يُنتج إدماننا على التكنولوجيا كميّاتٍ هائلة من المُخلّفات الإلكترونيّة (حوالي 45 مليونَ طنٍّ حسبَ تقريرٍ للأممِ المتّحدة). لنُقرّب مِقدار هذا العدد الهائل، فهو ما يقارب 4500 مرّةً من وزن بُرج إِيفِلْ. اِرتفاعُ المدخولات، انخفاضُ الأسعار، والطلبُ المُتَنامي على الأدوات والسّلع الكهربائيّة يُوحي لنا تَوقّعَ أنّ العدد سيُواصلُ في الازدياد، وهذا يُعتبر خبرًا جيدًا بالنسبة للشركات التقنيّة وخبرًا سيئًا بالنسبة للبيئة.
حاليًّا، يتم إعادة تدوير 20 بالمئة فقط من المُخلّفات. غيرَ أنّ طريقةً جديدةً نُشرت في صحيفة سْمُولْ-Small يُمكنها أن تجعل من عمليّة إعادة تدوير شرائح الهاتف (SIM cards) المُغلفة بالمعادن وإلكترونيّاتٍ أخرى، أسهلَ بكثير وأقلَّ تكلفة. التقنية تَستعمل المَوجات فوق الصوتيّة وطريقةً تُسمّى (التجويف-cavitation) — عندما يَتمّ ضخُّ الصوت خلال سائلٍ لإنتاج فُقاعات صغيرة.
أولًا، طبقةٌ لا بأس بها من مُؤثر سطحي (surfactant) رخيصٍ تُستعمل لتغليف شريحة الهاتف. يُعيد الفريق بعدها نفس العملية ولكن باستعمال مُؤثرٍ سطحيٍّ من نوع آخر قبلَ غطس الشريحة في الماء. يساعد المؤثر السطحي على خفض توتر السطح بين مركبين، إِذْ لمّا تُوضع الموجات فوق الصوتيّة مَوْضِعَ الاستعمال، يتمُ اِطلاق فُقاعاتٍ مِيكْرُوسْكُوبِيّة، رافعةً من الضغط والحرارة (التي يمكنها أن تصل حتى 4700 درجة مئوية)، ومُسبّبةً لانبعاثات صغيرة جدًا من جزيئات الذهب، تتطاير من شريحة الهاتف ويتم التقاطها في السوائل. لاحقًا، جزيئات الذهب يمكن جمعها وإعادة تدويرها.
الطرق المُستعملة حاليًّا لاستخراج المعادن تَستعمل مُذيبات ومُحرِقات سامّةٍ، ونتيجةً لذلك، تُطلَق في الجو مُركباتٌ مُؤذيةٌ وخطيرة. في المقابل، دَايْلْ هُوبَرْ Dale Huber من مُختبَرات سَانْدْيَا الوطنيّة في أَلْبُوكْوِيرْكْ بـ: نْيُو مِيكْسِيكُو، والذي عمل على هذا البحث، صرَّح أنّ هذه الطريقة الجديدة رخيصةُ التّكلفة، لديها تأثيرٌ ضئيلٌ جدًا على البيئة، ويمكنها المساعدة على عرقلة المُشكل المُتَنَامي المُتعلق بالمخلفات المعدنية في الأجهزة الالكترونيّة المهمَلة. في 2016، تمّ تقييم قيمة الذهب التي تمّ رَمْيها ببساطةٍ كمخلفاتٍ إلكترونيّة بأكثرَ من 20 مليار دولار. معادنُ ثمينةٌ أخرى مثل الفضة، النّحاس، البْلَاتِنْيُومْ والبَالَادْيُومْ يتم رميها أيضًا.
يَأمَل الباحثون أن تُساعد طريقتُهُم الجديدة هذه في الحدّ من مُخلفات المعادن الخامَة في المستقبل، وربما حتى تقليص الكميّة الحالية المتواجدة في مدافنِ النفايات. يُضيف هُوبْرْ في حواره مع Newscientist:”يمكن تطبيقها -أي الطريقة-لاستعادة بعضٍ من مُخلفات البَالَادْيُومْ المقدرة بقيمة 3.5 مليار دولار، وفي حين أن الأمر يتطلب مزيدًا من البحث، من المفروض أن تكون قابلةً للتطبيق على المعادن الأرضيّة النادرة، وهو الهدف التالي الذي سنبحث فيه بالتفصيل.”
تدقيق لغوي: زهير خساني
المصدر: هنا.