لطالما اعتقد البشر أنّ الأرض فريدة من نوعها كونها مركز الكون بأكمله لكنّ التحقيقات العلمية في نهاية المطاف بيّنت أنّ كوكبنا ليس حتّى في مركز النظام الشمسي الخاص به، بل هو مجرد كوكب بسيط.
وحتى عام 1992، عندما تأكّد وجود كواكب خارج مجموعتنا الشمسية لأول مرة، كان من غير المؤكّد وجود كوكب آخر غير تلك الموجودة في نظامنا الشمسي، أمّا اليوم فإنّنا نعرف أكثر من 1700 كوكب يحوم حول نجوم أخرى.
تتبادر لأذهاننا أسئلة عديدة بشأن هذه الكواكب، وعن إمكانية توفّر الشروط التّي من شأنها دعم الحياة عليها.
ماهي الشروط التي من المفروض توفّرها من أجل تشكيل كواكب من رتبة الأرض في تطوير المنظومات الكوكبية؟
قبل أن نتمكن من تحديد ما إذا كانت هناك نظم لكواكب أخرى قادرة على دعم الحياة، يجب أولاً العثور عليها. ومن أجل معالجة هذه المسائل تم إرسال العديد من البعثات بهدف إيجاد و دراسة نظم لكواكب خارج مجموعتنا الشمسية. وتتبع وكالات علوم الفضاء هذا الهدف بدعم من مجموعة مراكز لمراصد أرضية وأخرى فضائية، وبرمجة بعثات علمية بحثًا عن كواكب خارج مجموعتنا الشمسية قد تحمل حياةً ما على سطحها، أو حتى بحثًا عن أصولنا من هذا الكون الشاسع.
في عام 1961، كتب الفلكي فرانك دريك معادلة لتقدير إحتمال إيجاد حضارة متقدمة تكنولوجيًا في أماكن أخرى من الكون. معادلة دريك أخذت في الإعتبار عدّة عوامل مثل كسر النجوم مع الكواكب حولها، وجزء صغير من تلك الكواكب التي ستكون مواتية للحياة، وعلى الرغمِ من عدم وجود حلٍ واضحٍ لتلك المعادلة إلّا أنّها تُعتبر أداةً مقبولةً وتُستعمل من قبل المجتمع العلمي لدراسة العوامل التي تضمنتها. وهي على الشكل التالي:
N = R* . fp . ne . fl . fi . fc . L
N عدد الحضارات العاقلة المتواجدة في مجرّة درب التبانة التي من الممكن التواصل معها من خلال طيف الأشعة الكهرومغناطيسية.
*R معدّل تشكّل النجوم في مجرّاتنا القادرة على تهيئة ظروفٍ صالحةٍ لتطور الحضارات العاقلة المشابهة لشمسنا.
fp نسبة النجوم السابقة التي تمتلك كواكب تدور حولها.
ne عدد الكواكب التي قد تتوفر بها الشروط الداعمة للحياة في كل نظام كوكبي.
fl نسبة الكواكب التي قد تكون نشأت حياة عليها فعليًا.
fi نسبة الكواكب التي تطوّرت فيها حضارة ذكية عاقلة.
fc نسبة الحضارات القادرة على إرسال رسائل في الفضاء قابلة للرصد من قبلنا.
L طول المدة الزمنية منذ أن قامت تلك الحضارات بإرسال رسائلها عبر الفضاء.
في السنوات التي انقضت منذ عام 1961، يقوم العلماء بتحديث القيم في معادلة دريك لدمج المعلومات العلمية المكتسبة حديثًا.
لايزال الطريق أمامنا طويلًا لمعرفة الجواب، لكن مهما طال الطريق، فإنّ الزمن لن يطول قبل أن نجيب على هذا السؤال القديم.
فهل نحن وحدنا في هذا الكون؟
المصدر : هنا – هنا
ـــــــــــــــــ
التدقيق اللغوي العربي : عماد الدين فرفاش