هل العالم الذي نعرفه هو واحد فقط من العديد من البدائل الممكنة؟, من خلال ملاحظة العديد من الحلقات التي تتكرر خلال تاريخ الحياة على الأرض، استكشف عالم الأحياء وكبار الباحثين “Virginie Orgogozo” و “يونغ” أفضل عالمة عام 2014 ان هنالك مسارات أخرى كان بإمكان التطور اتخاذها
بعد عشرين عاما، أذكر بوضوح ما تعلمته كطالبة علم الأحياء. في ذلك الوقت يصعب التنبؤ بالتطور على كوكب الأرض. في المقابل وجود أي نوع معين” كان أو لازال” هو مجرد مسألة حظ ، بدا لي تعلم علم الأحياء واضحًا ولو أن الظروف اختلفت قليلا فقط كان من شأن الأرض أن تكون موطنا للمحيط الحيوي مختلفة جذريا ،في الواقع يبدو من المنطقي تماما أن نستنتج إن لم يضرب نيزكا قبل 65 مليون سنة، لما انقرضت واختفت الديناصورات ، ولن تكون أنت بدورك هنا تقرا المقال اليوم ، بغض النظر عن التنوع الهائل للكائنات الحية، كان علينا أن نقبل بأن المسار الذي تأخذه الحياة على هذه الأرض قد ارتبط ارتباطًا وثيقا ليس فقط بالظروف الأولية ولكن بكل التحولات والانعطافات من تاريخ لاحق.
إلى أي مدى كان الاختلاف سيغيرنا
بطبيعة الحال، إذا كان لنا أن نرجع الشريط للحياة على الأرض، وان نحدث تغيير طفيف في البداية ثم إعادة تشغيله من جديد، سوف لن تكون الكائنات الحية بالضبط نفس مما نراها اليوم. ولكن بدلا من التساؤل عما إذا كانت الحياة ستكون مختلفة، أعتقد أنه سيكون أكثر أهمية تحديد إلى أي مدى سيكون الاختلاف. بالطبع، نحن نعرف تاريخ واحد فقط للحياة، فكيف يمكننا أن نكون على يقين أن الظروف الأولية الأخرى قد أدت إلى تزايد كبير لأشكال مختلفة من الحياة؟ الفكرة التي أود أن أقترحها هي أننا لا نعرف كيف ستكون الحياة على الأرض مختلفة في ظل ظروف أخرى. من هذا المنظور أصبح من الممكن الآن إجراء تجارب وإبداء الملاحظات في محاولة لإلقاء بعض الضوء على هذه القضية المهمة.
تكشف النظرة المتأنية إلى ماضينا في مختلف الأوقات والأماكن، أن أشكال الحياة المماثلة قد تطورت بشكل مستقل, لذلك نرى مجموعة متنوعة من الحيوانات بيضاء اللون في المناطق الثلجية، او أشكال الجسم على شكل سمكة “في البيئات المائية, والجرابيات المنزلقة في أستراليا تشبه السناجب الطائرة في أمريكا. وعموما فإن الأرقام مثيرة للدهشة ف C4 الضوئي (مسار أيضي خاص يسمح للنباتات التعامل مع البيئات الجافة) موجود بشكل مستقل أكثر من 60 مرة ، وهكذا أيضا بالنسبة للفئران العمياء مع عيون ضامرة و كفوف محفورة ( أكثر من 45 و 20 مرة على التوالي)
مفارقة تكرار التطور
تظهر البيانات الجزيئية الحديثة أيضا أن التطور يعيد نفسه في الجينات والطفرات ، فقد لوحظ في اختبارات التطور التجريبية (حيث يسمح للكائنات بالتطور في بيئة مختارة وتعاد نفس التجربة عدة مرات)، وقد انتشرت نفس طفرات الحمض النووي داخل الكائنات. وعلاوة على ذلك، فان سبب التطور المتكرر من نفس الطابع في أنواع مختلفة يعود في كثير من الأحيان إلى الطفرات في الجين نفسه ، على سبيل المثال يرتبط التكيف مع الغذاء الغني بالنشا الذي بدوره نشأ عن تطور الزراعة مع طفرات في الجينات نفسها عند البشر والكلاب.
مع التقدم في علم الوراثة التطورية أصبح من الممكن الآن تحديد أي الجينات المتحولة أثناء التطور، فعلى سبيل المثال، ان النباتات المقاومة لمبيدات الأعشاب imidazolinone هي الأكثر احتمالا أن تكون لها طفرة في جين معين يعرف باسم ALS. تشير هذه الأمثلة وغيرها التي لا تعد ولا تحصى إلى أن تطور تاريخ الحياة لا يتوقف على الظروف الأولية كما اعتقدنا.
اذن كيف لهذه الظاهرة الناتجة عن العديد من العمليات العشوائية (الطفرات ،فرص التقاء البيوض و الحيوانات المنوية ، والخ… ) تكون قابلة للتوقع ، من خلال تجمع العمليات العشوائية يمكن ان تولد نتائج متوقعة، مع ان الطفرات التي تبقى في الاسلاف على المدى الطويل لا يمكن التنبؤ بها ، و لكن الطفرات المسؤولة عن التغيرات التطورية بين الانواع من الممكن ان تكون متوقعة ، يقوم علم الأحياء اليوم بالبحث في هذه المسائل ومن الممكن ان تتوفر بعض الاجابات قريبا .
المصدر : إضغط هنا