إن الحديث على مضغ العلكة يشير الى بعض الفوائد المحتملة، كتأثيرها على اليقظة والإدراك أساسا فضلاً عن التخلص من القلق والتوتر. لكن نتائجها في الغالب مؤقتة لا تدوم زمنا طويلا . إلا أن مضغ كميات كبيرة باِستمرار يسبب أثارا جانبية وغير مرغوب فيها. فماهي سلبيات مضغ العلكة؟
1- مدى درجة سلامة وأمن مكونات العلكة:
رغم الحرص الشديد من طرف منظمات الصحة ومراقبة الأغذية على أمن مختلف الحلويات والأطعمة على غرار العلكة، إلا أن بعض أنواع هذه الأخيرة تستخدم قاعدة تركيبية لا يتم الكشف عن مكوناتها وتدعي أنها معلومات خاصة. بمعنى آخر، ربما لا يريدون الكشف عن الإضافات المشكوك فيها التي تحتويها، مثل الأسبارتام، ثاني أكسيد التيتانيوم الإلتهابي وكذلك هيدروكستولان بوتيل المسببة للسرطان (BHT)
- BHT) Butylated Hydroxytoluene)
مضاد للأكسدة يستعمل في الأطعمة المصنعة كمادة حافظة لهدف الحفاظ عليها من التلف عن طريق منع الدهون من أن تصبح زنخة.
رغم تضارب الدراسات التي أجريت لمعرفة تأثيره الجانبي والتي لم تصل لتحديد آثاره على الإنسان بشكل نهائي، فبعضها أظهر أنه مادة مسرطنة ولهذا تم تحديد الكمية الآمنة بشكل عام (حوالي 0.25 ملغ/ كيلوغرام من وزن الانسان) من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA).
- الأسبارتام (Aspartame):
من مواد التحلية الاصطناعية الشائعة في صناعة المحليات الخالية من السكر، وتتدرج تأثيراته الجانبية من الخطير إلى أكثر خطورة حيث أنه يسبب الصداع، السمنة وقد يصل إلى حد السرطان.
ومع غياب أي دليل على أنه يسبب السرطان أو زيادة الوزن فلا يعتقد أن استهلاك كميات من الأسبارتام توضع ضمن توصيات المدخول اليومي الضار.
2- حرقة المعدة(Heartburn):
تشير دراسات متعددة، إلى أن مضغ العلكة الخالية من السكر بعد الأكل قد يقلل من أعراض ارتداد الحمض، إلا أن هذه النتائج غير مقبولة علميا، حيث أنها بنيت حول علكة مصنوعة بشكل خاص. فالأنواع ذات التركيب العادي الخالي من مكونات خاصة يكون لها تأثير معاكس على أعراض ارتداد الحمض، وقد تسمح بشكل غير لائق بفتح العضلة العاصرة للمريء ليسمح ذلك لحمض المعدة بالتدفق إلى المريء.
3- العلكة الخالية من السكر:
التي يدخل في تركيبها كحول السكر المستخدم لتحليتها وكونه يصنف ضمن مجموعات خرائط الأغذية (FODMAPs) (أنواع من الكربوهيدرات الموجودة في بعض الأغذية، والتي لها روابط قوية مع أعراض الجهاز الهضمي مثل الغاز والنفخ وآلام في المعدة والإسهال والإمساك) فهذا يعني أنه يمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي للأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، بالإضافة إلى خاصية تأثيره كمُلَيِن فهو يسبب عسر الهضم والإسهال.
4- مشاكل الأسنان:
مضغ العلكة السكرية يضر بصحة الفم، بدءا بميناء الأسنان ويزيد من خطر حدوث تسوس الأسنان. كما تظهر الأبحاث أن مضغ العلكة يمكن أن يسبب خروج الزئبق المكون لحشو الأسنان الى داخل الجسم، وارتفاع مستويات الزئبق يمكن أن يسبب مشاكل عصبية بالإضافة الى بعض الأمراض المزمنة والاضطرابات النفسية. ورغم أن كميته الناتجة من حشو الأسنان صغيرة وليست ضارة وسهلة المرور من خلال الجهاز المعوي فإن وجود المعادن الضارة بنسبة متزايدة في الجسم هو أمر غير مرغوب به.
5- اضطراب الفك الصدغي (Temporomandibular joint dysfunction)
فالمضغ المفرط وإدمان العلكة قد يؤدي إلى الإصابة باِضطراب الفك الصدغي، والذي يسبب الألم عند المضغ وأصوات خلال حركة الفك، هذه الأعراض قد تكون مزمنة وصعبة العلاج.
6- الصداع (headaches)
إن إدمان مضغ العلكة باِنتظام يسبب الصداع والصداع النصفي وصداع التوتر لدى العديد من الأشخاص. وإن كان هذا التأثير لا يظهر خلال المضغ إلا أنه سيلازم مدمن العلكة حسب ما أشارت له آخر المراجعات.
7- مصدرا للتلوث البلاستيكي:
العلكة تعد مصدرا آخر للتلوث البلاستيكي وهي مستمرة ومربكة إلى أجل غير مسمى فمن الواضح أن قاعدة العلكة الصناعية لا تتحلل نظرا لأنها مصنوعة من البلاستيك وهو ما تعبر عنه كميات بقايا العلكة القذرة العالقة على الأرصفة ومقاعد الحافلات وغيرها من الأماكن العمومية فهي ثاني أكثر أنواع القمامة شيوعا بعد السجائر. كما يتم إنفاق أكثر من 14 مليار جنيه إسترليني على مضغ العلكة في جميع أنحاء العالم كل عام، ولكن الكثير من هذه العلكة سينتهي بها الأمر إلى الأرض.
في السنوات الأخيرة، بدأت بعض الشركات في صناعة العلكة من قاعدة طبيعية. هذا بديل أفضل وأكثر صحة للعلكة التقليدية، لأنه يسترجع الصناعة القديمة المتمثلة في استخدام عصارة الأشجار أو Chicle للحصول على لبان مرغوب فيه فهو مادة قابلة للتحلل، خالية من البلاستيك، وخالية من المواد الصناعية.
تدقيق لغوي: هبة جحيش