في الوَقت الذي يحظَى فيه القَلبُ و المخ بالكثيرِ مِن الاهتمَام، فإن الكَبد يستحِق أن تُسلط عليه الأضواء لبعضِ الوقتِ كذلك. و ذلك لوظائفه المتعددة والكثيرة، فهو يضبط نسبة السكر في الجسم و مسؤول عن تخزين الفيتامينات، البروتينات والأملاح بفعالية، وله دورٌ أساسيٌ في التخلص من السموم، فضلاً عن كونه عضوًا متجددًا على خلاف الكثير من الأعضاء.
لكن الدراسات مؤخرًا توصلت لمعلومة مدهشة عن الكبد، هذه المعلومة مفادها أن حجم الكبد يتضخم ويكبر أثناء النهار و يصغر وينكمش أثناء الليل.
حيث قام الباحث شيبلر -shibler- و فريقه البحثي بنشر مقالة في المجلة العلمية cell، أكدوا من خلالها أن الكبد في نشاطه مرتبط بالساعة البيولوجية للجسم. وقام الباحثون بإجراء جملة من التجارب على مجموعة من الفئران، لاحظوا من خلالها أن حجم كبد الفئران يكبر تقريباً بنصف حجمه الطبيعي في أوقات استيقاظه- في الليل عند الفئران- ثم يتضاءل فيعود الى حجمه الطبيعي بحلول وقت النوم.
و لقد توصل الباحثون أن حجم الكبد يزداد من خلال نمو خلاياه أثناء النهار عن طريق زيادة عدد الريبوزومات- وهي العضيات المسؤولة عن تركيب البروتين في الكبد- أي كلما زاد عدد الريبوزومات كبر حجم الخلايا وهذا ما ينعكس بشكل مباشر على حجم الكبد و كفاءته. ومع اقتراب موعد النوم، فإن الخلايا تنطلق في عملية إعادة تعبئة الريبوزومات مما يساعد الكبد على الإنكماش والعودة لحجمه الأصلي مرة أخرى.
وقد يتساءل أحدكم، ماعلاقة تغيرات حجم كبد الفئران بالإنسان؟ لكننا نملك سببًا من أجله يمكننا أن نصدق أن نفس العملية تحدث لكبد الإنسان أيضًا. ففي سنة 1986 أجريت دراسة تمت فيها مراقبة حجم كبد الإنسان لست ساعات، وُجد خلالها أن حجم الكبد يتغير كذلك.
إذن، ما يعنيه هذا لك و لكبدكَ ؟
فكما أسلفنا سابقاً أن نشاط الكبد مرتبط بالساعة البيولوجية، فهذا يعني أن عادات النوم تساهم بشكل كبير في الحفاظ على الكبد و أداءه كذلك، و بالتالي فإن عدم الإلتزام بعدد الساعات المنصوح بها للنوم يؤثر بشكل رئيسي على الكبد ويضعف الجسم ، وهذا ما قد يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات سلبية كالتعب الشديد، التورم، الإصابة بالرضوض وكذلك رفع احتمال الإصابة باليرقان. وهذا ما قد يجعلنا نفكر مليًا و نعيد النظر في عادات النوم خاصتنا، و لم يجب أن تكون ليالي النوم الكاملة مهمةً جدًا.
المصدر:هنا
التدقيق اللغوي: هبة جحيش