كلمة قَمل ليّست جديدةً بالنسبةِ للكثير منكُم، فالقملُ عبارةٌ عن حَشرات طُفيليّة صغيرة، تعيشُ على الطبقة المُتصلّبة لشعرِ الإنسان. نَجدُها في: الشَعرِ تحتَ الإبط، شَعر السَاق، شَعر الصَدر والبطن و الظهر، شَعر الوجه (اللحية والشارب)، وشَعر الرموش والحاجبين. لكن هل سَمعتم من قبل بقمل العانة؟!
على عكسِ قَمل شَعر الرأس، لا يعيشُ قملَ العانةِ في الشَعرة، بل ينتشرُ من خلال الاحتكاك الجَسديّ الحميميّ، و بالأخص الاتصال الجنسيّ.
الأعراض
يَستغرقُ اكتشاف وجود قَمل العانة عِدّة أسابيع، وتَشملُ الأعراضَ (لِكل من الرجلِ و المرأة) ما يأتي:
- الحكّة في الأماكن المُصابة
- التهابٌ و تهيّجٌ ناجمٌ عن الخَدش
- مسحوقٌ أسودٌ في ملابسكَ الداخلية
- بقعُ زرقاء أو بقعُ دمٍ صغيرةٍ في بَشرتِكَ (الفَخذين أو أسفلَ البَطن) ناجمةٌ عن لدغِ القَمل.
تُعتَبر الحَكّة من أكثرِ أعراض قَمل العانة شيوعاً، وهي ردّ فعل تَحسّسي للعاب القمل. وتزدادُ الحكّةَ سوءاً ليلاً، نَظراً لزيادة نشاط القَمل.
كيف يبدو قمل العانة؟
إن قملَ العانة البالغ صغيرٌ جدّاً ( طوله 2 ميليمتر) ومن الصعب رؤيته، و لونه أصفر رمادي أو أحمر غامق، و لديه ستّةَ أرجل. أحياناً يُطلقُ على قملَ العانةِ تَسمية ”سرطان البحر“ لأن اثنين من الأرجل الأمامية الكبيرة تبدو كما لو أنها مخالب سَرطان البَحر، فيستخدمُها القمل للتشبّث بالشُعيّرات. يضعُ القملَ بيضه (بلونٍ بُنّيّ شاحب) في أكياسٍ تُثبّتُ بإحكامٍ في الشعيراتِ. عِندما يَفقسُ البيضَ، يكون لون حويصلات البيض الفارغة أبيضٌ. بالرغمِ من صِغرِ قَمل العانة وصعوبة رؤيتهِ، فمن المُمكن رؤيتها في الطبقة المُتصلّبة من فروة الشعر، و في أي مكانٍ آخرٍ من جسمك (بِغضّ النظر عن شعر الرأس).
متى يجب التماس الإستشارة الطبية؟
إذا كُنتَ تعتقدُ أنهُ لديكَ قُمل العانة، عليك باستشارة طبيب عام، أو مُمرّض مُمارس. و في المقابل، يمكنك الذهاب إلى عيادة الصحة الجنسية، أو كما تُعرف أيضاً باسم عيادة الطبّ البولي التناسلي. يمكنك إيجادها في المستشفيات أو المراكز الصحية. عادةً ما يكون من السهلِ تشخيص قمل العانة عن طريق فحص المنطقة المُصابة. قد يستخدمُ الطبيبَ أو المُمرضة عدسة مكبرة، للبحثِ عن علامات لوجود القمل، مثل البيض، شاحبُ اللونَ أو القمل نفسه. اختبار الأمراض المنقولة جنسياً إذا كان لديك قملٌ، سببهُ الاتصال الجنسيّ، فمن الأفضل أن تخضع لفحصٍ مُختلف، لكون العدوى منقولة جنسياً. لا ينقلُ القملَ فيروس نقص المناعة أو غيرها من الأمراض، التي تنتقّل عن طريق الاتصال الجنسيّ، لكن عادةً ما يُوصى بالفحص كإجراء وقائي. كما يحتاج شركاؤك الجنسيون في الثلاثة أشهر الأخيرة لإجراء فحص ومعالجة مشاكل القمل. يُمكن للموظفين في العيادةِ أن يتصلوا بشخصٍ ما، نيابة عنك و دون الحاجة إلى الإفراج عن معلوماتك الشخصية.
ما سبب قمل العانة؟
إن نقص النظافة الشخصية لا علاقة له بقمل العانة. فهو ينتشرُ بسبب الاتصال الجسدي الحميمي مع شخصٍ مصاب. يزحف القمل من شعرة إلى أخرى، لكنه لا يطير أو يقفز. وهو يحتاجُ إلى دم الإنسان للبقاء على قيد الحياة. لذلك سوف يترك الجسم فقط للإنتقال من شخص إلى آخر. إن الطريقة الأكثر شيوعاً لإنتشار قمل العانة، هي الاتصال الجنسيّ، بما في ذلك الاتصال المَهبلي و الشَرجي و الجنس الفموي. كما إن استخدام الواقيات الذكرية و غيرها من وسائل منع الحمل لا تحميك من قمل العانة. و يمكن أن ينتشرَ قمل العانة بسبب الاحتكاكات الجسدية، مثل المعانقة والتقيبل. ومن الممكن أيضاً – على الرغم من ندرة الأمر – لقمل العانة أن ينتشر من خلال تقاسم الملابس والمناشف والفراش.
علاج قمل العانة
يُمكن مُعالجة قمل العانة في المنزل باستعمال كريم أو مُستحضر أو شامبو مُبيد للحشرات. يمكن أن ينصحك الصيدلاني بشأن العلاج الذي يجب أن تستخدمهُ وكيفيّة استخدامه. من المهم اتباع هذه النصيحة. تحتاج بعض العلاجات إلى أن تُطبّق على المنطقة المصابة فقط، لكن في بعض الأحيان، يحتاج الجسم كله إلى المعالجة، مع الحرص على تجنّب منطقة العينين. عادةً ما يُعاد العلاج بعد ثلاثة إلى سبعة أيامٍ. في المُقابل، إذا لم ينجح هذا الأمر، فقد تحتاج إلى علاجٍ آخر، وذلك بسبب مُقاومة القمل لبعض العلاجات. بإمكان الطبيب العام أو الصيدلاني أن يُقدّم النصح حول البدائل المُناسبة. لمنع نقل القمل، منَ المُستحسن الإتصال بأي شخصٍ كان لك معه احتكاك جسدي، حتى يتم فحصه – حتى وإن لم تكن عليه أية أعراض – و علاجه إن إستلزم الأمر ذلك. قد تتطلّب بعض الفئات، مثل الشباب دون سن (18) عاماً والنساء الحوامل أو المُرضعات، نوعاً معيناً من العلاج. لذا من الأفضل الرجوع دائماً إلى طبيبكَ العام، أو الصيدلي، للمزيد من النصائح حول هذا الموضوع.
الآثار الجانبية
قد تُسبّب المُبيدات الحشرية المُستخدمة لعلاج قمل العانة، تهيّجاً للجلد، كالحكة مثلاً، أو الإحمرار اللدغة أو الحرق. يجب عليك غسل المنطقة المُصابة من المبيد المطبق في حالة تهيّجها.
مُتابعة العلاج
قد يقتل العلاج القمل في البداية، لكن هذا لا يعني أن البيض قد دُمِرَ بالكامل، ممّا يعني، أنه من المُمّكن أن يفقس بيض القمل، وستبدأ دورة حياته من جديد. لذا فإن إعادة تطبيق العلاج بعد ثلاثة أو سبعة أيامٍ، سَيضمنُ القضاءَ على القملِ قبل بلوغه ووضعه للمزيد من البيض. تحقّق من عدم وجود القمل بعد أسبوعٍ من العلاج الثاني، أو عد إلى طبيبك العام أو المُمرّضة أو عيادة الصحة الجنسيّة كي يتحقّقوا من خلوّك من قمل العانة. إن العثور على قشور فارغة لبيض قملٍ ميّت، لا يدلّ على تفشيها في جسمك، فهي تبقى عالقة على الشعر حتى بعد العلاج. غسلُ الملابسَ والمناشفَ والأفرشةَ، اغسلُ الملابسَ والمناشفَ والأفرشةَ في الغسّالة. ينبغي أن يكون هذا باستعمال مياهٍ ساخنة (50C أو أعلى) لضمان قتل القمل ومنع الإصابة مرةً أخرى.
مضاعفات قمل العانة
في بعض الأحيان، يُمكن أن تؤدّي الإصابة بقمل العانة إلى مضاعفات ثانوية، كمشاكلٍ في الجِلد أو العين. فيُمكن أن يؤدّي المضاعفات قمل العانة في بعض الأحيان، يُمكن أن تؤدّي الإصابة بقمل العانة إلى مضاعفات ثانوية، كمشاكلٍ في الجِلد أو العين. فيُمكن أن يؤدّي الخدش إلى تهيّج جلدكَ، أو قد يؤدّي إلى عدوى كالقوباء (عدوى بكتيريّة جلدية) أو الدمامل (نتوئات تظهر على الجِلد). أمّا إذا أصاب قمل العانة رموشك، فيمكن أن تُعاني من عدوى في العين، كإلتهاب المُلتحمة و التهاب العين، التهاب الجفن. لذا اطلبَ المشورة الطبيّة، إذا كان لديكَ تهيّج جلدي شديد، أو التهاب العينين.
المصدر: هنا
تدقيق : عقيل الزيادي