Site icon الباحثون الجزائريون – Algerian Researchers

مع أزمة كوفيد-19، ثقب الأوزون ينفتح ثلاث مرات حجم غرينلاند فوق القطب الشمالي

By alexmax

ما يعرفه الجميع أن فتحات طبقة الأوزون هي شيء عادي فوق القطب الجنوبي، حيث تُفتح فيه كل عام. ولكن على العكس فهي أكثر ندرة في القطب الشمالي. وبرغم هذا فإن ما اكتشفه العلماء هو ما قد يكون أكبر ثقب في طبقة الأوزون سُجل على القطب الشمالي.
عبر بيان لها، قال علماء من وكالة الفضاء الأوروبية، إن ثقب الأوزون يغطي مساحة تقارب ثلاثة أضعاف مساحة غرينلاند، ويمكن أن يعرض الأشخاص الذين يعيشون عند خطوط العرض الشمالية البعيدة لمستويات عالية من الأشعة فوق البنفسجية إذا نمَت بشكل أكبر. ولحسن الحظ وحسب باحثي الوكالة، فإنه من المرجح أن يغلق الثقب من تلقاء نفسه في الأسابيع القليلة المقبلة.
تتكون الثقوب في طبقة الأوزون (وهي عبارة عن طبقة من الغاز في الغلاف الجوي للأرض تمتص الكثير من الأشعة فوق البنفسجية الضارة المنبعثة من الشمس) كل عام فوق القارة القطبية الجنوبية بسبب التغيرات الموسمية في الغطاء السحابي؛أي بسبب مزيج من درجات الحرارة المتجمدة والتلوث من صنع الإنسان، حيث عندما تنخفض درجات الحرارة في بداية فصل الشتاء في أنتاركتيكا، تتشكل غيوم عالية على القطب الجنوبي. وتؤدي الملوثات الكيميائية الصناعية، بما في ذلك الكلور والبروم، إلى تفاعلات في هذه السحب التي تتآكل في غاز الأوزون المحيط بها.
ومع ذلك، فإن ثقوب الأوزون فوق القطب الشمالي نادرة. قال الباحثون إن آخر مرة تم فتح ثقب الأوزون في القطب الشمالي كانت في عام 2011، وكانت أصغرَ بكثير من الحفرة التي شُوهدت الآن. كما قال مارتن داميريس (Martin Dameris)، عالِم الغلاف الجوي في مركز الفضاء الألماني، للمجلة العلمية Nature، حسب وجهة نظره، فإنها المرة الأولى التي يمكنك فيها التحدث عن ثقب أوزون حقيقي في القطب الشمالي. فالمنطقة القطبية الشمالية، التي تتميز بدرجات حرارة أكثر تباينًا، لا ترى عادة نفس الظروف المستنفذة للأوزون. ولكن هذا العام، حاصرت رياح قوية الهواء البارد في “دوامة قطبية” فوق القطب الشمالي. أدى ذلك إلى درجات حرارة أكثر برودة وسحب من ارتفاعات أعلى من المعتاد. ومن ثم بدأ استنفاذ الأوزون في القطب الشمالي.
لحسن الحظ، مع ارتفاع الشمس ببطء فوق القطب الشمالي، بدأت درجات حرارة الغلاف الجوي في الارتفاع بالفعل، مما يعني أن الظروف التي تسبب ثقب الأوزون يجب أن تتغير قريبًا، حسبما قال الباحثون. ومع ذلك، إذا استمرت الحفرة في التوسع جنوبًا، فقد يحتاج سكان القطب الشمالي -مثل أولئك الذين يعيشون في جنوب غرينلاند- إلى استخدام واقي الشمس لمنع الآثار الضارة للأشعة فوق البنفسجية.
سيظل ثقب الأوزون الأكبر في القارة القطبية الجنوبية سمة موسمية، كما هو الحال منذ أربعة عقود تقريبًا، رغم أن ذلك الثقب بدأ يتقلص في الحجم. فقد وجد تقييم من قبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية سنة 2018 أن ثقب الأوزون الجنوبي يتقلص بنسبة 1 ٪ إلى 3 ٪ لكل عقد منذ عام 2000، مع قياس ثقب عام 2019 فهو أصغر من أي وقت مضى منذ عام 1982.
يعود الفضل إلى حد كبير في تقلص الثقب الجنوبي إلى الحظر العالمي على المواد الكيميائية المستنفذة للأوزون الذي بدأ في عام 1987، على الرغم من أن بعض الدول الرئيسية لا تزال غير مشاركة. فوفقًا لتحقيق عام 2018، لا تزال المصانع في الصين تضخ كميات كبيرة من المواد الكيميائية المستنفذة للأوزون في الغلاف الجوي.

 

إعداد: وسام بلغيت

تدقيق لغوي:أسماء.ك

 

المصدر

Exit mobile version