فكرة أن الأرض مسطحة انتشرت في العصور القديمة والوسطى، في حين مع التطور العملي واستكشاف الإنسان لخارج الكرة الأرضية، تم تأكيد أن الأرض كروية، والتقطت العديد من الصور التي توضح هذه الحقيقة.
لكن ما قد يثير استغراب الكثيرين هو عودة فكرة سطحية الأرض ومعها البعض ممن يؤمن بها، مدّعين أن هناك مؤامرة تهدف إلى التغطية على “حقيقة” أن الأرض مسطحة حسب زعمهم، لكن ما الهدف من هذه المؤامرة؟ لا أحد متأكد من أي شيء.
تملئ مجتمعات الأرض المسطحة الحديثة صفحات التواصل الاجتماعي بالمقالات والصور والفيديوهات التوضيحية التي تروّج لفكرة سطحية الكرة الأرضية مصرّين ومتشبّثين بإيمانهم بهذه الفكرة. فما هو جواب علماء الفلك لهذه المجتمعات؟ سنتعرف على جواب نيل ديغراس تايسون.
في مقطع فيديو على قناة ‘StarTalk‘ في YouTube لمالكها عالم الفلك نيل ديغراس تايسون، كان هناك حوارٌ شيقٌ بين الممثل الكوميدي Chuck Nice ونيل ديغراس، قام فيه هذا الأخير بالإجابة على الأسئلة الكبيرة المتعلقة بالأرض المسطحة، كما قدم نيل ديغراس عديد الطرق التي ستسكت وبطريقة علمية أي دليل تقدمه مجتمعات الأرض المسطحة، من الملاحظات الفلكية البسيطة تعود إلى الحجة الأولى على كروية الأرض التي قدمها الإغريق منذ أزيد عن 2000 سنة.
يقول نيل ديغراس تايسون:
بالنسبة لي، حقيقة وجود نهضة لمجتمعات الأرض المسطحة هي دليل على وجود أمرين. الأول، نحن نعيش في بلد يحمي حرية التعبير”. ويضيف “ونعيش في بلد يعاني من نظام تعليميّ فاشل”.
و هذا هو جوهر القضية برمتها ويضيف:
“يحتاج نظامنا إلى تدريبك ليس فقط على ما يجب معرفته، بل كيفية التفكير في المعلومات والمعارف والأدلة. إذا لم يكن لدينا هذا النوع من التدريب، فستصدق أي شيء”.
ووضح ديغراس أن مجيئ فرنسيس بيكون، جاليليو، والتطورات التي شهدها القرن السابع عشر، غيرت منحى التفكير العلمي، وأصبح قول شيء ما حتى ولو كان القائل متأكدًا وواضحًا بشأنه، فلن يكفيه ذلك دون تجريبه والخروج بنتائج تؤكد أو تنفي الفكرة، فمن الممكن أن يكون هناك أمر ما يخدعه بطريقة أو بأخرى.
لحسن الحظ، هناك الكثير من هذه الأدلة، غالبًا ما توضع أمام عينيك دون الحاجة إلى الأقمار الصناعية الفاخرة أو الرحلات إلى القطب الشمالي لمعرفة ما إذا كانت هناك حافة فيه. يقترح تايسون التأمل في خسوف القمر، الظاهرة التي فيها يمر القمر مباشرة خلف الأرض إلى ظلها. يؤدي هذا إلى طرح ظل الأرض على القمر-ظل مستدير، وهو أمر يتوقع رؤيته من جسم كروي.
ومن أكثر الحجج التي يمكن تقديمها على كروية الأرض تلك التي قدمها إراتوستينس(Eratosthenes) قبل أكثر من 2000 سنة. كما يستشهد تايسون، درس عالم الرياضيات اليوناني القديم آبار المياه في مدينتين بعيدتين. اكتشف أن الظلال تبدو مختلفة حتى في نفس الوقت من اليوم. بما أن أشعة الشمس متوازية، فما الذي يمكن أن يسبب هذا التباين؟ واستنتج أن التفسير يجب أن يكون أن الأرض منحنية وبالتالي فهي كروية.
يعتبر نيل ديغراس أحد العلماء الذين يناقشون وبالحجة العلمية أفكار المجتمعات الأرض المسطحة، ويقول Chuck Niceإذا ما زلت تؤمن بالأرض المسطحة بعد كل ذلك، فإنه لا يهم حقًا. طبعا طالما أنك لا تدير وكالة ناسا.
المصدر: هنا و موقع Iflscience
تدقيق لغوي: ناصر طارق