Site icon الباحثون الجزائريون – Algerian Researchers

رجل بريطاني يشفى من مرض نقص المناعة المكتسبة!

إن الأطباء في المملكة المتحدة على وشك اكتشاف علاج ثوري لمرض نقص المناعة المكتسبة HIV.

مجموعة من خمسة جامعيين، أعلنت أن النتائج الأولية لبحث يقومون به على 50 مريضًا؛ من أجل اختبار علاج جديد لمرض السيدا، أظهرت عدم وجود أي فيروس في مجرى دم مريض. بَانينَ بذلك الأمل في إيجاد علاج فعال ونهائي لهذا المرض الخطير.
ولكنه من الضروري التشديد على أن هذه النتائج لا تتعدى كونها بدائية، وبالوقت فقط يمكننا التأكد من فعالية هذا العلاج من عدمها.
العلاج الجديد يتضمن ثلاث خطوات رئيسية:

-الأولى تتمثل في الاستعمال الكلاسيكي لمضادات الفيروسات المعتادة، وذلك بهدف منع الخلايا التائية -هي الخلايا المناعية التي تُصاب بالفيروس- من إنتاج وتحرير الملايين والملايين من الفيروسات في مجرى الدم، وبذلك تُبقي على الفيروس مُحتجزًا داخل الخلية.

-الخطوة التالية هي حقن المريض بفيروس يُزيد من فعالية وقوة الجهاز المناعي، وذلك بتعديله ليجد ويدمر الخلايا التائية المُصابة بالفيروس.

-وأخيرًا، أعطوا للمرضى دواءًا جديدًا يُدعي فورينوستات (vorinostate)، الذي يقوم بإعادة تحفيز الخلايا التائية الخاملة، لكي تقوم بعرض بروتينات مرتبطة بالفيروس، ودالة على وجوده بداخلها، لكي تقوم الخلايا المناعية المُحسَنة بالتعرف على هذه الخلايا الحاضنة وتدميرها.

يُأمَل من هذا العلاج أن يقضي على أي أثر للفيروس في الجسم، وحتى في تلك الخلايا التي تحوي الفيروس. ولكن تبقى خاملة لمدة طويلة، يمكن أن تصل إلى عدة سنوات. بالرغم من كل هذا -ولحد الساعة- الأطباء غير مُتيقنين من أن المريض قد شُفيَ فعلًا ونهائيًا.

“سيكون من الرائع جدًا الشفاء من المرض” يُصرح المريض البالغ من العمر 44 سنة لجريدة The Sunday Times، “لقد أظهر اختبار الدم الخاص بي قبل أسبوعين، غياب أي فيروس، ولكن يُمكن أن يرجع ذلك إلى العلاج المضاد للفيروسات، لذلك يجب الحذر وانتظار النتائج النهائية لتأكيد الخبر من نفيه”.

توجد حالة واحد في العالم شُفيت من مرض نقص المناعة المكتسبة. في عام 2007، الأمريكي (تيموثي راي براون) خضع لعملية زراعة نخاع عظم كاملة في ألمانيا؛ بغرض علاج مرض “اللوكيميا” الذي أصابه، وذلك باستعمال نخاع عظم من عند معطي سليم، ومُحَصن ضد ال HIV – أي يمتلك مناعة طبيعية ضد الفيروس.
قامت الخلايا المزروعة بإعادة بناء جهازه المناعي من جديد، وتعويض خلاياه بخلايا جديدة منيعة للفيروس. بعد ثلاث سنوات من العملية، ورغم التوقف عن تناول الأدوية المضادة للفيروسات، لم تكشف الفحوصات الطبية عن أي أثر للفيروس؛ مما جعله ذلك أول مريض على مستوى العالم، يُشفى من مرض نقص المناعة المكتسبة بصورة نهائية ومُأكدة.

إن الصعوبة في إيجاد متبرع منيع ضد الفيروس، ومطابق للمتلقي في آنٍ واحدٍ، يجعل من عملية تبديل النظام المناعي غير ممكنة، وغير فعالة على نطاق واسع، ولايمكن أن تعوض العلاج الكابح للفيروس الحالي.

ولكن، إن تمكن الأطباء والباحثون من تخطي هذه العقبات في المستقبل، فسيكون هذا قفزة نوعية في معالجتنا للمرض، وخبر رائع للسبعة والثلاثون مليون حامل للفيروس حول العالم.

المصدر : هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تدقيق لغوي: Mohammed Diab

Exit mobile version