قد يبدو هذا غريبًا فعلا.. أن تذرف الدّموع وأنت مغمور بالسعادة ! لكنّ مجموعة من علماء النفس وجدوا السبب، حيث فسروا ذلك بأنّ دموع الفرح هي طريقة يسخدمها جسمنا لاستعادة «التوازن العاطفي -emotional equilibrium».
إذ يتم مواجهة المشاعر الإيجابية للغاية بمشاعر سلبية، هذا ليتمكن الأشخاص من استعادة طبيعتهم بشكل أفضل بعد تلك المشاعر القوية.
وتقول «أوريانا أراغون- Oriana Aragon» ، الكاتبة الرئيسية للتقرير الذي نشر في مجلة «Psychological Science» :” قد يستعيد الناس التوازن العاطفي بهذه التعبيرات، وتحدث هذه الأخيرة عندما يكون الناس غارقين في العواطف الإيجابية القوية، ويبدو أن الأشخاص الذين يقومون بذلك ينتعشون بشكل أفضل من تلك المشاعر القوية”.
قام علماء النفس من جامعة ييل باختبار لردود الأفعال العاطفية لسيناريوهات مختلفة، كلقاء السعيد أوالرضيع اللطيف، ووجدوا أن الأفراد الذين عبروا بردود أفعال سلبية على الأخبار الإيجابية تمكنوا من تخفيف مشاعرهم القوية بسرعة أكبر، كما وجدوا أيضًا أن الأشخاص الذين يُرجّح أن يبكوا عند تخرج أولادهم هم الأكثر احتمالًا أن يقرصوا خدي طفل لطيف.
واستشهدوا بأمثلة، أين واجه الناس تجربة إيجابية بعاطفة سلبية، بما في ذلك رُوّاد الحفلات الموسيقية وهم يصرخون في حالة رعب بعد حضور نجمهم المفضل، وفائزي اليانصيب الذين ينخرطون في البكاء، فعند الفوز يمكن للمرء أن يقيّم الحدث على أنّه شيء جيّد بشكل لا يصدق؛ ويشعر بأنه مغمور بالسعادة والابتسامة والبكاء.
وكان العلماء قبل بحث الدكتورة «أراغون» يعتقدون أنّ دموع الفرح تحدث بسبب المشاعر الكامنة من الحزن أو اليأس أو الخسارة، إلا أن الدكتورة فنّدت ذلك وعلّقت على نتائج بحثها وقالت:” وجدنا أنه، وبناءً على مقاييس واضحة وضمنية لكيفية شعور الناس، يمكن للناس أن يبكوا حتى بعد مشاعر إيجابية أيضا، وليس عن مشاعر سلبية فقط”.
وفي دراسات أخرى وجد علماء النفس، أن هناك بعض الأدلة على أن العكس صحيح أيضًا وأن المشاعر السلبية القوية قد تثير تعبيرات إيجابية، على سبيل المثال: يضحك الناس غالبًا عندما يكونون عصبيين أو يواجهون مواقف صعبة أو مخيفة، وقد يبتسمون في أوقات الحزن الشديد.
ومازالت الدكتورة «أراغون» تجري العديد من الأبحاث حول انفعالات الناس ومشاعرهم، وردود فعلهم اتجاه المواقف المختلفة.
تدقيق لغوي: زهير خساني