Site icon الباحثون الجزائريون – Algerian Researchers

النَّشَاط الرِّيَاضِي وتَأثيرُه الإيجَابِي عَلى الجِهَاز العَصَبِي

Source: Pixabay

إِنَّ النَّشَاط الرِّياضيّ لَه تَأثِيراتٌ عَديدة على الجسِم ووَظَائِفه، حَيثُ أنّه يُحسِّن مِن وَظائِف الجِهاز العَصَبيّ مِن خلال:

وذَلك مَا يُؤدّي إلى تَحسين التَّوافُقِ الحَركِيِّ والعَمَلِ المُنظَّمِ في كلِّ عَضَلَةٍ، كَما أنّ التَّرابُطَ والتَّوافُقَ الحَركيِّ يَشتَرِكُ في تَحقيقِها كلٌّ مِن الجِهازَين العَضَلِيِّ والعَصَبيِّ وهِيَ عَلاقَة اِنعِكاسِية للحَركاتِ الاِرَادِيَّة، وهَذا ما يَبدو واضحًا في تَدريبَات السُّرعَة، فتَنمِية صِفة السُّرعَة تَرتَبِطُ أَسَاسًا بعمَلِ الجِهازِ العَصَبيّ لأنّ عَمَلياتِ التَّحكُّم والتَوجِيهِ الذي يَقوم بِه الجِهاز العَصَبيّ المَركَزي مِن العَوامِل المُهمَّة عِندَ تَركِيز الرِّياضِيّ على سُرعَة تَنفيِذِ الحَرَكات المُختَلِفَة بالسُّرعة القُصوَى، كذَلِك مُرونَة العَمَلِيَّات العَصَبِيَّة تَنتُج عَن قُدرَة الرِّياضِيّ على أَداءِ الحَركَات المُختَلِفة بسُرعَة كَبيرَة، وكَذَا التَوافُق التَّام في وَظَائِف المَراكِز العَصَبية المُحَدّدة وجَميعُ هذِه العَوامِل هَامّة وتُساهِم في تَطوير السُّرعَة، كذلك بِواسِطَة الاِستِثَارَة العَصَبية يَتِمُّ تَنظِيم مِقدَار القُوة الحَرَكِيَّة، فالاستثارة العصبية تُحدِث تغيّرًا وظيفيًا ُمناسبًا في حَجمِ العَضَلَة نَتِيجَة تِكرار قُوة الاِثَارَة، في حِين يَظهر تَكيُّف الجِهاز العَصَبِيّ في حَالَةِ زِيادَةِ القُّوة العَضَلِيَّة.
(سميعة خليل محمد أمين، 2008، ص55).

   هَذا مَا يدُلُّ عَلى أنّ أيّ حَرَكةٍ رِياضِية تؤدي بالجِهاز العَصبيّ إلى السَّيطَرة والتَّحكُّم في جَميعِ المَجمُوعَاتِ العَضَلَيَّة لاِنتَاجِ أَعلى مُستَوى مِن القُوّة العَضَلِيَّة، ذلك مَا يُمَكِّنُ مِن تَنسيِقِ العَمَلِ بَينَ المَجموعَاتِ العَضَلِيَّة المُختَلِفَة.

مُمَارَسَة الرِّياضَة كَسُلُوكٍ من السُّلُوكَات الصِّحيّة

    اِزدَادَت الأَبحَاثُ الطِّبيَّة والنَّفسِيَّة التِي تُحاول دِرَاسَة عَلاقَة أنمَاط السُلوك البَشَرِيّ بِصِحَّة الأَفرَاد، سَواءً كَانَت النَّفسِيَّة مِنهَا أو العُضوِيَّة. ولذلك، فَإنّ الِاهتِمَام بِصِحَّة الطِّّفلِ ورِعَايَتِه تُعَدُّ مِن أَهمِّ الرَّكَائِزِ التي أَقَرّت بِها الهَيئاَت الدُّوَلِية ومُنظَّمَةُ الصِّحَّةِ العَالَمِيَة، مِن خِلالِ نَشرِ المَعلُومَاتِ الصَّحِيحَة مِن أَجلِ مُكَافَحَةِ مَشَاكِل سُوءِ التَّغذِيَة وتَشجِيع النُّظُمِ السَّليمَة وأَنمَاطِ الحَياةِ الصِّحِيَّة والوِقَايَة مِن الأَمرَاضِ المُزمِنَة، حَيث تُشيرُ “دَاليَا عِزَّت مُؤمن” (2004) في هَذَا الصَّدَدِ إلى وُجودِ اِرتباطٍ كبيرٍ بَين سُلوكَاتِنَا الشَّخصِيَّة والحَالَة الصِّحِيَّة التِي يَتَمتَّعُ بِهَا الفَرد.
وبِهذَا فَإنّ الأَمرَاض التي يُعَانِي مِنهَا الأَغلبِيَة قَد تَرجِع في جُزئِها الأَكبَر إلى السُّلوكَاتِ والعَادَاتِ الصِّحِّيَّة غير السَّليمَة، وفي هذا الصدد نَذكُر بعض السُلوكَات الصِّحية والتي تَنقَسِمُ إلى إيجَابِيَّة مُعزِّزة للصحة وأُخرى سِلبِيَّة ضَارّة بالصِّحَّة.

يُعَبِّرُ نَمَطُ السُّلوكِ الصِّحيّ الاِيجابيّ عَن تِلك الأفعال أو النَّشَاطَات المَقصودَة أو غير المَقصودَة التي يُمارِسُهَا الفَردُ لِمُسَاعَدَتِهِ في الوِقَايَة مِن الأَمَرَاض وحتى من الأَذَى والضَّرَر البَدَنيّ والنَّفسِيّ، وتُسَاعِدُه على الاِكتِشَاف المُبَكِّر للمَرضِ والعَجز، أو تُسَاعِدُه في التَّخفِيف مِن المُعَانَاة والمَرضِ بحيثُ يَتِمُّ تَحسِينُ الحَالَة البَدَنِيَّة والنَّفسِيَّة وتَقلِيل الِانحِرَاف، وتَحميِهِ مِن المُخَاطَرَة التي مِن شَأنِهَا أَن تَتَسَبَّبَ في حُدوثِ ضَررٍ أو أَذَى بَدَنِيّ أو نَفسِيّ أو كِليهِمَا.
ومِن أَنمَاطِ السُّلوكِ الصِّحيّ الاِيجابيّ مُمَارسَة التَّمرِينَات الرِّياضِيَة والنَّوم الكَافِي،إضافة للعَادَات الغِذائِية الصِّحِّيَّة السَليمَة، والوِقَايَة الصِّحِّيّة نَفسيًا وبَدنيًا وسُلوك القِيادَة الآمِن.

أمَّا عَن نَمَطِ السُّلُوكِ الصِّحِّي السِّلبِي، فيَشمُل السُّلوكَات التي تُسَبِّبُ ضَرَرًا على الصِّحَّة، وهِي كُلُّ فِعلٍ أو نَشَاطٍ يَقوم بِه الفَرد أو الجَمَاعَة بشَكلٍ وَاعٍ و مُخَطَّط ومَقصود وبِشكلٍ مُتَكَّرِّر، سَواءً أَكَانَ الفَردُ بمُفرَدِهِ ومَدفُوعًا ذَاتِيًا أم بتَسيِير الجَماعَة أو بِضَغطٍ مِنهَا، الأَمر الذي يَتَرتَّبُ عَليهِ زِيَادَة مُعَدَّلات الاِستِهدَاف للمَرَض أو الأَذى النَّفسِي والبَدَني، ومِن أَنمَاط السُّلوك الصِّحِّي السِّلبِي، التَّدخِين، والتعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة.
(داليا عزت مؤمن، 2004، ص474).

فِيسيولُوجيَا النَّشَاط الرِّيَاضِي

تَعمَلُ التَّمَارِين الرِّيَاضِيَّة عَلى تَطوِير وَظَائِف الجِسم ويَظهَر ذلك مِن خِلال مَا يَأتِي:

    إنَّ تَحفِيزَ جُزءٍ مُعَيَّنٍ مِنَ المُخ عَن طَرِيق الأداء الإِنعِكَاسِي لاَ يَبقَى ضِمنَ هَذَا الجُزءِ فَقَط، وإنَّمَا يَنتَقِلُ تَأثِيرُه إلى الأجزَاءِ المُحِيطَة، ويَنتُجُ عَن ذَلِكَ حَركَةٌ غير اِقتصَادِية تَحتَاجُ إلى قُوَّة عَضَلِيَّة كَبِيرَة، ولِذَلِكَ فَإنَّ الحَرَكَة الجَدِيدَة تُسَبِّبُ الإِجهَاد، لأَنَّ أداءها يَتِمُّ باِدرَاكٍ عَالٍ وبمُشَارَكَةِ جَمِيعِ الحَوَاسِ مَعَ مُصَاحَبَةِ حَرَكَاتٍ جَانِبِيَّة غَيرَ مَطلُوبَة، والتي تُرَافِقُ الحَرَكَةَ الأَسَاسِيَّة، هَذَا مَا يَقُودُ إلَى سُرعَة الشُّعور بالتَّعَب، ومِن خِلاَلِ التِّكرَار المُستَمِر لِنَفسِ الحَرَكَةِ أو التَّمرِين تَزدَادُ دَرجَةُ تَثبِيت الرَّبط المُؤَقَّت بِها ،ويَحدُثُ بَعد ذَلِك التَّركِيز في اِثَارَة المَرَاكِز العَصَبِيَّة المَسؤُولَة عَن الحَرَكَة فقط، ولِهَذَا فَإنَّ التِّكرَار يُقَلِّلُ في الطَّاقَة العَصَبِيَّة المَبذُولَة وذَلِكَ يَرجِعُ الى خَاصِيَّة النَّسِيج العَصَبِي، فَعِندَمَا يَستَخدَمُ مَمَرٌ عصبيٌ مَرَّةً واحدة، فإن أَيَّ حَرَكةٍ مَهمَا كَان مِقدَارُهَا ودَرَجَة صُعُوبَتِهَا تُصبِحُ بَسِيطَة، وبِالتِّكرَار يَحدُثُ التَّعَوُّد عَليهَا، ولِذلِكَ فَإنَّ التَّدرِيبَ المُتَواصِلَ يَقُودُ إلَى قِمَّةِ التَّطوُّر في الأدَاء الحَرَكِي حَيثُ تَنتَقِلُ الحَرَكَةُ مِن مَرحَلَةِ التَّعَلُّم إلَى مَرحَلَةِ المَهَارَة. (سميعة خليل محمد أمين، 2008، ص58).

قائمة المراجع:

تدقيق لغوي: أنس شيخ

تصميم: رامي نزلي

Exit mobile version