تُعرف الديمقراطية على أنها عملية لإتخاذ قرار جماعي، أين كل فرد يبدي رأيه ويعطي صوته. وقد ظهرت أول معالم الديمقراطية السياسية عن طريق الإغريق قبل الميلاد.
لكن هل نحن البشر من إخترع الديمقراطية ؟
يجيبنا أستاذ علم البيئة المحاضر في جامعة ستراسبورغ «سيدريك سيار Cédric Suer » ويقول: «من القديم نعتقد أنّ الديمقراطية تقتصر على البشر، لكن هناك أنظمة مشابهة لها عند الحيوانات التي تعيش في مجموعات».
فقد تمت دراسة مفصّلة لسلوك أربعة أنواع حيوانية لكل منها طريقته في التصويت والديمقراطية، وهي كالآتي:
1- البيسون الأوروبي: يصوت البيسون الأوروبي عن طريق تشكيل صف مستقيم، حيث أحكموا نظاماً متقناً لتغيير مواقعهم، فالبيسون الذي يرضى عن وجهة إختراها بيسون آخر يصطف وراءه وإذا رضي بيسون آخر عن وجهتهما يصطف وراءهما، وهكذا حتى يتشكل صف، وفي الأخير يتبع القطيع أطول صف بارز بكل ديمقراطية. وقد شرح هذا «أماندين راموس» المختص في علم السلوك.
2- النحل: يصوت النحل عن طريق الرقص، حيث فَكَّ عالِم الحشرات «كيرك فيشر» شيفرة إتخاذ النحل للقرار، فعندما يصبح سرب النحل كبير جداً، تختار الملكة وأكثر من نصف العامِلات مغادرة الخلية ليستقروا في مكان آخر، فتذهب الكاشِفات للبحث عن موقع، وعند عودتهن تعرضن النتائج عن طريق الرقص موضحات بُعد وإتجاه وجودة الموقع، وتحاول الكاشِفات المتحمسة دفع الأخريات للإتجاه نحو موقعها الذي إكتشفته عن طريق الإصرار على رقصتها، وعندما يتم الإجماع يطير السرب إلى الموقع الجديد المُقرر مباشرة.
3- الكلاب البرية: تصوت الكلاب البرية عن طريق العطس، حيث يقول «رينا والكار» المختص في علم السلوك: «رغم أنّ الكلاب البرية لها نظام إستبدادي في عملية التكاثر بهيمنة الزوج المسيطر، إلا أنه عند الصيد فلكل فرد من القطيع كلمته، فعدما يريد أحدهم الصيد ينهض ويمشي بإتجاه مجموعة خاملة و يحاول تحفيزها، وتعطس الكلاب المتحفزة لتبدي دعمها للكلب الذي بدأ الحركة، وكلما زاد العطس زادت فرصة الذهاب للصيد».
4- الغوريلا: تصوت الغوريلا عن طريق الهدير، فحسب «كيلي ستيوارت هاركوت» المتخصص في حيوان الغوريلا فإن إناث الغوريلا تُقدّر وقت الطعام، فتبدأ بإطلاق هدير يزيد تواتره تدريجياً لتحفز المجموعة وتجمعها للذهاب للأكل، وغالباً ما تتخذ الذكور (فضية الظهر) قرار الذهاب من عدمه.
المصدر:هنا
تدقيق لغوي: “مراد بدر”