Site icon الباحثون الجزائريون – Algerian Researchers

فيروس كورونا: هل نقترب من اكتشاف اللقاح أو الدواء؟

ينتشر فيروس كورونا المستجدّ في جميع أنحاء العالم، ولا يوجد لحد الآن علاج له أو لقاح يحمي الجسم من الإصابة به.

ما مدى بعدنا عن اكتشاف هذه الأدوية المنقذة للحياة؟
ما نوع التقدم الذي يحرزه الباحثون؟

يجري البحث بسرعة فائقة، حيث اكتُشِف أكثر من عشرين لقاحًا قيد التطوير، ومن بين ما يحدث حاليّا:

أُعلِن عن تجربة أول لقاح بشريّ الشهر الماضي من قبل علماء في مختبر يقع بمدينة سياتل الأمريكية، وأقدم المختصون على خطوة غير عادية بهدف تخطّي اختبار اللقاح على الحيوانات من أجل تقييم سلامته وفعاليته.

شرع العلماء الأستراليون في حقن نمس بلقاحين، ويُحتمل أن هذه الخطوة هي أول تجربة شاملة للمرحلة ما قبل السريرية، تليها مرحلة اختبار اللقاح على الحيوانات، ويصرّح الباحثون أنهم يأملون في الانتقال إلى مرحلة الاختبار على البشر (المرحلة السريرية) بحلول نهاية شهر أبريل.

تجري هذه الاختبارات بشكل أسرع بكثير مما تكون عليه في العادة، وتمكّن البعض من استعمال أساليب جديدة للقاحات، لكن ليس هناك ما يضمن سلاسة وحسن سير العملية. وللأسف، حتى إذا أثبتت هذه الاختبارات -أو أي اختبارات أخرى- نجاحها وفعاليتها، من غير المتوقع أن يتمكّن المُصَنّعون من إنتاج لقاح بكميات كبيرة حتى النصف الثاني من عام 2021.

هناك أربعة فيروسات تاجية تنتشر بالفعل بين البشر وتسبّب أعراض نزلات البرد، وليس هناك لقاحات ضد أي سلالة منها.

هل يمكن للأدوية المكتشفة سابقا أن تعلاج المصابين بفيروس كوفيد 19؟

يختبر الأطباء فعالية الأدوية الحالية المضادة للفيروسات لمعرفة ما إذا كانت تؤثر على الفيروسات التاجية، وهذا يسرع البحث كما هو معروف، وكذا لمعرفة ما إذا كان استعمالها آمنا لدى البشر.

تُجرى التجارب حاليا في إنجلترا واسكتلندا على عدد قليل من المرضى، وتُختَبر حاليا فعالية مضاد الفيروسات المُسمّى Remdesivir. طُوِّر هذا الدواء أساسا لعلاج الإيبولا، لكنه يبدو أيضًا فعالًا ضد مجموعة واسعة من الفيروسات، حيثُ أُجرِيت تجارب مماثلة في الصين والولايات المتحدة، ويُتَوقّع ظهور النتائج في الأسابيع القليلة المقبلة.

كان هناك أمل كبير في فعاليّة زوج من أدوية فيروس نقص المناعة البشرية (لوبينافير وريتونافير)، لكن بيانات التجربة أظهرت نتائج مخيبة للآمال، لأنها لم ترفع نسبة الشفاء أو تقلّل من نسبة الوفيات أو تُخفّض مستويات الفيروس التاجي في أجساد المصابين بكوفيد-19، وأجريت التجربة على مرضى في مرحلة متأخرة للغاية (مات ما يقارب ربع عددهم الإجمالي)،ويُحتَمل أن العدوى قد وصلت ذروتها القصوى، ما جعل الأدوية غير فعّالة.

تُجرى دراسات أخرى على عقار مضاد للملاريا يسمى «الكلوروكين». أظهرت الاختبارات المعملية أنه قادر على قتل الفيروس، وأعلن الأطباء عن بعض الأدلّة التي من شأنها تأكيد هذه النتائج. ومع ذلك، صرّحت منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد دليل قاطع على فعاليّته.

هل يحمي اللقاح الناس من جميع الفئات العُمْرِية؟

سيكون حتما موجهًا لكل الناس، ولكنه أقل نجاحا بالنسبة لفئة كبار السن، والمشكلة ليست في اللقاح نفسه ، وإنما أجهزة المناعة لدى المسنّين لا تستجيب للتحصين، ويتجلّى هذا كل عام مع لقاح الإنفلونزا.

هل ستكون هناك آثار جانبية؟

جميع الأدوية، حتى مسكنات الألم المستهلكة بشكل واسع لها آثار جانبية، لكن يستحيل تحديد الآثار الجانبية للقاح التجريبيّ دون إجراء تجارب سريريّة، وهذا أمر يراقبه المختصّون عن كثب.

من سيحصل على لقاح؟

إذا تم تطوير لقاح فستكون هناك إمدادات محدودة، على الأقل في المراحل المبكرة، ولذلك سيكون من المهم تحديد الأولويات.

عُمّال الرعاية الصحية الذين يتعاملون مع المصابين بكوفيد-19 على رأس القائمة المعنيّة باللقاح لأنهم أكثر عرضةً للمرض الذى أصبح فتّاكًا بشكل رهيب خصوصا لدى كبار السن، وربما ستكون الأولوية للمسنّين إذا كان اللقاح فعالًا في هذه الفئة العمرية. ومع ذلك، يرى العديد من المختصّين أنه من الأفضل تطعيم أولئك الذين يعيشون مع كبار السن أو يالمسؤولين عن رعايتهم بدلاً من ذلك.

ما الذي يمكننا فعله لتجهيز اللقاح؟

اللقاحات تحدّ من انتشار العدوى وأفضل طريقة للقيام بذلك في الوقت الراهن هي الاهتمام بالنظافة الجيدة.

إذا كنت معرضًا للإصابة بكوفيد-19، فيُحتَمل أن تكون الأعراض خفيفة بالنسبة لمعظم المصابين، وعلاجها في المنزل مع الراحة والاسترخاء في الفراش، وكذا استهلاك الباراسيتامول في حالة الصداع أو الحمّى، مع شرب الكثير من السوائل. قد تكون الأعراض أكثر حدّة لدى بعض المصابين ويجب علاجهم في المستشفى.

كيف يُصنَع لقاح؟

تظهر اللقاحات سواء فى علاج الفيروسات أو البكتيريا (أو حتى أجزاء صغيرة منها) على مستوى الجهاز المناعي بشكل غير ضار، ثم تتعرف عليها الخلايا المناعية في الجسم وتعتبرها كغزاة وتتعلم آلية القضاء عليها، فإذا تعرض الجسم للمُسبب الحقيقي للمرض، عرف الجسم كيفية التصدي له، ولطالما كانت الطريقة الرئيسية للتلقيح خلال العقود الماضية، استخدام الفيروس الأصلي.

يتم تصنيع لقاح الحصبة والنُّكاف والحصبة الألمانية (MMR) باستخدام إصدارات ضعيفة من تلك الفيروسات التي لا يمكن أن تسبب عدوى كاملة (كما هو حال الإنفلونزا الموسمية)، عن طريق أخذ سلالات الإنفلونزا الرئيسية المسؤولة عن إصابة الجسم بالمرض وتعطيل عملها تمامًا.

يتطلّب العمل على لقاح جديد لفيروس كورونا طرقًا جديدة أقل اختبارًا تسمى لقاحات «التوصيل والتشغيل»، لأننا نعرف الشفرة الوراثية للفيروس التاجي الجديد SARS-CoV-2 ، وبالتالي لدينا الآن مخطط كامل لبناء الفيروس.

يقوم بعض علماء اللقاحات برفع أجزاء صغيرة من الشفرة الوراثية للفيروس التاجي ووضعها في فيروسات أخرى غير ضارة تمامًا.

يمكنك الآن «إصابة» شخص ما بالخلل غير الضار، ومن الناحية النظرية، يمنَح ذلك بعض المناعة ضد العدوى.

تُستَخدم مجموعات أخرى قطعًا من الشفرة الوراثية الخام -إمّا DNA أو RNA حسبَ النهج- والتي بمجرد حقنها في الجسم، تشرع في إنتاج قطع من البروتينات الفيروسية التي يمكن لنظام المناعة أن يتعلم محاربتها مرة أخرى.

إعداد: أمنية الطاهر عبد الحافظ

تدقيق لغوي: هبة مركانتية

المصدر

Exit mobile version