قطعت التقنيات الطبية الخاصة بالنظر داخل أجسادنا شوطًا كبيرًا، ولكن في المستقبل، سيتمكن الأطباء حتمًا من رؤية كل شيء يحدث تحت جلدنا!
إذ أن الباحثين تمكنوا أخيرًا من اختراع نوع جديد من الكاميرات التي تتمكن من رؤية واختراق الهيكل الجسدي، وكذلك كشف مصادر الضوء بما عمقه يقدر بـ20 سنتمتر من الأنسجة الجلدية.
كيف بدأ الأمر؟
النموذج الحالي للكاميرا الذي تم تطويره من قبل باحثين من جامعة أدنبره في المملكة المتحدة، تم تصميمه ليعمل بالموازاة مع المناظر الداخلية الطويلة “endoscope-long” وكذلك الأدوات المجهزة بكاميرات في غالب الأحيان، إضافة لأجهزة الاستشعار والأضواء التي تساعد على الرؤية بشكل أفضل داخل تجاويف جسم الإنسان.
إنّ المنظار الداخلي “endoscope” يمثل أداة قيمة بالنسبة لجميع الإجراءات الطبية، ولكن لحد الآن، من الصعب التأكيد خارجيًا على أيّ جزء بالضبط ينظر إليه الجهاز داخل الإنسان، وهذا بدون الرجوع إلى أشياء مثل المسح بالأشعة السينية “x-ray”.
الآن، هذا لم يعد يعتبر مشكلة على الإطلاق، بفضل الكاميرا القادرة على التقاط مصادر الضوء داخل الجسم، تمامًا مثل الطرف المضيء من المنظار الطويل المرن المستعمل للرؤية داخل جسم الإنسان.
كيف تتمكن الكاميرا من الرؤية داخل الجسم بالضبط؟
بفضل الآلاف من أجهزة الكشف عن الفوتونات المدمجة داخل الكاميرا، يمكن للجهاز التقاط الجزيئات الفردية للضوء والتي يتم بثها عبر الأنسجة البشرية.
عندما تسقط الفوتونات الضوئية على هيكل الجسد، عادة ما يتناثر الضوء بعيدًا عن الأنسجة، ولكن حساسية الكاميرا تمكنها من التقاط أي آثار صغيرة جدًا من الضوء الذي يمر من خلال الأنسجة وهذا عبر التوفيق بين الإشارات الضوئية التي تأتي مباشرة للكاميرا مع الفوتونات المتناثرة –والتي تسافر لمسافات طويلة وتستغرق وقتًا أطول للوصول إليها- وهكذا بإمكان الكاميرا التحديد بدقة في أي جزء داخل الإنسان يتموقع المنظار الباعث للضوء “light-emitting endoscope”.
ما هو مستقبل هذه التقنية؟
هذه التقنية التي تميز بين الفوتونات الباليستية (المباشرة) “ballistic (direct) photons” تدعى بالتصوير الباليستي “ballistic imaging”، وبإمكانها مساعدة الأطباء على معرفة وتحديد الأماكن التي ينظرون إليها بواسطة المنظار الداخلي”endoscope”داخل جسم الإنسان، وهذا يمكنه أن يكون ذا قيمة كبيرة فيما يتعلق بتحديد العلاجات المناسبة.
هذا البحث، الذي تقوده جامعة أدنبره وجامعة هيريوت وات “the University of Edinburgh and Heriot-Watt University” هو جزء من التعاون البحثي بين الجامعتين، بهدف تطوير مجموعة من التقنيات الجديدة والتكنولوجيات الخاصة بالتشخيص وعلاج أمراض الرئة.
تدقيق: لمونس جمانة.