Site icon الباحثون الجزائريون – Algerian Researchers

التأثير الصادم للصدمة العاطفية على دماغ الطفل

http://www.publicdomainpictures.net/pictures/20000/velka/sad-child-portrait.jpg

ألقِ نظرةً على صورة الدماغين في الأسفل. بالرغم من أنّها تعود لطفليْن من نفس العمر، ستُلاحظ أنّ الدماغ على الجهة اليسرى من الصورة أكبر وببنيات أقلَّ تشوشا مقارنة بالدماغ الموجود على الجهة اليمنى من الصورة.

مصدر الصورة: http://citeseerx.ist.psu.edu/viewdoc/download?doi=10.1.1.115.6208&rep=rep1&type=pdf و http://www.iflscience.com/brain/images-show-the-shocking-effect-of-emotional-trauma-on-a-childs-brain/

سببُ هذا الاختلاف الجِذري ليس راجعا لمرضٍ أو لإصابةٍ جسدية، بل هو في الواقع راجع لصدمة عاطفية شديدة وأيضا للإهمال. الصورة مأخوذة من ورقة بحثية قدّمها البروفيسور Bruce D Perry، رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى تكساس للأطفال.

” الأشعة المقطعية على اليسار هي صورة لدماغ طفل بصحّة جيدة يبلغ من العمر ثلاث سنوات بحجم رأس متوسط، صورة الدماغ على يمين الصورة تعود لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات أيضا لكنّه يعاني من الحرمان الحسِّي و كذا الإهمال. هذا الدماغ هو أصغر بكثير من المتوسط، بِبُطينات واسعة و ضُمور قشرية “.

من المؤكّد أنّ سنوات الطفولة المبكرة يمكنها أن تؤثِّر بشكل عميق على بقية حياة الشخص، سواء كان ذلك من خلال تعبير بعض الجينات أو خطر الإصابة بالربو في وقتٍ لاحق. و في المقابل، غير معلوم تماما ما إذا كان من الممكن أن تؤثِّر أيضا على البنية المادية وحجم الدماغ.

استقصت العديد من الدراسات في الصلة المذهلة بين نمو الدماغ والصدمة الشديدة. ووجدت دراسة أجريت عام 2007 أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية وارتفاع في هرمون الاجهاد الكورتيزول من المرجّح أن يعانوا من تقلص في حجم الحصين، وهي منطقة  في الدماغ مرتبطة بالعواطف وعمليات التذكر.

في نهاية العقد الأخير من الديكتاتورية الشيوعية الوحشية في رومانيا، حظر نيكولاي شاوشيسكو Nicolae Ceausescu جميع وسائل منع الحمل والإجهاض، مما أدّى إلى التخلّي عن الآلاف من الأطفال في ما يسمى ب”دور الأيتام” حيث تُركوا بشكل جماعي في ظروف سيئة مع انعدام الرعاية وقلة الطعام. استقصت دراسة أخرى (عام 2015) أدمغة 26 طفلا في هذه الظروف المروّعة واكتشفوا أنّ لديهم مادة بيضاء أقلَّ نموا -بشكل جلي- في أربعة أجزاء على الأقل من أدمغتهم. تأثرت المناطق الدماغية المسؤولة عن العاطفة بشكل خاص، تماما كتأثُّر المناطق المرتبطة بالحفاظ على الانتباه، والوظيفة التنفيذية، والمعالجة الحسية.

بطبيعة الحال، كلّ هذه التفاصيل تُسلّط الضوء على الأهمية القصوى للبيئة التي توفر الرعاية والحب للأطفال في السنوات الأولى من حياتهم.

المصدر: Iflscience

تدقيق لغوي: سهام جريدي

 

Exit mobile version