أو تطوير عقاقيرَ جديدة لعلاج المرضى الذين يعانون من حكة مزمنة”.

المصدر: هنا

تدقيق لغوي: هبة جحيش

Exit mobile version