تتعدّد وتختلف وسائل منع الحمل وتحديد النسل، من وسائل هرمونيّة كحبوب منع الحمل، الغرسات واللّاصقات، إلى وسائل أخرى حاجزة كالواقيات الذكرية، أو الطبيعية والطبيّة. واختيار أفضل طريقةٍ قد يختلف من شخصٍ لآخر، فما هو مفيدٌ ومريحٌ لك لن يكون مريحًا لغيرك، كما قد تتغيّر اختياراتك مع مرور الوقت.
يعتمد اختيارك للوسيلة المناسبة على مدى رغبتك في الحماية وحرصك عليها، وأيضًا حماية خصوصيّتك وتعرضك للأمراض المنتقلة عن طريق الجنس (STDs)، بالإضافة إلى نوع العلاقة ومدى انتظامها. أمّا بالنسبة للمرأة فعليها الحرص على مدى تأثير هذه الوسائل على دورتها الشهرية، أو لاحقًا على رغبتها في الحصول على الأطفال.
– أهم وسائل منع الحمل:
- الطبيعية: وتتمثل في الامتناع عن الجنس في فترة الإباضة (4 أيام قبل وبعد)، أو الانسحاب (سحب القضيب من الرحم قبل القذف). وقد تكون الوسائل الطبيعيّة غير فعّالة نوعًا ما مقارنةً بالوسائل الأخرى، لكنّها غير مكلفةٍ وليس لها أيّ آثارٍ جانبية.
- الحواجز: أو الواقيات الذكرية والأنثوية، تمنع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة.
- الهرمونية: وتعمل على تغيير كيمياء جسم المرأة، فتقوم بمنع أو إيقاف الإباضة أو تخثين مخاط عنق الرحم لمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة.
- الطبيّة: وتتمثّل في تغيير الجهاز التناسلي الذكري أو الأنثوي عن طريق عملياتٍ جراحيّة، وتكون بصورةٍ دائمةٍ.
حبوب منع الحمل :
تُعتبر الوسائل الهرمونية “كحبوب منع الحمل” الأكثر استخدامًا، وتصل نسبة فعّاليتها إلى 99.9%، ومع ذلك فإنّها لا تحمي من الأمراض المنتقلة عن طريق الاتصال الجنسي بما في ذلك فيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV). تختلف التركيبات الهرمونية من أستروجين وبروجسترون أو الجمع بينهما، ويتم استخدامها عن طريق حبوب أو لاصقات أو حلقات مهبلية.
تعمل الهرمونات الطبيعية عند المرأة على تنظيم عملية الإباضة، وتجهيز الرّحم والجسم لقبول البيضة المخصّبة والحمل، لذا تحتوي الوسائل المانعة للحمل كالحبوب على نسبٍ متفاوتةٍ من هرمونَيْ الأستروجين والبروجسترون، لكيْ تقوم بتثبيط الهرمونات الدورية الطبيعية في الجسم لمنع الإباضة كليًا، بالإضافة إلى تغيير مخاط عنق الرّحم ممّا يُؤدي إلى صعوبة وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم، ثمّ إلى البويضة لتلقيحها، كما تقوم بالتأثير على بطانة الرّحم لمنع زرع أو تعشيش البيضة الملقّحة.
عند أخذ الحبوب لأوّل مرةٍ عليكِ باستشارة طبيبكِ لتحديد اليوم المناسب لذلك، ويكون في آخر يومٍ للدورة الشهرية وستحدث الدورة القادمة بعد 25 يومًا من بداية تناول علبة الحبوب.
تحتوي العلبة الواحدة العادية على 21 أو 28 حبة، 21 منها فعّالة وسبعة حبّات غير فعّالة (placebo “وهمية”)، تُؤخذ الحبوب يوميًا ومن الأفضل أنْ تكون في نفس الوقت من اليوم (قبل النوم أو عند الفطور) لتجنّب النسيان وسهولة التذكر، ويتم أخذ الحبوب دائمًا في نفس اليوم من الأسبوع الذي بدأتِ به أوّل مرة، عند نفاذ العلبة الأولى من 21 حبّة يجب الانتظار 7 أيام قبل البدا في العلبة الثانية، أمّا علب 28 حبّة فتكون متتابعةً أي تُؤخذ حبّة العلبة الثانية في اليوم التالي مباشرةً.
إذا أُخذت الحبوب بشكلٍ صحيحٍ فإنّ فعّاليتها عادةً ما تكون من الشهر الأوّل، لكن لكي يكون الأمر آمنا، ينصح الأطباء بأخذ وسائل أخرى كالواقيات الذكرية خلال الأشهر الأولى من استخدام الحبوب.
ما الذي يجب فعله في حالة نسيان أخذ الحبة اليومية؟
إذا نسيت المرأة أخذ حبوب منع الحمل في وقتها، فعليها تناولها مباشرةً فور تذكّرها، وإذا لم تتذكّر حتى اليوم التالي فعليها أخذ حبتين في ذلك اليوم، أمّا إذا نسيتها ليومين متتالين فعليها أخذ حبتين في اليوم الذي تذكّرت فيه واليوم الذي يليه، وفي حالة نسيان الحبوب لأكثر من يومين عليك استشارة الطبيب.
في كل مرة يتم نسيان الحبة لأكثر من يوم يجب اعتماد وسائل إضافية لمنع الحمل. وفي حالة غياب الدورة الشهرية -في الشهر الذي نسيت المرأة فيه أخذ الحبوب- عليك القيام باختبار كشف الحمل، أمّا غياب الدورة الشهرية لشهرين متتاليين يستوجب اجراء الاختبار واستشارة الطبيب.
التأثيرات الجانبية لحبوب منع الحمل:
- غثيان.
- زيادة الوزن.
- قرحة أو تورم الثديين.
- ظهور كميّات صغيرة من الدم في الفترات الفاصلة بين الدورات الشهرية.
- تغيّرات في المزاج.
بالإضافة إلى آثار جانبية أخرى أخطر تستوجب استشارة الطبيب، فقد تدّل على اضطرابات خطيرة، مثل أمراض الكبد، المرارة، السكتة الدماغية، الجلطات الدموية، ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب، وتشمل:
- آلام البطن (آلام في المعدة).
- آلام في الصدر.
- الصداع (شديد).
- خلل في الرؤية.
- تورم أو ألم في الساق أو الفخذ.
تُشير إدارة الأغذية والعقاقير إلى احتمال زيادة الإصابة بالجلطات الدموية، بالنسبة لحبوب المنع الحمل التي تحتوي على “drospirenone” (مثل ياز وياسمين) وهو مركّب صناعيّ شبيهٌ بالبروجسترون. حيث تختلف نتائج ونسبة الخطر من دراسة إلى أخرى، لذا يُنصح باستشارة الطبيب المختص في حالة استخدام حبوب منع الحمل التي تحتوي على هذا المركب.
عادةً ما تكون حبوب منع الحمل آمنة لمعظم النساء، غير أنّها قد تكون خطرة لفئةٍ معينةٍ، فيُحظر استعمالها للنساء المدخّنات فوق 35 عامًا، أو في حالة الإصابة بأمراضٍ أخرى: كالجلطات الدموية في الساق والرئتين، أمراضُ القلب أو الكبد، سرطان الثدي والرحم، ارتفاع ضغط الدم غير المسيطَر عليه، والصداع النصفي، أو في حالة إصابة أحد الأقرباء من الدرجة الأولى (أب، أم، أخ، أخت، ابن) بجلطةٍ دمويةٍ في الساق أو الرئتين.
وقد تتسبّب بعض الأدوية كالمضادات الحيوية أو مضادات الحساسية في التقليل من فعّالية حبوب منع الحمل، لذا من الواجب إعلام الطبيب بأيّ أدوية أو أعشاب يتم أخذها في نفس الوقت.
وسائل منع الحمل الهرمونية طويلة المفعول:
في حالة الرغبة بتجنّب الحمل لفترةٍ طويلةٍ، مع صعوبة المحافظة على انتظام الحبوب، ينصح باستخدام الوسائل الهرمونية المانعة لفترة طويلة وتتمثل في:
- غرسات منع الحمل implants: وتتمثّل في أسطوانات بحجم عود الكبريت يتم زرعها تحت الجلد في المنطقة العُلوية من الذراع. وتحتوي على نوع من البروجسترون يُسمّى بـ “الايتونوجيسترال (Etonogestrel)”، تدوم فعّالية الغرسة حتى ثلاث سنوات، مع فعّالية عالية (قد تحمل امرأة واحدة من أصل 100 امرأة كلّ عام).
- اللولب IUD: وهو جهازٌ على شكل “T” يُوضع داخل الرّحم يمنع مرور النطاف وتعشيش البويضات، وتصل نسبة فعّاليته إلى 99%، وهو نوعان هرمونية ونحاسية، تختلف مدّة فعّاليتها حيث تصل إلى 10 سنوات للنحاسي و5 سنوات للهرموني.
يوضع اللولب داخل الرحم من طرف الطبيب المختص فقد يتسبّب في بعض التشنّجات والنزيف أو حتى بعض الآلام المؤقتة والتي ستختفي في الأيام القليلة القادمة. ويجب تجنّب استخدام اللولب في حالة الإصابة بالأمراض المنتقلة عن طريق الجنس، كسرطان عنق الرحم أو الرحم ونزيف المهبل غير المبرر. - الحلقة المهبلية: وهي حلقةٌ مهبليّةٌ بلاستيكيّةٌ مرنةٌ تُوضع داخل الرحم، وتحتوي على هرموني البروجسترون والأستروجين. تصل فعّاليتها إلى 99% (خطأ واحد من أصل 100 امرأة) وتدوم فعّاليتها شهرًا كاملًا. ومع ذلك فهي لا تقي من الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس، وقد تتسبّب في طفحٍ جلدي.
- اللاصقات المانعة للحمل: وهي لاصقاتٌ هرمونيةٌ تُوضع على الجلد (البطن، الأرداف، الذراع) وتدوم فعّاليتها حتى 3 أشهر.
______________________________________
تدقيق لغوي: ف.عماد الدين