“جد نصفك الثاني“، العنوان الذي اختارته “صفية جزائري” لكتابها الأول الصادر عن دار النشر والتوزيع “ثقافة” والحاصل على تقييم 4.12 من خمسة على منصة “Goodreads“.
الكتاب يحاول التطرّق ومعالجة مايزيد عن 90 نقطة من المواضيع الإجتماعية من وجهة نظر ورأي المؤلّفة، وذلك في 199 صفحة، ومع أنّ البعض يحلّ لهم تصنيف الكتاب في خانة “الإجتماع”، إلّا أنّه سيكون أدقّ لو يصنّف في خانة “أدب التنمية البشرية الإسلامية” إن جاز التعبير، حيث أنّ المؤلّفة اِعتمدت في كثيرٍ من الأحيان على أحاديث وآيات دينية لإثبات وجهة نظرها.
الكتاب في مجمله عبارة عن مقالات اِجتماعية معظمها يتحدّث عن حال الشعوب العربية وأمراضها المنتشرة كالخمول والفراغ والغباء … كما اِحتوى كذلك على بعض الأشعار والخواطر التي تعالج نفس المواضيع تقريبًا، والغريب في الأمر أنّ الكاتبة قد هاجمت الشعر والشعراء في الصفحة 37 في مقالتها (شعراء)، وذلك بقولها:”… هي محض إلهامٍ جال بخواطرهم ليس لنفوسهم فيه من نصيب، يعني من الأخير وببسيط العبارة كله خرطي”. هذا ولم تكتف الكاتبة بوصف الشعر الغزلي بـ”الخرطي”، بل وتعدّت ذلك إلى مهاجمة المغنين ثمّ وصفت أحد الشعراء بالجبن، لتعود وتستعمل الشعر في سطور كتابها، حتى أنّها استعملت وصلةً شعرية بل وتنصح بمطالعة الأشعار في الصفحة 25 و97.
الجميل في هذا الكتاب أنّ الأخطاء الّلغوية تكاد تكون معدومة. وماعدا ذلك، فقد سقطت الكاتبة في فخّ الحشو والتكرار والكثير من السطحية في معالجة بعض القضايا، كما أنّها انساقت بحماس الشباب -على الأرجح- في قول ما لا يجب أن يُقال في أيّ عملٍ محترم، كوصفها بعض البلدان بالحقارة وكذا بعض الشخصيات الأدبية والتاريخية بالجبن.
فيما يلي، نعرض بعض الملاحظات والتناقضات التي وقعت فيها كاتبتنا:
1- لم تكن الكاتبة موفّقة كثيرًا في مقدّمة كتابها حيث استهلّتها بمهاجمة فنون أدبية كالروايات واصفةً هذه الأخيرة بالحكايات المحشوة بتوافه الأمور، ثمّ في الصفحة 115 وفي مقالتها (قارئ ولكن) تعود لتقول عن الروايات التالي:”الانتقاء في الكتب مطلوب وضروريٌّ جدًّا. إن كنت نهِمًا للروايات العربية الحديثة فقط، ولا تقرأ ماعداها، فإنّك في مفهومي البسيط لست قارئًا، بل مُشاهد مسلسلات خليجية مكتوبة، تقرأ السيناريوهات على ورق. قراءة الروايات التي تزدحم بها مكتبات اليوم حقًّا لاتقدّم ولا تؤخّر، كلامي هذا طبعا يستثني الروايات جميلة المبنى و عميقة المعنى، والتي تقرّب الإنسان من الحقيقة وتزيد من اِنسانيته وتعلّمه النظر إلى ما وراء الكلمات والاستماع إلى الذي لايقال كالروايات العالمية الجميلة أو حتى العربية القديمة، وإذا كان صديق السوء سيئًا، فإنّ كتاب السوء أسوأ”.
2- تقول المؤلّفة أنّ الهدف من كتابها هو المساعدة في تحويلك من نصف إنسان إلى إنسان أو ثلاثة أرباع إنسانٍ على الأقلّ، لكنّها في نفس الوقت تعترف أنّها أقلّ من ربع إنسان في كثير من الأحيان، وهي التي قالت عندما تحدّثت عن غير العرب في الصفحة 83 في مقالتها (أنا عربي) ” … وفاقد الشيء لا يعطيه”، فكيف إذن لفاقد الشيء أن يعطيه للآخرين الآن؟
3- في الصفحة 16 من مقالتها (عزيزي القارئ)، ترى الكاتبة أنّنا إذا لم نطبّق ما قرأناه من الكتب فلا فائدة من فعل القراءة، وقد يكون في هذا الحكم كثيرٌ من التجنّي على مصطلح القراءة، ربّما أغفلت الكاتبة أنّ الهدف من فعل القراءة، في كثيرٍ من الأحيان، هو متعة القراءة بحدّ ذاتها، وأنّه إذا طبّقنا كلّ ماقرأناه فسنلغي بذلك عقولنا ونسلّمها لكلّ كتابٍ نحمله.
4- في مقالتها (محلك من الإعراب) يجب التنبيه إلى أنّ نيوتن “لم يخترع” قوانين التفاضل والتكامل وإنّما الأصحّ أن نقول “اكتشفها”، والمقال في مجمله، هنا، لم يكن متجانسًا؛ فلا ندري لمَ استثنت الكاتبة علماءَ الكيمياء والعلوم التجريبية من تصنيفها واقتصرت فقط على من سمّتهم العرب المعاصرين، ثمّ حين أرادت ضرب أمثلة عن هؤلاء، اتخذت “أحمد ديدات” وهو ليس عربيًا!
كما أنّ مقارنة القارئ بإنجازات الأمثلة المطروحة في المقالة قد يجعله ينفر من ذلك، وبدل جعل القارئ يطرح سؤالَ:”هل أنا طفيليّ؟” على نفسه، كان من المستحسن أن يكون هنالك تشجيعٌ بأنّ ما حقّقه إنسانٌ مثله، يمكنه تحقيقه هو كذلك. وعمومًا، إذا ما تكلّمنا عن نجاح أحدهم، لايجب أن نعطي نصف الحقيقة، بل عندما نتحدّث عن إنجاز، يجب أن نتحدّث عن خطوات تطبيقه لا على النتيجة فقط ففي ذلك مغالطة.
5- في مقالها (تغيير العالم) تبتدئ كاتبتنا فكرتها بأن لا نتبع ما تقوله الكتب في هذا المجال -وهي التي قالت لاجدوى من القراءة إن لم يكن هنالك تطبيق- ثم نراها تنصحنا بقراءة كتب الزعماء والعلماء.
6- مقال (الحرية) قد يكون أسوأ ما كتبت المؤلّفة، كثيرٌ من التجاوزات والإنزلاقات.. بلدانٌ كاملة اِتهمت بـ”العهر”، كما أنّ المثلية علميًا لم تعد تُصنّف على أنّها مرضٌ نفسيّ منذ عام 1991.
7- بالنسبة لمقال (على مقاس أمريكا الحرية، النجاح، الجمال) لم يخلُ الأمر من استعمال ألفاظٍ خادشة كـ “حقيرة” مثلًا، كما استعملت الكاتبة مغالطة “تحطيم الأبطال – Hero-Busting ” حيث أنّه لايوجد شيء، كيان أو شخص كامل. وبالتالي، الكلّ قابلٌ للمهاجمة ونفس المغالطة يمكن أن تطبّق ضدّ هذا الكتاب.
8- بالنسبة لمقال (كرة القدم)، ففيه من التناقض الشيء الكثير، فالكاتبة تعترف في بدايته أنّها من عشّاق المستديرة ثمّ تهاجم تصرّفات متابعيها ومبدأ كرة القدم نفسه حتّى.
9- مقال (غسيل الأدمغة)، إسرافٌ في نظرية المؤامرة وأنّ الغرب أشرار و .. و .. و … ، كما تقترح الكاتبة بعض الحلول والتي هي موجودة بالفعل، لكنّ الكاتبة تقترح المزيد.
10- مقال (السعادة) ومقال (سعادة ورضا لكن كيف) يكادان يتطابقان.. تكرارٌ لنفس الفكرة، لكيف تحصل على السعادة بخطواتٍ دينية بسيطة.
11- فيما يخصّ مقال (وصفة الفراق)، تقترح الكاتبة وصفةً مبنية على منطقٍ دائريٍّ بسيط.
12- مقال (أنا عربي) تعريفٌ للعروبة حسب وجهة نظر الكاتبة، كما أنّ فيه بعضًا من التجنّي؛ مثلًا، نجد هذه الجملة:”بلغة الغرب الكفّار” ثمّ يبدو أنّ الكاتبة اقتصرت العروبة على الّلغة العربية ولبس العمامة.
13- في مقال (حقيقة) تستعمل الكاتبة في نَصِّها مغالطة الجوهرية فيما أسمته بالحقيقة العلمية التي يجب حفظها “الحمار يولد حمارًا ويبقى حمارًا”، وبعد أسطرٍ تقول:”وأنا هنا لا أنفي إمكانية التغيير ..”!
14- في مقال (متعدد المزايا، فول اوبشين) تدعو الكاتبة لإمكانية أن يكون للقارئ أكثر من مهارة، وفي المقال تشجيعٌ على تفجير القدرات، وفي مقال (عن النوع والكم) تعود لتؤكّد على أنّ الأهم هو مهارة واحدة مُتقنة أحسن من تعدّدٍ لافائد منه، وفي ذلك تقول “الأمر بالنوع لا بالكم، حدثني عن النوعية ولا تأت على ذكر الكمية”.
15- مقال (وصفاتي) و(وصفاتي مجرّبة) و(وصفاتي (وصفة الإكتئاب)) – الصفحة 177 – كلّ هذه المقالات كانت لتكون أكثر سلاسة على القارئ لو كانت متتالية أو تمّ تجمعيها في مقالٍ واحد وكانت ستقلّص حجم الصفحات.
هذه كانت بعض أهمّ النقاط التي ودّنا التطرّق إليها ولايمكن التطرّق لكلّ النقاط الأخرى لتفادي الإطالة. لكن، في المجمل، الكتاب يحمل بعض وجهات النظر التي قد لا يعتبرها البعض صحيحة، كما أنّه فيه نوعٌ من التطرّف، ومبنيٌّ على منطق الأسود والأبيض، – بمعنى أنّ الكاتبة ترى أنّ هنالك أفكارًا صالحة تمامًا وأفكارًا غير مقبولة تمامًا وسيّئة -، ولايجب التعاطي معها. والكتاب لايسمح بتواجد أفكارٍ في المنطقة الوسطى بين هذا وذاك، وهذا غير صحيحٍ تمامًا، غيرٌ الجيّد في الكتاب، كذلك، أنّه يحمل مهاجماتٍ لأيّ جهةٍ تخالف رأي الكاتبة، وفيه مغالطاتٌ منطقية لتدعيم قوّة الحجج المذكورة في الكتاب، كما أنّ الكتّاب كأغلب الكتب فيه تكرارٌ لكثير من الجزئيات، ولو كان ترتيب فهرس المقالات بحسب ترابط الأفكار، لما كانت هنالك بعض المقالات الإضافية. أسلوب الكتابة جميل وفيه تمكّنٌ من الّلغة وأفكارٌ أخرى جميلة لابأس بها، تصميم الكتاب بسيطٌ، هادئٌ وجذّاب، عنوان الكتاب جميل كذلك لكنه يدفعك للتّفكير بأنّ محتوى الكتاب شيءٌ وبقرائتك للكتاب تجده شيء مختلفٌ تمامًا ماقد يعتبر نقطة لصالح المؤلفة.
مقابلتنا مع صفية :
كيف تعرف صفية على نفسها؟
– صفية جزائري ،طالبة طب ، كاتبة في أول المشوار ..
بخصوص “جد نصفك الثاني”، كيف استوحيتي عنوان العمل؟
– للعنوان قصة في الحقيقة، كنت كتبت حوالي 30 % منه و لمّا استقر على عنوان محدد .. ثم صادف و ان وجدت على الفيس اقتباسا يقول : “Teach your daughters to be somebodys in stand of being somebody’s”، اي علموا بناتكم أن يكن شخصا ما عوض أن يكن لشخص ما، و الاقتباس أسرني صراحة .. و رحت افكر .. لماذا نقول اننا دائما أنصاف ..
و لماذا نبحث عن هذه الانصاف بعيدا عن ذواتنا و خارجها..
ما الذي دفعك او كان سببا في بداية مشوارك في الكتابة وخوض مغامرة النشر؟
– رغبة بحتة و ملحة في إيصال رسالة
لو طلبنا من حضرتك تقييما لاولى تجاربكم في مجال الكتابة، فكيف سيكون؟ و هل نجحت في إيصال رسالتك؟
– اعتقد أن أي عامل مهما كان عمله.. كي يتقدم.. يجب ألا يكون راضيا تمام الرضا عن عمله، اي أنني أظن أنه كان بإمكاني طبعا الإتيان بالأفضل بكثير ..
لا استطيع إعطاء رقم معين صراحة..، فخورة به كتجربة أولى.
و الرسالة .. تصلني احيانا رسائل من قراء بكوا.. أو لامست كتاباتي أرواحهم .. أو حتى ساعدتهم على التغيير نحو الأفضل.. أو الهمتهم..
و تلك الرسائل وحدها .. بالنسبة لي نجاح، على أنني اطمح للأفضل على الدوام
من هي الشخصيات التي أثرت في صفية ؟
-مصطفى محمود.. شخص انتشلني من مرحلة صعبة جدا من حياتي .. إليه أهديت كتابي ( إلى الميت الذي أعطاني أكثر مما أعطاني كل الأحياء) وطبعا الوالدة الكريمة
على سيرة مصطفى محمود .. حمد خالد، مصطفى محمود، كونان دويل، هي أسماء أطباء وفي نفس الوقت كتاب ومؤلفين، برأيك ماهي علاقة الكتابة بالطب مع علمنا أن هذا التخصص لايعطي الكثير من الوقت لدارسه؟
-الطب و الكتابة.. لا علاقة بينهما، العلاقة موجودة في الشخص الذي لديه ميولات أدبية أو حتى فلسفية.. و يدرس الطب لأسباب متعددة، و الطب حقا لا يعطي الوقت ابدا ابدا.. لكنه للمتأمل .. يعطي الكثير من الإلهام ..الكثير
من المرضى إلى النظام في المستشفيات إلى الجسم في حد ذاته.. الطب في حد ذاته حياة .. لمن أراد الاكتفاء بها ..
لكن الذين ذكرتهم لم يفعلوا .. و قرروا العيش على أوجه متعددة .. و تلك في رأيي اكمل الوجوه
تخصصك الدراسي وأسلوبك الجيد في الكتابة قد يسمح لك بكتابة تبسيطات علمية للقارئ وللعامة، هل من أفكار لدمج الموهبة مع التخصص؟
– لم تراودني الفكرة صراحة، لكنها فكرة جميلة
قلت أنه كان بإمكانك تقديم ما هو أفضل، و بما التمسته من أسلوبك الكتابي الجيد، ألا تريدين تجربة نوع أدبي ما؟ وماهي خطوتك المستقبلية؟
– لم احدد بعد الخطوة المستقبلية.. لا أفكر في نوع معين .. يعني الرواية مثلا اسلوب أدبي جميل.. لكنني لا أرى نفسي أخوض غماره.. كوني اصلا لا اقرأ روايات كثيرة.. و لا أفكر في كتابة رواية الا اذا كانت تحمل رسالة نبيلة جدا و واضحة
نعلم جميعا أن لكل شخص منا مصدر الهام ما، صفية الكاتبة، ما مصدر الهامها ومن اين تأتيها افكار كتاباتها ؟
-مما ترى و يحز في نفسها و تتمنى أن يتغير .. مما تقرأ و تظن فكرا جميلا يجب عليه أن يزداد انتشارا .. و مما تظنه حقّ وجب قوله أو خطأ وجب تصحيحه أو لُبس وجب توضيحه
ما الذي يحتاجه العمل الادبي في رأيك حتى يكون متكاملا؟
-صدق الكاتب في طرحه و إيمانه بما يقول في رأيي يعطي الكتاب طابعا خاصا لا يُرى لكنه يُستشعر، و طبعا الأسلوب و اللغة السليمة ..ليست المنمقة.. البسيطة المفهومة، في رأيي.. أفضل الطرق
ماهي المدة التي استغرقك اياها الكتاب لإنهائه؟
– سؤال طُرح عليّ كثيرا .. لا أملك مدة محدده.. كنت اكتب بغير نية في النشر ثم لما قررت النشر جمعت قليلا مما كتبت سابقا و أضفت كثيرا .. و نشرت، يعني نشرت و عمري 21 سنة ..موجودة مقالات من عامين قبلها أو عام، مختلفة التواريخ .. لكن الأغلب كُتب قبل النشر بعام كون إجراءات النشر وحدها تطلبت ما يربو عن 6 أشهر
كيف يمكن لأي كتاب أن يكون مفيدا لقارئه (ماهي النقاط التي يجب أن يتوفرها)؟
-الحقيقة، الوعي ..الإلهام ..الحلول إن طرحت مشاكل .. أشياء من هذا القبيل
مارأيك في الساحة الأدبية العربية؟ ومالذي ينقص الساحة الأدبية الوطنية برأيك لتكون أكثر ابداعا؟
-صراحة لا اقرأ كثيرا للمحدثين من الكتاب، على أنني اعتقد ان البداية مبشرة في الآونة الأخيرة.. مثلا الدكتور أحمد خيري العمري ملهم بحق و الذي ينقص كل المجالات ليس فقط الأدب.. التشجيع.. التشجيع، أو على الأقل .. عدم التثبيط..، كما قيل هم يشجعون الفاشل حتى ينجح و نحن نثبط الناجح حتى يفشل
– في الصفحة 194 (تحية) ذكرتي التالي : “تحية لمن ضربوا عادات وتقاليد هذا العالم السخيفة، عرض الحائظ، تحيية للصادقين، المحلقين في السماء، الحالمين“، فما هي الكلمة الأخيرة التي توجهها صفية للحالمين بدخول مجال الكتابة؟
– أن يؤمنوا برسالتهم..أن يعملوا على اعطاء قيمة مضافة …
أن يكتبوا ليصل ما يؤمنون به و يعتبرونه حقّا .. للقراء
لا لأجل أغراض أخرى..
ألا يخافوا من تصحيح أخطائهم إن اكتشفوها ..
أن يتطوروا.. و يطورا من أنفسهم..
الا يدعوا الآخرين يثبطونهم ..
للأسف التشجيع عندنا قليل ..
ليعلموا أنهم لن يجدوا كثير المشجعين ..
و ليكن هذا دافعا لهم لتشجيع أنفسهم..
انصح نفسي كل هذا.. ثم هم ..
أن يكون قلمهم..
الهاما ..