تُعتَبَرُ الثَّقافة الصِّحية عُنصرًا بَالغَ الأهميَّةِ في حَيَاة الفَردِ، ذَلكَ لِعَلاقتِها بالسُّلوكات الّتي يَتَعايشُ بِها الفرْد وما تُخَلِّفُه من آثارٍ صِحّية و اِضطِرَاباتٍ جَسَديّة و نَفسيَّة، خاصَّة وأنَّ مَفهوم الرِّياضة النِّسويّة يَختَلِف من مُجتمع لآخر تِبَعًا لاِختِلافِ الأَديَان والعَادات وأَساليب التَّنشِئَة الاِجتِمَاعيَّة للأفراد والتي تُلزِم المُجتمعَ بخُصوصِيَّتِه و مَفَاهِيمِه حَول المَرأة.
و تَتَجَلَّى صِحّة المرأة من خِلال النّشَاطَات التي تَقوم بِها في حَياتِها اليوميَّة، بمَا في ذَلِك الرِّياضة والغِذاء مُحاوِلةً الوُصول لحالةٍ نفسيةٍ سويَّة وِصحّة جَسديّة سَليمة
كَما تظهرت أهَميَّة الرِّياضة من خلال حماية صِحَّةِ الإنسان وخُلُوِّ جِسمه منَ الأمراض والضُّعف البدنيّ، الّذي يمنعُهُ ويُعيقه عن الإنجازِ بِكفاءةٍ وفاعِلية، الإنسانُ ككَائنٍ حيٍّ خُلِقَ ليكون نشيطاً وفعَّالاً وقادراً على الحركة والقيامِ بالأعمال اليوميَّة المُعتادة وغيرِ المُعتادة، وقد لازَمت الرِّياضة منذ أقدَمِ العُصور وكان لكلِّ حركةٍ منها هدفٌ يتعلقُ بحياته أو سُبُل عيشه، ففي الحياة البدائيَّة كان عليه أن يكونض قوياً، قادراً، مرناً وسريعاً ليتعايش مع الحيوانات الضارَّة ليُؤمِّنَ غِذاءه عن طريق الصّيد ثُم تَوَفَّرَ للإنسان بعضُ الوقت والإمكانات فبدأت عمليّة الاختراع والابتكار وبمُرور الزَّمن أصبح الإنسانُ يتمتَّع بوقتٍ بعد انتهائه من الأعمال الضّروريَّة التي تُحتِّمها طريقة حياته ونِظام عيشهِ فبدأ يُطارد الحيوانات ويُقلِّد الطيور، ويتحرك على نغمات الطّبول في رقصاتٍ حول النّار للتَّعبير عن انفعالاته المُتعددة مثل الفرح والحزن والدعاء والشكر، وهكذا بدأت الرّياضة في حياة الإنسان فالرّياضة تهتمُّ بسلوك الإنسان في وقتِ فراغه، بعدها تَعقَّدت الحياة وتطوَّرت وانتشَرت الحضارة وسيْطرت على حياة الإنسان فقلَّت حركته وضَعُفت قَّوته(سلوى مرتضى ومحمد مروان عرفات، 2011، ص 13)
ظهرت حالة من الرُّكود و عدمِ فهم الجانب الإنسانيّ للفرد ممَّا جعل العُلماء في شتَّى الميادين و بالأخَصّ ميدان علم النّفس لفهم الظواهر السلوكية و الحاجات النفسيَّة التي تعتري الأفراد، إنّ هذه الحالة انتشرت بشكل كبير جداً وسُمِّيت في الغرب “Hopo Kunetic condition ” وهي حالة قلّة أو انعدام الحركة وهذه الحالة تؤدِّي الى حُدوث أمراض كالترهُّلات والكسل الّتي خيَّمت علَى حياة الإنسانِ المُعاصِر وكذلَك حدوث أمراضَ عُضوية مثلَ أمراض القلب و الأوعية الدَّمويَّة و أمراض آلام أسفل الظّهر ومرض السُّكري والسُّمنة وغيرها.
إنَّ مُمارسةَ النَّشاطِ الرِّياضي لا يَشمل جِنسًا مُعينًا و إنَّمَا مُختلف الأجناس بِما فيها الجنس الأُنثوِي و الَّتي باتت الرِّياضة أمرًا مُهِمًا في البحثِ عن اللَّياقة البَدنيَّة و الرَّاحة النفسيَّة، ولم تكُنْ الرِّياضة النَّسَويَّة العربيَّة وَليدةَ الصُّدفة بلْ شَهِدَ لها التَّاريخ وخَطَّ لها صفحاتٍ واسِعة ، إذْ أنَّ الرِّياضيَّاتِ العَربيَّات وعلى مَرَّ السِّنين أثبَتنَ جَدارتهُنَّ ومَقدِرَتهنَّ على مُواكبةِ التطوُّراتِ الرَّياضيَّة وخَوْضِ غِمَار المُنافسة في مُعظم الألعابِ الرَّياضيَّة (سلوى مرتضى ومحمد مروان عرفات، 2011، ص 14)
وعلى إثرِ ذلك تَكوَّنت فِرقٌ وأندِيةٌ ومُنتخباتٌ للنِّساء واشترَكت في المَحافِل الوطنيَّة والدُّولية والدَليلُ على ذلك البطلة ( سليمة سواكري ) الَّتي حازَت على اللَّقبِ العالمي في الجيدو و البطلة ( حسيبة بولمرقة ) الَّتي هي الأُخرى بطلة رياضيَّة علَى المُستوَييْن العالمي والأوليمبي فهي أول امرأة عربيَّة تَفوز بِلَقب عالميّ عندما حقَّقَت المركزَ الأوَّل في سِباق 1500م، وغيرها من النَّساء الجزائريَّات الَّلاتي كان لهُنَّ دورٌ عالميّ في المُمارسة الرِّياضيَّة النَّسَويَّة و ما حقَّقَتهُ من نَجاحات على مُختلف الأصعِدة المَيْدانية والحياتيَّة بِما في ذلك الصِّحة الجسديَّة و النفسيَّة والَّتي كانت نتيجةَ ثَقافاتٍ صحيَّة امْتزَجت بمُمارسات رِياضيَّة أكَّدَت على العَلاقة التَّكامُلية بينَ الرِّياضةِ والصِّحة.مفاهيم البحث
الثَّقافة الصِّحية : قبلَ تَعريفِ الثَّقافة الصِّحية، نُعطي أوّلًا مفهومًا للشَّقين ” الثَّقافة والصّحة “:
الثقافة
إنَّ الثَّقافةَ ليست مفهومًا جامدًا بل هي عمليَّة تحوُّل وتطوُّر مُستمر، لأن الإنسان يسعَى دائمًا إلى الارتِقاء بذاته ليُصبح أكثر تحضرًا وأكثر كمالًا وأكثر جاذبية وأكثر تفاعلًا مع الحياة ولهذا دورٌ كبيرٌ في ثقافة الإنسان وربما كان هذا المصدر الطابِعَ المميِّز للثَّقافات المُختلفة لذلك تُعرف الثَّقافة على أنَّها مُختلف المعارف والعُلوم والفُنون التي تطلب الفِطنة فيها، وترمُز الى تلك الأفكار والابتكارات المتعلقة بالدّين والصّحة والفن و العُلوم. (راجحي صابر، 2012، ص 11)
كما تُعرَف على أنّها: ذلكَ النّسيج الكُلِّي المُعقَّد من الأفكار والمُعتقداتِ التي تُساهم في تطويرِ التَّفكير والعمل و أنماطٍ للسُّلوك وكل مايُبنى عليها من تَجديداتٍ أو ابتكارات أو وسائل في حياة الإنسان مما يُنشئ في ظلِّه كلَّ عضوٍ من أعضاءِ الجماعة الإنسانيَّة. ( محسن محمد حمص، ص 55)
الصحة : حسب مُعجم لاروس الكبير (1996) على أنّها “حالة فردٍ ما تقوم عضويَّته بوظائفها بشكل عادي “، وساهمت العديد من المؤسّسات و المنظّمات العالميّة المعنيّة بظاهرة الصحة في تقديم مفاهيم لها وتأتي منظّمة الصّحة العالميّة في مُقدمة تلك المُنظمات حيث عَرَّفت الصحة بأنّها :” حالة الاكتمال الجسمي و العقلي و الاجتماعي ، وهي لاتعني مُجرد الخُلُوِّ من المرض ” ( كمال بوغديري ، 2017، ص 493 )
الثّقافة الصّحية : هي مجموع العُلوم والمعارف والمعلومات عن السّلوكات الصّحية المُختلفة الّتي يتعلّمها الفرد من خلال اطِّلاعه أو خِبرته الخاصّة سواء بالمشاهدة أو الممارسة أو القراءة.( صابر راجحي، 2012، ص 11)
الصّحة النفسية : تُعرف على أنّها حالةٌ من العافية التي تسمح للفرد بتحقيق قُدراته والتَّعاطي مع ضغوط الحياة اليوميّة.(فيكرام باتل، 2008، ص2)
المرأة : المَرأة أو الإمرأة هي الأنثى البالغة، كما الرّجل هو ذكر الإنسان البالغ، وتُستخدم الكلمة لتمييز الفرق الحيوي (البيولوجي) بين أفراد الجنسين أو للتّمييز بين الدور الاجتماعي للمرأة والرجل في الثّقافات المُختلفة(حنان ياجوري، 2002، ص84 )
منْ خلال هذِه المفاهيم يُمكن القولُ بأنَّ الثقافَة الصّحية عند المرأة هي مُجملُ المعلومَات الّتي تكتسِبها المَرأة حول سُلوكاتها السَّليمة، حيثُ أنَّ هذه الثّقافة الصّحية تُساعدها على تجنُّب كلِّ ما يُهدِّد كيانَها الجسدي و النّفسي والصّحي.
الرّياضة و المرأة
أحدَثَ التطوُّر في المواقف والاعتقَادات تحوُّلاً في الأسباب والظُّروف التي كان يتوقّف عليها اشتِراك النِّساء في الرِّياضة ففي مُعظم دُول العالم سَجَّلت الرّياضة نُموَّاً وتطوُّراً بفضل ظُهور الثّقافة والَّنشر، ومن المعروف أنَّ مُمارسة النَّشاط الرّياضي لايَقتصر على مجموعة مُعيَّنة من الأفراد أو جنسٍ من الأجناس وأصبحت الرّياضة حاجةً مُلِحَّةً ونوعًا من أنواع العلاج والتّأهيل خُصوصًا عند المرأة لتكوينها الفسيولوجي ودورها الاجتماعي فإنَّ المرأة اليومَ أصبَحت تُنافس الرِّجال في مُمارسة الأنشِطة البدنيَّة إضافةً إلى حاجتِها الماسَّة للمُمارسة بهدف الحفاظ على صحّتها ورشاقتها وحتّى حالتها النّفسيَّة والانفعاليّة والاجتماعيّة.َ
بَيَّنت الدِّراسات العلميَّة أن آلام الدّورة الشّهرية عند الفتيات اللاتي لايُمارسن أيّ رياضة تزدادُ بنسبة الضِّعف عنها عند البنات اللاتي يُمارسن الرّياضة، يُضاف إلى ذلك أن لارياضةَ لها تأثيرٌ كبيرٌ لجَمالِ الجِسم واتَّساقِ القَوَام عند المَرأة، ومن تأثيره المُباشر على حالتها النَّفسيّة و سعادتِها نتيجة مُمارستها للرّياضة، وأنَّ عدم مُمارسة المرأة للرّياضة غالبًا ما يُؤدّي إلى السُّمنة، خاصَّة إذا ماكانت مع الحمل فذلك يجعلُ المرأة تتعرَّضُ لأمراض ضغط دم الحامل و مرض السُّكري و النَّزيف ( منال محمد رمضان، ص 7 )
كما بيّنت الدِّراسات النّفسية تأثير المُمارسة الرّياضية على الجانِب النّفسي للمرأة حيثُ تَلعب دورًا هامًّا في بِناء الشّخصية النّاضجة و تحقيق التّوافق النّفسي من خِلال تَحرير الكَبْتِ والانعِزَال اللّذان يتحولان مع مُرور الزَّمن إلى مرضٍ نفسي، كما أنَّ الرّياضة لها دورٌ كبيرٌ في عمليّة الشُّعور بالرَّاحة النَّفسية من خِلال التَّعبير والتَّنفيس عن الانفِعالات التي تُعاني منها المرأة ( حمزة وداني، 2011، ص 19 )
يُمكن القولُ أنّ الرّياضة كانت ولاتَزالُ أداةً للارتِقَاء بالصّحة، خاصَّة إذا ما تعلَّق الأمر بالمرأة التي تُعتبر لَبِنَةَ المُجتمع وعلى أساسِها تَتِمُّ تربية الأجيال الصّاعدة، فإذا ماكانت المرأة تَكتسي ثَقافةً صحيّة جيّدة حول استراتيجيّات السُّلوك الصّحي و المُمارسة الرّياضية فهذا سيجعلُها تُربّي جيلاً تربيةً صحيَّة تُحافظُ على الرّياضة كسُلوك صحّي ومُجتمعٍ سليم.
أغراض الممارسة الرّياضية
يُؤكد كلارك على ثلاثة أغراضَ أساسيّة وتتمثَّل في:
- اللَّيَاقة البَدنيَّة
- الكِفاية الاجتماعيّة
- الكِفاية الثّقافيّة
ويُشير غَرضُ “كلارك” الخاص باللَّياقة البدنيّة إلى الحالة التي يكونُ فيها الفرد قد اكتسَب قوّة تحمُّلٍ كبيرة وأصبحَ يستطيع العمل على أساسٍ يتساوى مع طاقته الشّخصيّة، في حينِ يهتمُ الغرض الاجتماعي بتكييف الشّخص تَكييفًا مُناسبًا لحياة الجَماعة فَعن طريقِ مُختلف النّشاطات الرّياضية التي تُدارُ تحت قِيادة مُؤَهَّلة يكتسبُ الفرد صفاتًا كالتعاون، احترام الآخرين، الولاء والخُلق الرياضي، أما الغرض الخاص بالثّقافة فهو يَرمي إلى تنمية فهم أشكال وتقديرٍ أعمقَ للبيئة المحليّة و العالمِ أَجْمَع، و قام كلارك بِوَضعِ قائمةٍ مُقترحة لأغراض الُممارسة الرّياضية للبنات وشَمَلت هذه القائمة: اللّياقة البدنيّة، الجَمَال، المَظهر الشّخصي، العَلاقة الإنسانيَّة و المَهارات التَّرويحيّة والتّقدير وحُبُّ هذه المهارات.
أمَّا أروين فقد حَدَّدَ أغراضَ الرّياضة في خمسِ نِقاط:
- الغَرض الجسماني
- الغرض الاجتماعي
- الغرض الانفعالي
- الغَرض الترويحي
- الغرض الذِّهني ( صالح ربوح، 2012، ص75)
من خِلال هذه العَناصر و الأغراض يَتَّضِحُ أنَّ مُمارسة الأنشِطة الرّياضية تَعمَل كوِحدةٍ واحدةٍ وتُكمِّل عملَ بعضها البعض، وتُعتبر أيضا جَوهرَ العمليّة الصِّحية فبِدونِها لايُمكننا من تنمية وتطوير الجوانب المُتعلّقة بالشّخصية الرّياضية فلذلك يَلزَمُ الاهتِمام بِها واعطائُها الكافيَ من العناية والحِرص، قَصْدَ تحقيق عمليّة التّفاعل الاجتماعي وهذا قصدَ الوُصول للأهداف المرجوَّة منها باكتساب الفرد للقِيَم والاتّجاهات التي تفرضُها القيم الاجتماعيّة.
دوافع المرأة لمُمارسة النّشاط الرّياضي
إنَّ الاشتِراك في النّشاط الرّياضي يَجبُ أنْ يكُون اختيارياً ليُساعد على اكتشاف المرأة لذاتِها و على تنمية التّعبير الحُر الخَلَّاق والرّغبة في المعرفة والابتكار والسّعادة الشّخصيّة.
ومهما كان نوعُ النّشاط المُمَارَس فإنَّه يعتمد أساساً على مُمَارسته على الدّافع، فإذَا كان الدّافعُ هو السّعادة الشّخصيّة وكان غَرَضُ النّشاط في ذاته نشاط ترويحي أمَّا الفوائد الجانبيّة كالصّحة واللّياقة البدنيّة والتعرُّف على أصدقاءَ جُدُد وتعلُّم حقَائق ومفاهيم جديدة فَتأتي مُصاحبةً للنّشاط ونتيجةً للمُمارسة (عبد الحميد سلامة، 1986، ص 83 )
وأيًّا كانت الآراء فهُناك وقتٌ تكون فيه المرأةُ أقلَّ تحمُّلاً للمسؤوليّة وقد عُرِفَ هذا الوقت على أنّه الوقت الحر أو وقت فراغها وهو ذلك الوقت الذي تفعلُ فيه المرأة ما يَحلو لها.
وأنَّ أهمَّ الدّوافع لمُمارسة النّشاط الرّياضي حسب رأي بريتيل:
- الحاجة إلى التّعبير والابتِكار .
- الحاجة إلى الانتماء.
- الحاجة إلى المُنافسة .
- الحاجة إلى الحركة والنّشاط.
- الحاجة إلى الشُّعور بالأهميَّة.
- الحاجة إلى مُمارسة خَبَراتٍ جديدة والشُّعور بالسّعادة (كمال درويش وأمين الخولي، 1990، ص 210)
يَتَّضحُ من خِلال عرضِنا للدّوافع التي تَبعث المرأة لمُمارسة الرّياضة، أنَّ هُناك عواملَ شخصيّة تجعل المرأة تبحث عن التميّز و إظهار صورة الأنثى بطريقةٍ مُثلى و تجعلُها تبحث عن ابراز دورها في مجال اللّياقة البدنيّة والجمال الجسدي، و السّعي للحصول على درجاتٍ من الاهتمام سواء على المُستوى الاجتماعي أو الأُسَري.
الثّقافة الصّحية وعلاقتها بصحّة المرأة
تُبيّن الدّراسات في عِلم النّفس و الانثروبولوحيا أنَّ للثّقافة دورٌ هامٌ في تحديد النّاس لدلالاتٍ الصّحة والمرض وأساليب التّعامل معهما و تدُّل الكثير من المرجعيّات على أنه كُلّما كانت الثّقافة بِدائيّة ومُتخلِّفة كلّما كانت أساليب تشخيص المرض وتحديد أسبابِه و طُرق التّعامل معه مُتخلّفة، الأمرُ الذي يَنْتُج عنهُ تدنّي المُستوى الصّحي لأفراد المُجتمع، فأساليبُ الوِقاية مُرتبطة بثقافة المُجتمع من عادات وتقاليد وأعراف وقِيم تنتقلُ من جيلٍ لآخر وتُؤثر في سُلوك ومواقف واتِّجاهات النّاس في التّعامل مع الصّحة والمرض، حيثُ يكون لها انعكاساتها على الوضع الصّحي للفرد والجماعة، وبِما أنَّ المرأة تُعتبر لَبِنَةَ المُجتمع وهي العضو الأساسي لبِناء الأُسرة فهذا يجعلها تتبنّى الدّور التّربوي للأُسرة، لذلك فإنَّ دور المرأة في توصيل مفهوم الصّحة للأجيال هذا يتطلب اكتسابها لمفهوم السّلوكات الصّحية و ثقافتها العلميّة حول الصّحة و ماتَستَوجِبُه.
ويُشير ريس Risse أنَّ الصّحة والمرض مفهومان مُرتبطان بموضوعاتَ مِثل القيم الثّقافية والبِناء الاجتماعي (كمال بوغديري، 2017، ص 498 ).
كما يرى فوستر Foster أنَّ الصّحة و المرض ظواهرُ ثقافيّة مثلَ ما هي ظواهرّ بيولوجيّة وأنّنا إذا أردنا دِراسة المُمارسات العِلاجيّة الموجودة في نِطاق المُجتمعات التّقليدية، لا بُدَّ أن ندرُسَها في إطار الثّقافة كما أنَّ الصّحة وأساليب التّعبير عن الألم لهُما مفهومٌ نسبي يختلف من ثقافةٍ لأُخرى فهي التي تُحدِّد للفردِ تقييمه وتصوُّره لحالته المرضيَّة ورُدود أفعاله وأساليب عِلاجه، وبهذا فالثّقافة الصّحية تُوفّر إجابات جاهزة لكثير من مظاهر السّلوكات الصحيّة التي تُحافظ على الصّحة الجسديّة و النّفسيّة، و بما أنَّ المرأة هي عنصرٌ فعّال في بناء الأجيال فهي المسؤولة الأولى على نشر الوعي الصّحي من خلال النّشاطات الصّحية التي نجدُ من خِلالها الرّياضة التي تُعتبر سُلوك صحّي.
وبما أنَّ المرأة هي الأُنوثة التي لايمكن إرجاعُها على أنّها وليدة التّكوين البيولوجي فحسب بل هي عِبارة عن نواةٌ مركزية تتألَّف من عناصر بيولوجيّة وفسيولوجيّة، وتشريحيّة وسيكولوجيّة، وإذا كان في وُسعِنا أنْ ننظُر إلى العناصر العُضويّة نِسبيًا باعتبارها عناصر ثابتة فإننا سنجد أنّ العناصر السيكولوجيّة تختلف باختلاف الأفراد وذلك بحسب نوع العمليّات الباطِنة التي تتحقَّق لدى المرأة، ومدى تأثير البيئة على سُلوكها و طريقتها في الاستجابة للمؤثّرات الاجتماعيَّة. (زكريا ابراهيم، ص 21 )
يُمثِّل الجانب النَّفسي للمرأة دافعًا قويًا لمُمارسة الرّياضة لدى المرأة التي تبحثُ عن تحقيق المُقوِّمات الأوليَّة لنُمُوِّ الذَّات والشُّعور بضرورة المُساواة، ورغبتِها في الاتِّصال بباقي أفراد المُجتمع والتَّعامُل معهم، إذْ أنَّ الرّياضة النَّسَوِيَّة تسمح لها بالتعامل مع فِئات مُختلفة و أنشِطة رياضيَّة مُتنوعة التي تُساعدها على زرع روح التحدّي.
كما أنَّ حُبَّ الظُّهور و الحاجة إلى الانتماء وثبات الذّات والوجود من أبرز الدّوافع النّفسيّة للتّخلُّص من الوَحدة التي قد تعيشها المرأة وسط ظروف تجعلها تُعاني من انفعالات وضغوط تُوجّهُها لمُمارسة الرِّياضة كأداةٍ للتَّفريغ والتَّنفيس (ناجية دايلي، 2013، ص 144)
تَحتاج المرأة في ظلِّ المُتغيِّرات الكبيرة التي يشهدها العالم إلى عِناية صِحيّة خاصّة بسبب اختلاف تكوينها الجسدي والنَّفسي خصوصًا وأنَّ العديد من التقارير والأبحاث قد أشارت إلى أنَّ المرأة بشكل عامٍّ تمُرُّ بالعديد من التغيّرات الحيويّة المختلفة التي تحتاج إلى رعاية واهتمام خاص لأنّ نشاط وحيويّة وقوّة المرأة ستتأثّر بعوامل كثيرة مثل الهرمونات الأُنثويّة والعادات الغذائيّة والنّشاط الحركي، حيثُ أنَّ بعض النِّساء تحاولن أن تصبحن جزءًا من واجهة الواقع فالمرأة المُثقَّفة لاترضى بأن تكون ذات تأثيرٍ باهتٍ بل تسعى لتُلوِّن حياتها ومُجتمعها بأجمل صورة، كما أنَّ المرأة تسعى جاهدةً لرفع مستوى الثّقافة الصحيَّة التي تَعتبِرها وسيلةً تُساعد على العيش بحياة صحيّة وتُساهم في الوقاية من التعرّض للأمراض بجميع أنواعها، فعندما يكون هُناك تثقيف صحّي ومعرفة أهميَّة النّشاط الرّياضي فهذا يُساعد ويُحافظ الأفراد على صحّتهم مما ينعكس إيجابيًّا على المُجتمع كاملاً ويُقلّل من انتشار الأمراض، وبالتّالي يزداد الوعي نحو مؤشّرات الصحّة والذي تكون فيه المرأة عُضوًا رئيسًا لتربية الأطفال و تنشِئتهم بطريقةٍ سليمةٍ وصحيّة.
وتُعَدُّ الثّقافة الصحيّة عمليّة مستمرّة مبنيّة على مجموعةٍ من المعارف الأساسيّة والتي تَهدِفُ المرأة من خلالها إلى تغيير سُلوكها وسُلوك الأطفال وجعلهم أكثر اهتماماً بصحَّتهم عن طريق اتَّباع أُسلوبٍ مُعَيَّن في توجيه المعلومات الصحيّة التي تتبنّاها وتُولِّدها في تربية أطفالها مهما كانت أعمارهم، لذلك تُعدُّ الثَّقافة الصحيّة جزءًا مُهمّاً وأساسيًّا من أجزاء العلاج المُستخدَم في الحدِّ من التَّأثيرات السّلبيّة النّاتجة عن الإصابة بالأمراض التي من الإمكان تجنُّبها من خلال اكتساب مفاهيم صحيّة ( سلوى مرتضى ومحمد مروان عرفات، 2011، ص 134 )
من خِلال هذا الطّرح النّظري حول دور الثّقافة في صحّة المرأة يظهرُ جليًّا أنَّ له دورًا كبيرًا في المجال الصّحي سواء الجسدي أو النفسي، ذلك أنَّ المرأة ذات مُستوى عالٍ من الثّقافة تَعِي جيِّدًا كيفيات المُحافظة على الصّحة من خلال اطِّلاعها على الدّراسات و العُلوم المرئيّة التي تجعلها واعيةً بآخر مُستَجَدَّات العِلم و ما تَتَطلَّبُهُ صحّةُ الإنسان.
دور الرّياضة في الصحّة النفسيّة عند المرأة
لقد شَغَلَت الرّياضة أذهان العديد من علماء النّفس والمفكَّرين فقد ناقش البعض وحدّد نظريّاته بالتخلّص من الطّاقة الزّائدة واتّفق آخرون على أنّه شحنٌ للطاقة ثمّ شَرَحَ بعض علماء النّفس الرِّياضي من وُجهة نظر أُخرى على أنّها الحاجةُ الى الاسترخاء وكانت هُناك وُجهة نظرٍ تقول أنَّ الثقافة تنبثِقُ وتنشأُ في شكل الرّياضة.
إذن فعُنصر الرّياضة يختبأُ كُلِياً وراء الظّواهر الثّقافية وبمُرور الوقت وبِتَقَدُّمِ الحضارات فإنَّ الرّياضة النَّسويّة تُؤكِّد نفسها وبقُوَّةٍ كبيرة غامِرة للفرد والجماعة في حالةٍ من الانفعال العاطفي الهائل يظهرُ كنتيجةٍ لمُمارستها فمثلاً يُمكن للعبة الشّطرنج أنْ تستحوِذ وتُبهَرَ المُتفرِّج عِلمًا أنَّ لا علاقةَ لها بنُمو وازدهار الثّقافة ولكن بمُجرَّد وضوح ( إنّ اللعبة جميلة ) تِبعاً لقيمتها الثّقافية فإنَّ لها من الِقيم الجماعيّة التي لايمكن الاستغناء عنها ومن المُمكن أنَّ للميزات البدنيّة والعقليّة و الأخلاقيّة والوُجدانيّة للرّياضة النّسَويّة أنْ ترفع من قيمته إلى المُستوى الثّقافي كما في كرة القدم، وكذلك المِهرجانات والاحتفالات الشّعبيّة إحدى الوُجوه الثّقافية فحاجةُ المرأة للرّياضة النّسويَّة حاجةٌ إنسانيَّة ولها أهميّتها وهدفُها الأساسي هي السّعادة التي يَنشُدُها كلُّ فرد مهما اختلف في الجنس والعقيدة واللّون فهي النّتيجة الجانبيّة لحياةٍ تتّسِمُ بالاتِّزان فلهُ مكانةٌ متميّزة في جعل الحياة مُتّزنة ما بين العمل والرّاحة فتكتمل الحياة في معناها وتزداد في رَوْنَقِهَا بالرّياضة النَّسَوِيَّة فتُصبح أكثرَ إشراقاً وأكثرَ بهجةً. ( تهاني عبد السلام محمد، 2000، ص 92-93)
وتُؤكد الدّراسات و الأبحاث على أنَّ للرّياضة تأثيرٌ كبير في الجوانب الجسديّة والنفسيّة للمرأة حيثُ أنَّ هُناك قِوى مُؤثِّرة دافعة لمُعظم النّساء تتمثّل في البحث عن السّعادة والسّعي إليها وحُبُّ المُخاطرة والرّغبة في الوُصول إلى هدفٍ ما والرّياضة تُوفّر فُرصًا لاحصرَ لها لمُقابلة هذه الرّغبات.
وترتبط السّعادة دائمًا في التحدّي والإصرار لعملِ شيءٍ ما أو للوُصول لهدفٍ ما فالأمل والمَرَحُ علاجٌ لأمراض العصر كالملل والقلق، فالمللُ يُسبّب أمراض كثيرة كالتي تُسبّبها الضّغوط النّفسيّة والتّعب، ويمكن أنْ ينتُج الملل من عدم التّنوُّع أو التّجديد في العمل أو أداء أعمال لاتتَّفق مع الرّغبات والاهتمامات والاستعدادات التي تتميّز بها النّساء، وفي الملل يَقِلُّ الطّموح والرّغبة والاهتمام والإبداع والابتكار ويَنتُج عن ذلك كلُّه التّعب ولايُعالَج إلّا بمُمارسة نشاط تشعُر المرأة فيه برغبة لمُمارسته.
كذلك الشّعور بسعادةٍ وراحةٍ نفسيّة لمُجرّد الاستعداد الذّهني لمُمارسة ذلك النّشاط الهادِف البَنَّاء، إذَن فالرّياضة صَمَّامُ الأمان الواقي من المَلل والضِّيق والتي من خلاله تنطلقُ طاقات المرأة وتظهر مواهبها وتنمو معلوماتها ويتغيّر ويتطوّر سُلوكها في اتّجاه طيّب وهذا هو هدف الثّقافة الرّياضية وهذه السّعادة التي تَمنَحُها الرّياضة للمرأة من خلال استخدام القُدُرات العقليّة في الشّطرنج، ومُمارسة خَبَرات عاطفيّة مثلَ الرُّدود العاطفيّة عند مُمارسة الألعاب الجماعيّة مثلًا وكذلك التّمتُّع بالجَمَال مَثَلًا عِند تَناسُق وايقاع حركات الرّياضة المُتعلِّقة برياضة الرّقص حيثُ تدعو الحركات الرّشيقة إلى الشُّعور بالسّعادة أو عند الاسترخاء كما في تمارين ( اليوغا ) فالإنجاز الشّخصي الذي يَنْتُجُ من خِلال مُمارسة الرّياضة يُؤدّي للاستقرار والسّعادة الشّخصيّة بمُستوى جيّد عند المرأة (مأمون صالح، 2008، ص 97)
يتبيَّن لنا أنَّ الرّياضة النَّسَويَّة تُعتَبر مُؤشِّر أوّلي للحِفاظ على الصحّة عامةً وتحقيق الرّاحة النّفسيّة خاصّة، ذلك ما يظهَرُ لدى النّساء اللّواتي يُمارسن نشاطاتٍ رياضيّة كالسّباحة و دورِها في تفريغ الشّحنات السّلبيّة وغيرها من النّشاطات الرّياضيّة لدى النّساء.
اقتراحات الاخصائيين النفسانيين في ميدان رياضة المرأة
ونحن كأخصائيّين نفسانيّين وكمُهتمّين بالقطاع الصّحّي والنّفسي، ومن خِلال بحثنا هذا نُدرج بعض الاقتراحات الأساسيّة والتي تُساهم في تربية الرّوح الرّياضيّة :
- الرّياضة أسلوب حياة : ينبغي على المرأة مُمارسة الرياضة وإنْ لم تكن رياضيّة فالرّياضة في مفهومها الأَشمَل أُسلوبُ حياة ونِبراس أخلاقي، وحافزٍ لبناء الذّات ووسيلة للمُشاركة والتّواصل مع الآخر.
- مُمارسة الرّياضة أيًّا كان نوعها : رياضة بدنيّة تمنح جسد المرأة قوّة ومُرونة، رياضة عقليّة تحافظ على صحّة العقل وتُدَرِّبُ الذّاكرة، رياضة روحيّة تَهِبُ الرّوح السّكينة والاطمئنان، رياضة نفسيّة تمنحُ النّفس الرّاحة والرّضا، رياضة سُلوكيّة تُكسِب المرأة وتُعلِّمها التَحلِّي بالرّوح الرّياضيّة.
- العقل السّليم في الجسم السّليم : ليست مَقولة تقليديّة وإنّما هي حقيقة علميّة واقعيّة، حيثُ إنَّ الجسد والرّوح تجمعهُما علاقةٌ وطيدة ويُؤثِّر كلٌّ منهُما على الآخر ولذلك تَجِبُ تغذيتُهما بشكلِ صحيح، والمعنى هُنا ليس التّغذية العُضويّة من الفيتامينات والعناصر الأساسيّة التي يحتاجُها الجسم فقط، وإنّما تعني كذلك التّنشيط وإعطاء الجسد قدرًا من الاسترخاء والرّاحة، وكما هو للجسد فإنّه أيضًا للعقل والذّهن أسلوب للتّغذية عن طريق مُمارسة الرّياضة والتي لاتقتصر على المجهود البدني فقط؛ وإنّما هُناك رياضات أُخرى تبعث على الاسترخاء دون الحاجة إلى بَذل الجهد؛ كاليوجا على سبيل المثال، بالإضافة إلى بعض الرّياضات الخفيفة التي من الممكن ممارستها في المنزل عن طريقِ بعضِ التّمرينات البَسيطة، بالإضافة إلى رِياضة المَشي التي تُعَدُّ من أَسْهَلِ الرّياضات التي من المُمكن مُمَارستها، ولها فاعليَّة كبيرة على الجسد.
- بِناء النّفس والرّوح والجسد : تُساهم كذلك في تغيير السُّلوك واكتساب مهَارات جديدة، فهي تُؤدّي إلى الصّبر والقُدرة على ضبط النّفس وتحمُّل الصِّعاب ومواجهة الأزمات وغيرها، ولذلك فهي ليسَت وسيلةً للتّرفيه فقط وإنّما هي وسيلةٌ فعَّالةٌ لبِناء النّفس والرّوح والجسد.
- الرّياضة و كيمياء الجسد : حيثُ أن النّشاطات الرّياضية تعمل على تعديل الكثير من كيمياء الجسد سَواء العُضويَّة مثل الإنسولين بحيث تَقُوم بِضبطه بشكلٍ جيِّد في الجسد أو الموَاد الكيميائيّة الخاصّة بالحالة النّفسيّة، حيثُ أوْضَحَتْ العديدُ من الدِّراسات العِلميَّة والتّجارُب المُوَثَّقة أنَّ الرّياضة تُساعد في عِلاج عددٍ من المَشاكل النّفسيّة وعلى رأسِها الاكتئاب والقَلق وصُعُوبات النَّوم، كمَا تَعمل على تَحسين المَزاج وإزالةِ الإحبَاط والضِّيق، بالإضافة إلى تنشيط العَقل وزِيادة نشاطات الدِّماغ بشكل إيجابي بما ينعكِسُ على نشاط الذّاكرة وقُوّتها والتّقليل من نِسَبِ التّشتُّت الذّهني، بالإضَافة إلى أنّها تَزيدُ من سُرعة البديهة وقُوّة المُلاحظة، وهي كذلِك تَعمَلُ على تَعزيز الثِّقة بالنّفس خاصّة عند تحسُّن مظهر الجِسم وتحقيق الوزن المرغوب فيه عند المرأة.( محمد ابراهيم الهاشم، 2002 )
نَخْلُصُ من خِلال البحث أن الثّقافة الصّحية لها دورٌ كبير في مُمارسة السُّلوكات الصِّحّية بِما فيها النّشاطات الرّياضيَّة التي تُساعد المرأة على تحسين المِزاج وتقليل الشُّعور بالوَحدة والاكتئاب من خلال النّشاط البدني، وكذلك من خلال مُمارسة الرّياضة في الهواء الطَّلْق أو في مجموعات و فِرق نَسَوِيَّة ضروريَّة للمرأة، ناهيك عن فترة الحيض و دور الرّياضة في ذلكَ من تحسينٍ لحالتِها النّفسيّة وكذا المرأة في سنِّ اليَأس وبعد انقطاع الطّمث للتّخفيف من آثار انقِطاعها السِّلبيّة من ناحية جسديّة ونفسيّة.
قائمة المراجع
- تهاني عبد السّلام محمد (2000) : التَّرويح والتّربية الترويحيّة، ط1، دار الفكر العربي، القاهرة.
- حنان ياجوري(2002) : المرأة في ضوء مُتغيِّرات السِّن والبيئة الثّقافيّة، الكويت.
- زكريا ابراهيم : سيكولوجيّة المرأة، مكتبة الثّقافة السيكولوجيّة، مصر.
- سلوى مرتضى ومحمد مروان عرفات (2011) : التّربية والتّربية الرياضية، ط2، جامعة دمشق، كليّة التّربية، دمشق.
- صابر راجحي (2012) : تأثير الإعلام الرّياضي المرئي في تنمية الثّقافة الرياضيّة لدى تلاميذ المرحلة الثانويّة 15-17 سنة، دِراسة ميدانيّة، بسكرة.
- صالح ربوح (2013) : الاتّجاهات النّفسية نحو مُمارسة النّشاط البدني الرّياضي وعلاقَتُه بالتَّوافُق النّفسي الاجتماعي لدى تلاميذ المرحلة الثانويّة، الجزائر.
- عبد الحميد سلامة (1986): الرّياضة – المظاهر السياسيّة والاجتماعيّة والتّربويّة، ط1، الدَّار العَربيّة للكِتاب، طرابلس.
- فيكرام باتل ( 2008) : الصِّحة النّفسيّة للجميع، ورشة الموارد العربيّة، الطّبعة الُمعدَّلة الأولى، بيروت.
- كمال بوغديري(2017) : المّقارَبة الانثروبولوجيّة للصّحة والمَرض، مجلَّة البَدر، مجلد 09، العدد11، بسكرة.
- كمال درويش وأمين الخولي (1990) : أُصول التّرويح، وأوقات الفَراغ، ط1، دار الفِكر العربي، عَمَّان.
- محسن محمد حمص : المُرشد في تدريس التّربية البدنيّة، دون تاريخ، القاهرة.
- محمد إبراهيم الهاشم (2002) : الرّياضة و الارتقاء بالصّحة، ورشة التّربية البدنيّة، الكويت.
- منال محمد رمضان : رياضة المرأة بين المُمارسة والاحتِراف، الجامعة الإسلاميّة، غزَّة.
- ناجية دايلي (2013) : الضّغط النفسي لدى المرأة المُتزوِّجة العاملة في الميدان التَّعليمي، رسالة ماجستير، سطيف.
تدقيق لُغوي: لبصير جميلة
تصميم: رامي نزلي
Discussion about this post