في ظل العالم التكنولوجي الذي يشهد تطورًا مستمرًا في تقنيات التعرُّف (Recognition)، نضيف الآن لوحة مفاتيح الحواسيب إلى وسائل المراقبة التي تستطيع أن تعرف تحديدًا من أنت. الحواسيب التي تتعقب عاداتكَ في الطباعة تستطيع أن تتوقع ما إذا كنت ذكرًا أم أنثى، بدقة تصل إلى 95.6 بالمئة، حسب دراسة حديثة أشرف عليها Digital Investigation.
إذا كان بإمكان الفيسبوك التعرف على وجهك، فلم لا ينبغي للوحة مفاتيحك التعرف على ضغطاتك لأزرارها؟
هي تقنية تسمى ديناميكيات المفاتيح (Keystroke dynamics)، والتي تقيس الإحصاءات الحيوية السلوكية (Behavioral Biometric)، والتي تعني ببساطة ”شيئًا ما تفعله”. تعمل بنفس مبدأ خاصية الفيسبوك للتعرف على الوجه، ولكن بدلًا من صنع قالب بناءً على صورك المعلقة، يتعقب البرنامج ضغطاتك على لوحة المفاتيح.
في كل مرة يقوم شخص ما بالضغط والكتابة على لوحة المفاتيح، عشرات الآلاف من الخاصيات تخزن وتشارك معلومات عن ماهية الشخص المستخدم. حيث تقاس أمور قد لم تدرك يومًا ما أنك كنت تقوم بها. كوقت الطيران (Flight time) مثلًا، فيتعقب الوقت بين إطلاقك للزر الأول وضغطك على الموالي. وقت الكمون (Dwell time)، ففي الوقت نفسه يتتبع طول مدة الضغط على الزر.
برامج الكمبيوتر مثل “TypingDNA” و”ID Control”، تتعقب عواملًا أخرى أيضًا، مثل كم مرّة ترتكب فيها الأخطاء أثناء الكتابة، كم عدد المرات التي تضغط فيها أزرار خاصة مثل (ALT, CTRL, وSHIFT) أو حتى كم مرة تحذف فيها الكلمات.
باستعمال برنامج يدعى “ISqueezeU”، أمضى مجموعة باحثين 10 أشهر يجمعون معلومات من 75 متطوعا. فوجدوا أن برنامج الحاسوب هذا توّقع جنس الكاتب بشكل دقيق في 78 بالمئة من الحالات. ووجد الوقت بين ضغط زر الـ”N” و الـ”O” ليكون الدليل الأكثر مساعدة، بالرغم من أن البرنامج لا يحدد أي الجنسين يستعمل هذه المفاتيح بشكل أسرع أو أكبر.
هذه التقنية وُجدت منذ الحرب العالمية الثانية، عندما أصبح من الواضح لأول مرة أنه توجد إمكانية التعرف على انتماء عاملي التيلغراف، ما إذا كانوا حلفاء أو أعداء، بناءً على طريقة كتابتهم لرسائل شيفرة المورس. توّسع ميدان الطب الشرعي الخاص بالقياسات الحيوية السلوكية ما وراء لوحة المفاتيح منذ طرحه في سبعينيات القرن الماضي، وأصبح يستعمل للتعرف على سمات شخصية مثل طريقة المشي، الصوت، التوقيع، بل وحتى كيفية استعمال شخص ما لفأرة الحاسوب.
يقول الباحثون أنهم يريدون توسيع حجم العينة الصغيرة المدروسة لتحديد ما إذا كان التعليم أو أي يد يستعملها المستخدم (handedness) يؤثر كذلك من ناحية أخرى على الدقة.
____________________
تَدقيق لُغَوي: طارق ناصر
المصدر: هنا