– اللغة أحد أهم السمات المميزة للجنس البشري، و هي سبب أساسي لنعتقد أنَّ القدرة البشرية فريدة بالمقارنة بالكائنات الأخرى، ونحن نتعلم قواعد اللغة المركبة خلال طفولتنا بدون إرادة واعية.
– واللغة ليست مجرد وسيلة تواصل، فهناك علاقة مهمة بين اللغة والوعي، بل قد تكون اللغة شرطا أساسيا له وقدراتنا اللغوية فعالة في إطلاعنا على حالاته (إذا اعتبرنا أنَّ الوعي هو إدراك أفعالنا وقرارتنا)، إذ هي أساسا الطريقة التي يتم تشفير الأفكار بها، لذلك بفضلها تَمكنّا من الوصول إلى أفكارنا وأفكار الآخرين، فالسلوك الإجتماعي وإمكانياتنا العقلية يزيدان تعقيدا بتطور اللغة، وهي تسمح لنا أن نسأل بوضوح عن العلل و التبريرات التي لها دور أساسي في الحصول على المعرفة.
– فقد تكون لبعض الحيوانات لغة لها نفس القدرات الديناميكية والمهارية، لكن الميزة الأساسية للغة البشرية وبين أنواع الاتصال الأخرى للحيوانات، أنّ لغتنا هي الأكثر تجريدا وتعقيدا، لذلك فهي تمنحنا قدرات عالية لإقامة تفاعلات مركَّبة جدا مع محيطنا والآخرين، وهذه وجهة نظر معقولة من زاوية رؤية تطوريَّة ويجنبها معضلة «التوزيع الغير المتكافئ الجذري للغة» (تعني لماذا تقتصر اللغة على الإنسان).
– نحن نحتاج إلى فهم اللغة ودروها في تشكيل المعرفة وبنية التفكير وكذلك الإستدلال المنطقي، وإذا اعتبرنا أنَّ اللغة مجموعة من المهارات الفطرية المجردة من التمثيلات الرمزية (الحروف و الكلمات) تطلعنا على إمكانيات أفعالنا (قدراتنا)، مع هذا المنظور أيضا فإنَّ وظيفتها الأساسية لا تزال مرتبطةً بالتفكير ومنطقية أفعالنا.
– هل الوعي الإستثنائي (تجربة نوعية مؤقتة كالشعور بالألم و الخوف) له لغة؟
يعطينا نظام«إنفصال الوعي عن الإنتباه-CAD»-يوجد شرح له في التعليقات- حل لهذا التساؤل فهو يقترح أنَّ الوعي الاستثنائي يخلو من اللغة العاقلة، لأن للحيوانات أيضا هذا النوع من الوعي، ولكن يبقى السؤال المطروح كيف اذاً نعي تجاربنا الإستثنائية اذا لم يكن هناك طريقة رمزية او دلالات مفهومية لوصفها ؟!

المصدر:هنا
تدقيق لغوي: بشرى بوخالفي