يُقصد بـ ” الجيل – Generation ” التّكنولوجيا الّتي تستعملها شركة الاتّصال والأجهزة المحمولة. فَمُنذُ تقديم تكنولوجيا الجيل الأوّل للهاتف المحمول في بدايات عام 1980، تمّ إطلاق جيلٍ جديد تقريبًا كلّ عشر سنوات، بسُرعاتٍ وخصاصَ أفضَل من سابقه. وفي حينِ أنّ هاته المصطلحات تبدُو مجرّد ثرثرةٍ تكنولوجية بالنّسبة للشّخص العادي، إلاّ أنّ بعْضَها من المهمّ جدّا معرفتُه وفهمه ليَسهُل التّعامل معه في الحيَاة اليوميّة، فقد تودُّ شراء هاتفٍ محمول، أو معرفة الشّبكات المُتاحة أو الاشتراك في خدمة ما.
الجيل الأوّل: صوتٌ فقط
هل تتذكّرون تلكَ الهوَاتفَ ضخمَة الحجم؟ بدأت الهواتف الخلويّة بالجيلِ الأوّل في بدايات عام 1980. الجيلُ الأوّل (1G) اعتمدَ على تكنولوجيا تناظرية (Analog) وكانت الهواتفُ ذات بطّاريات ضعيفة، وجودة الصوت ضعيفةً أيضًا، كما أنّ الاتّصالات كانت غيرَ محميّة تقريبًا وتُعاني أحيانًا من انقطاعات. أقصَى سرعة لتكنولوجيا الجيل الأوّل بلغت 2.4Kbps.
الجيل الثّاني: SMS و MMS
حصَلت الهواتف الخلويّة على أوّل تحديثٍ هامّ لها بعد إطلاق الجيل الثّاني (2G) في عام 1991 على شبكاتGSM في فنلندا، وتمّ الانتقال من التكنولوجيا التناظرية إلى التّكنولوجيا الرّقمية (Digital) .قدّمت تكنولوجيا الجيل الثّاني تشفيرَ المُكالمات الصّوتية والنصّية، مع تقديم خدمات البيانات مثل الرّسائل القصيرة (SMS) ورسائل الوسائط المتعدّدة (MMS).
بالرّغم من أنّ العديد من التكنولوجيات الجديدة حلّت محلّ تكنولوجيا الجيل الثّاني إلاّ أنّها لا تزالُ مستعملة حولَ العالم. أقصى سرعة لشبكة الجيل الثّاني مع تكنولوجيا GPRS تصل إلى 50Kbps وتصل إلى 1Mbps مع تكنولوجيا EDGE.
الجيل 2.5 والجيل 2.75 : أخيرًا البيانات، لكن تدفّقٌ بطيء
قبلَ الإقدام على الخطوة المهمّة والانتقال إلى الجيلِ الثّالث، تمّ إطلاق الجيلَين غيرِ المعروفين تقريبًا 2.5 و 2.75 لملأ الثّغرة بينَ الجيل الثّاني والثّالث. قدّمَ الجيل 2.5 تقنية تحويلِ حُزم جديدة (Packet Switching) أكثَرَ فعاليّة من سابقتهَا، فيمَا قدّم الجيل 2.75 سعَةً (Capacity) مضاعفةً بثلاثِ مرّاتٍ تقريبًا، بدأ هذا الجيل مع تكنولوجيا EGDE في الولايات المتحدة الأميريكية على شبكات GSM (كانت شركة AT&T أوّل من بدأ بتطبيق هاته التكنولوجيا).
الجيل الثالث: بياناتٌ أكثر! مُكالمات فيديو وإنترنت الهواتف المحمولة
تمّ تقديم شبكاتِ الجيل الثّالث (3G) في عام 1998، فتحتِ الطّريق أمام سرعات تدفّق مضاعفة لنقل البيانات، فأصبح بالإمكان استعمال الهواتف المحمولة في مكالمات الفيديو والانترنت. مثلَ الجيل الثّاني، تطوّر الجيل الثالث إلى الجيل 3.5 وبعدَها إلى الجيل 3.75 بسبب إضافة العديد من الخصائص الجديدة تمهيدًا للجيل الرّابع. تمّ تقديرُ سرعة شبكات الجيل الثّالث لحوالي 2Mbps للأجهزة التي ليست في حالة حركة، وحوالي 384Kbps للأجهزة التي تكون في حالة حركة. تقدّر السرعة القصوى النّظرية لتكنولوجيا HSPA+ بحوالي 21.6Mbps.
الجيل الرّابع: الشّبكة الحاليّة
تمّ إطلاق الجيل الرّابع (4G) لشبكات الهاتف المحمول في عام 2008، يدعم الجيل الرّابع تصفُّحَ الويب باستعمال الأجهزة المحمولة مثل الجيل الثالث، غيرَ أنّه يدعمُ خدمات الألعاب، خدمات التلفزيون بدقة عالية للأجهزة المحمولة، المؤتمرات المرئيّة، المُشاهدة ثلاثية الأبعاد وغيرها من الخدمات التي تتطلّب تدفّقًا عاليّا.
تمّ التخلّص من بعض خصائص الجيلِ الثالث بعد تفعيلِ الجيل الرّابع مثل خاصيّة الانتشار الطّيفي (Spread Spectrum)، لكن تمّ إضافة خصائص جديدة لزيادة كميّة البيانات بفضل الهوائيّات الذكّية.
السرعة القُصوى لشبكة الجيل الرّابع تصل لـ 100Mbps للأجهزة في حالة حركة و 1Gbps للأجهزة السّاكنة نسبيّا أو في حالة حركة لكن بسرعة منخفضة.
الجيل الخامس: قريبًا
لم يتمّ إطلاقُ شبكة الجيل الخامس (5G) رسميًّا، لكن تعدُ هاته التّكنولوجيا بسرعاتِ تدفّقٍ أعلى وزمن استجابة أقلّ (Lower Latency) مع العديد من التّحسينات والتّحديثات الأخرى. شبكاتُ الجيل الخامس ستَستعمل تردّدات مختلفة عن الشبكات الأخرى من 30 حتى 300 جيجا هيرتز، وستدعم حتّى قرابة المليون جهاز متّصل في الكيلومتر المربّع الواحد.
تدقيق لغوي: هبة جحيش