عند التفكير في وسائل منع الحمل أوّل ما يخطُر ببالنا هي حبوب منع الحمل، لكثرة استعمالها وانتشارها، لكن هذه الوسائل تتعدّد وتختلف، فأكثرها استخدامًا هي الواقيات الذكرية أو الأنثوية، وذلك لسهولة استعمالها وتوفّرها دون وصفاتٍ طبيةٍ، بالإضافة إلى فائدتها في الحماية من الأمراض المنتقلة جنسيًا.
- الواقيات الذكرية:
يتمثل الواقي الذكري في غطاءٍ بلاستيكي رقيق ومريح يغطي القضيب، مشكلًا حاجزًا يُحافظ على السائل المنوي والسوائل الأخرى داخلهُ بحيث يمنعها من الوصول إلى مهبل ورحم المرأة.
يُصنع الواقي الذكري من البلاستيك، أو الأنسجة الحيوانية (جلد الخراف)، أو اللاتكس (مطاط)، وتُعتبر هذه الأخيرة أكثرها استخدامًا نظرًا لفعاليتها في الوقاية من الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس، وتُستعمل الواقيات البلاستيكية في حالة الحساسية للاتكس، وقد أُثبتت فعّالية في الحماية من فيروس نقص المناعة المكتسبة، الكلاميديا، السيلان، وغيرها من الأمراض الجنسية، أمّا الواقيات المصنوعة من المواد الطبيعية كأمعاء الحمل، فتحتوي على العديد من المسامات ممّا يجعلها أقلّ فاعلية في الحماية من الأمراض.
تحتوي بعض الواقيات الذكرية على موادٍ زلقةٍ، وهو طلاءٌ رقيقٌ يمنعُ الألم والتهيّج أثناء ممارسة الجنس، كما يُقلّل من خطر تمزّق الواقي، أما المواد المبيدة “Spermicide” فتعمل على قتل الحيوانات المنوية، لكن نظرًا لكميّاتِها الضئيلة غير الفعّالة، يُنصح باستخدام منتجات مبيدة منفصلة أكثر فعّالية.
يَعتمد نجاح عمل الواقي الذكري على استخدامه بالطريقة الصحيحة، حيثُ تحمل امراتان من أصل 100 في العام من شريكٍ يستخدم الواقيات الذكرية بشكلٍ صحيحٍ ودائمٍ. وترتفع النسبة إلى 18 امرأة في حالة عدم استخدامه بطريقةٍ صحيحةٍ في كل مرة.
كيف يتم استخدام الواقي الذكري؟
تأكّد أوّلًا من تاريخ صلاحيّة المُنتج مع عدم تمزق الواقي عند فتح الحزمة، وإذا أحسست بأنّه هشٌ قاسي أو لزج عليك رميه فورًا. يُستعمل واقي واحد لكل انتصاب، حيثُ يوضع على القضيب فور الانتصاب وقبل أي اتصال مع الطرف الآخر، ويفضَّل الإبقاء عليه طول فترة العلاقة من البداية إلى النهاية، كما يجب استبداله في حالة أي تمزق أو تسريب. بعد القذف وقبل فقدان الانتصاب يتم السحب بحذرٍ والتأكد من بقاء الواقي على القضيب ليتم نزعه نهائيًا بعد ذلك.
- الواقيات الأنثوية:
قد تبدو الواقيات الذكرية والأنثوية مختلفةً نوعًا ما لكنّهما يعملان بنفس المبدأ، أي خلقُ حاجزٍ مانعٍ لالتقاء الحيوانات المنوية والبويضات، وكذلك الحماية من الأمراض المنتقلة جنسيا. حيث لا يجب استعمال الواقيين معًا لخطر اِلتصاقهما وسحبهما معًا.
الواقي الأنثوي هو عبارةٌ عن كيس بلاستيكي طويل مصنوع من مادة اليوريتان المتعدد (polyurethane) يتم وضعه داخل المهبل، بحيث يلتصق بجدرانه ويمنع مرور النطاف والسوائل المنوية.
رغم نقص فعّاليتها في منع الحمل أو انتقال الأمراض الجنسية مقارنةً بالواقيات الذكرية -حيث تحمل 5 نساء من أصل 100 كلّ عامٍ رغم الاستخدام الصحيح في كل مرة، وقد ترتفع إلى 21 امرأة في حالة الاستخدام الغير الصحيح- إلّا أنّها تُفضَّل عادةً لسهولة وضعها وطول مدة الابقاء عليها والتي قد تصل إلى 8 ساعات متواصلة، بالإضافة إلى تجنّب اللاتكس الذي قد يتسبب في بعض التهيّجات الجلدية.
لوضع الواقي الأنثوي داخل المهبل، تتخذ المرأة وضعيةً مريحةً كالاستلقاء أو القرفصاء، وتقوم بدفع حلقة الواقي داخل المهبل لأبعد نقطةٍ تستطيع الوصول إليها، مع إبقاء جزءٍ صغيرٍ من الحافة خارج المهبل.
أثناء الجنس قد تشعر المرأة بتحرك الواقي لكن عليها القلق من أشياءٍ أخرى، كانسحاب القضيب بين حافة الواقي والمهبل، أو انزلاق الحافة الخارجية داخل المهبل، وإذا حدث ذلك بعد القذف يُنصح باستخدام وسائل منع الحمل الطارئة.
تدقيق لغوي: ف.عماد الدين